Take a fresh look at your lifestyle.

نانيس محمد علي تكتب: التجاهل

191

التجاهل من أكثر الأفعال البشرية عدوانية وهو جريمة سلبية ولكن بدون عنف، ومع ذلك يكون مؤلم ومؤثر بشكل كبير، وخاصة إذا حدث بعد علاقة قوية سواء صداقة أو قرابة أو حب أو علاقة عاطفية، أيا كانت نوع العلاقة، عندما يحدث التجاهل يكون فيه ألم كبير  لأن هذا السلوك بحد ذاته سلوك مؤذى وإن لم يكن به عنف .

فى السابق كان موضوع التجاهل صعب الحدوث وأن يتحول الشخص فجأة إلى شبح ولا يستطيع أن يختفى لأنه لا يعلم شخصية المتصل به، فيضطر للرد وربما يتفاجأ بالشخص الذى يتهرب منه، إما الآن ومع تطور وسائل التواصل أصبح من الصعب ان تخفى هويتك ولذلك أصبح التجاهل أبشع وأكثر ألما، لأنك ترى من يتجاهلك أمامك فى كل وسائل التواصل ولكن لا يرد على

رسائلك ولا اتصالك وفجأه يتحول إلى شبح مؤلم موجودامام عينيك ولكن لايجيب على كل محاولات تواصلك معه.

كيف نتعامل مع هذا النوع من الشخصيات

تتوقف عن الحوار معه تماما، وأن تتجنب الحوار من طرف واحد،
ومن الأشياء الخاطئة التى تحدث فى التجاهل و التي من السهل الإنجراف بها هو أن تبدأ بإلقاء اللوم على نفسك،وتسأل نفسك ماذا فعلت وماهو الخطأ، لتبحث له عن عذر حتى تستطيع تقبل مايحدث، وكأنك انت المذنب، وتبدأ تدخل فى دوامة من الحيرة والألم ليس لها نهاية، وترسل له رساله تلو الأخرى، واتصال تلو الآخر، دون جدوى، ولا حياة لم تنادى، فتزداد توتر وحيرة، وترسل له رسائل اخرى ماذا فعلت، لماذا لا توجد استجابة، فى محاولة مستمرة منك لتفهم ماذا حدث

تحاول أن تصلح الخطأ الذى تتوهم أنه حدث، وقد لا يكون هناك أي خطأ من طرفك، وإنما هو المذنب وبإصراره على تجاهلك
ومحاولاتك للوصول له لتفهم لما يفعل ذلك معك يكن نجح بذلك في دخولك فى دوامة القلق والتوتر وبدأت تفقد السيطرة على تصرفاتك، ولا تعرف كيف ستخرج منها وما الذى يجب فعله حيال ذلك.

وهنا تبدأ فى مراجعة وتحليل اخر تواصل بينكما، لترى سبب مقنع للتجاهل، ارح نفسك من التحليل والتفسير  لأن التفكير سيدخلك فى دوامة قد تخرج منها باستنتجات سلبية ناحية الطرف الأخر، قد تؤثر على علاقتك معه فى المستقبل فى حال عودة التواصل بينكما من جديد، وحتى تحفظ خط الرجعة معه .

 

الخطوة التالية

مارس الصبر، نعم الصبر، أعلم أنه صعب، ولكن ليس لديك خيار آخر، فالتجاهل هو حرب نفسية لاختبار الصبر لأن الاستعجال والتسرع يعود بنتائج سلبية تؤذيك نفسيًا أكثر.

عندما يختفى الطرف الآخر  بدون سبب لا تأخذ الموضوع على كرامتك، الخطأ ليس عندك أنت، وإنما هو المخطئ، وذلك يخبرك الكثير عن شخصيته وعن ماهية هذا الشخص وطبيعته النفسية، وبما أن العلاقات الاجتماعية تعتمد على الشخصية ومدى نضجها، فالشخص الضعيف عاطفيا أو لديه مشكلة بشخصيته وثقتة بنفسه يفتقر دائمًا إلى مهارة التواصل الجيد مع الآخرين.

هذا الشخص غالبا يلجأ إلى الهروب والاختفاء عندما لا يستطيع التعبير أو المواجهة، ويفضل الاختفاء بعيدا
وغالبا هذا النوع، الذى يتصرف بهذه الطريقة الصبيانية وعدم النضج، وبخروجه من حياتك يكون قدم لك خدمة كبيرة ومنحك فرصة لتشفى من علاقة مرهقة لن تجنى منها إلا آلالم، فهو لا يستحق وقتك وتفكيرك، نعم مؤلم هذا الشعور ولكن الحقيقة دائما مرة، ولابد أن نتقبلها بحلوها ومرها.

وفى نهاية هذا المقال، دعنا نتفق أنه لا يوجد إنسان بالعالم أنت لا تستطيع العيش بدونه مثلما سمحت له يدخل حياتك مفاتيح الباب بيدك بإمكانك أن تخرجه من حياتك ويعود غريب مثلما بدأ، وتسمح لآخرين يستحقوا أن يدخلوا من نفس الباب، فلا تحزن ولا تندم على شخص تركك وتبخر مثل الشبح دون أسباب، هو قدم لك خدمة، أما لو كان يستحق أن يظل وسبب البعد هو سوء فهم أو تعرضه لأزمة طارئة فى عمله أو حياته الاجتماعية، فسيعود ويعتذر عندما يدرك قيمتك،
ولن يتركك فى دوامة الظنون كثيرا، وفى النهاية عزيزى القارئ ما أود أن أقوله (إن عدم الرد في حد ذاته رد وقلة الجواب جواب، فلا تهلك نفسك بالظنون، وتهلك قلبك بالانتظار، من يستحق البقاء سيبقى ومن تبخر وصار شبحًا، أمنحه نسيان كمن فقد ذاكرته في حادث تصادم).

التعليقات مغلقة.