Take a fresh look at your lifestyle.

صالح المسعودي يكتب : بكيني وشرعي

106

بكيني وشرعي.. قد ينتقد البعض عنوان المقال ، وقد يتساءل من يعرف طريقة كتاباتي عن هذا التحول الذي طرأ فجأة على ميولي في الكتابة ، بل وصل الأمر أن تكون وجهة نظر أحدهم أن مجرد الحديث في مثل هذا الأمر نوع من ( السفه ) غير المبرر ، ولكني اطمئن من يقرأ ومن يتابع كلماتي التي تهدف دائما إلى الإصلاح المجتمعي والسلوكي أنني لم يعتريني السفه ولا فكرت للحظة أن أغير من طريقة كتاباتي.

 

ولكن كل ما في الأمر أنني قرأت مثل ملايين المصريين خبر في غاية الغرابة والذي يتضمن قرار إحدى الجهات المسؤولة عن السياحة بإجازة دخول من يلبسن ( المايوه الشرعي للمسابح العامة أو ما يطلق عليه ( حمامات السباحة ) لأنه كان محدود على ( البكيني ) فقط ، ثم قيام تلك الجهة بسحب القرار بسرعة وكأنه لم يكن.

 

وما لفت انتباهي في بادئ الأمر ليس القرار فهو أولا وأخيرا قرار إداري يخضع لعوامل عدة ، ولكن بالفعل ما لفت انتباهي هو محاولة إقحام ( الدين ) في مثل هذه الأمور وجلست أسأل نفسي ما دور كلمة ( شرعي ) في مثل هذا الأمر الغريب فكانت الإجابة أن أحد (دكاكين ) الفتوى التي أصبحت تنافس أكشاك ( السجائر ) قد قال بهذا القول المستغرب.

 

وتساءلت في نفسي ما دور ( عمي الشيخ ) الذي أفتى بمثل هذا القول في الحريات الشخصية ؟ وهل هي دعوة وفتوة صريحة للنساء من فصيلة المحتشمات بأن يقمن بلبس ( الاسترتش ) والقيام ( بالبلبطة ) ؟ وفي هذه الحالة كان ما يقمن به نوع من التصييف المسموح به شرعاً وفي هذه الحالة بالطبع ستكون صاحبة ( البكيني ) متبرجة ومخالفة لفتوة ( مولانا ) صاحب ومدير ( كشك الفتوى ).

 

وتساءلت هل سيترك الرجل الغيور الذي يلتزم بسلوكياته وتعاليم دينه القويم كل شواطئ مصر التي تقدر بما يفوق إلفي كيلوا متر ( إن أراد أن يروح عن أهل بيته ويلبس زوجه هذا اللباس المدعو بالشرعي لتتساوى بمن تلبس ( البكيني ) حتى يثبت أن الحرية الشخصية متوفرة لدى أهل التدين.

 

اسمح لي يا عزيزي القارئ أن أشبه صاحب الفتوى بذاك الرجل الذي أتى الإمام أبو حنيفة ويقول له عندي سؤال يؤرقني يا إمام فيقول له الإمام ( هات ما عندك ) فيقول الرجل ( عندما استحم في البحر أو النهر يا إمام هل اتجه بنظري ناحية القبلة أم عكس القبلة ) فيقول له الإمام أبو حنيفة ساخراً ( عليك أن تنظر باتجاه ملابسك حتى لا يسرقها اللصوص ) فقد رد الإمام أبو حنيفة بسخرية مساوية لضحالة السؤال الذي لا قيمة ولا معنى له سوى سفه الحديث.

 

أيها السادة الأفاضل لو تفضلتم علينا لا تقحموا الدين ( أي دين ) وليس بالضرورة الدين الإسلامي في مثل هذه التفاهات التي تسيء لأهل الفهم قبل أهل الدين فخلط الأمور بهذا الشكل يؤدي إلى انتشار الفتاوى المضللة التي تتمسح في الدين أيضاً.. استقيموا يرحمكم الله.

التعليقات مغلقة.