د. ليندا توفيق تكتب| المعادلة التوازنية الاتجاهية.. الحوكمة = الأخلاق
تصب الحوكمة في أشكال متعددة من القوانين والتشريعات والأعراف والتقاليد والعادات والمباديء والقيم ، وتشكل في مجموعها العام إطار العام لنظام للمؤسسة والعاملين فيها والمتعاملين معها وذوي العلاقة والصلة المباشرة أو غير المباشرة .
فهي ضوابط توجه الحركة وتضبط ايقاع العمل وتحقق توازنة وتضع حدودا لا تخرج عنها وفي الوقت نفسة تحمي مصالح كافة الأطراف الفاعلة والمستفيدة فلا تطغي مصالح طرف علي مصالح الأطراف الأخري ولا يسيء طرف من الأطراف استخدام سلطاتة ليؤثر سلبا علي حقوق ومصالح الآخرين أو يضر بالمصلحة العامة .
فالحوكمة كمنظومة حاكمة ومتحكمة تفاعلية استهدافية لها إطار تعمل من خلالة وفواعل تحرك هذا النظام وفي الوقت ذاته تخضع للتقييم الدوري المستمر بحيث تعمل المنظومة بشكل متلاحق ومتدافع ومتنام، في مراحلها التفاعلية المختلفة.
وبصفة خاصة ما يتصل بمدخلات هذة المنظومة وما يرتبط بنظام تشغيلها وما يخرج منها وما تحققة وتحدثة، ليس فقط في مناخ العمل وانما ايضا في أساليبة وأدواتة، وما تؤدي الية من آثار ومن نتائج سواء في السلوك العام للأفراد، أو الانطباعات العامة أو للصفة الشخصية القومية عن الدولة.
ذلك كون الحوكمة تعتمد علي مجموعة من الممارسات الإدارية والمعايير الأخلاقية والعمليات الرقابية المختلفة والتي تكون المفهوم الشامل لحوكمة المؤسسات الرياضية.
يتم ذلك من خلال حزمة تفاعلية تتفاعل فيها جميع القواعد والاجراءات من خلال تطبيق مبادئ الحوكمة والياتها جميعها كحزمة تفاعلية متكاملة لا يسقط اي منها حيث اننا لا نستطيع القول بان المؤسسات تطبق احد المبادئ وتغفل عن الاخر او ان يكون هناك قصور في تطبيق الحوكمة كمنهج متكامل يرتكز علي جوانب أساسية من الحزم المتكاملة ، كل حزمة منها تشكل إطار فعال، يحكم ويتحكم في أداء الأعمال، وهي جميعها حزم تبحث في مكارم الأخلاق، وتعمل على تجسيد حسن الأخلاق، وفي الوقت ذاته تضم عناصر كثيرة، بعضها إجرائي، والآخر لائحي.
ويضمنها جميعها النظام العام للدولة، والمبادئ العليا السامية للرياضة والمجتمع لذلك فإن الحوكمة تحقق المعادلة التوازنية الاتجاهية العامة :
الحوكمة = الأخلاق
وهي تنقص وتزيد في ذات الاتجاه، وفي ذات المضمون، وفي اعتبارات ذات الضمير، تغفو وتستيقظ معاً، وتنمو وتزداد معاً، وتحيا وتموت معاً.
إن الحوكمة هي الذات الداخلية العاقلة لكل شيء، هي الضمير عندما يكون حاضراً، وهي الوعي عندما يكون مدركاً، وهي فوق كل ذلك سياج أمان، وهي جهاز المناعة ضد أي انحراف أو قصور أو فساد.
التعليقات مغلقة.