سمية سمير تكتب: بلا عنوان
أرسل لي صديقي المقرب رسالة صباحية وتبادلنا أطراف الحديث في عجالة عن آخر المستجدات، وفي نهاية الحديث ألقى إلي بمفاجأة لم أتوقعها، كانت لي بمثابة (هزة فكرية) حين طالبني بأن أكتب مقالًا محترمًا اليوم، وأرسله له، متابعًا حديثه في جدية تامة، أطلب هذا منك لأنني أعلم أن لديكٍ الكثير وأخاف أن تحبطك الأحداث من حولك فدعينا نشدد من أزر بعضنا البعض ونحاول.
لم أتردد لحظة في قبول طلبه، كيف لا وأنا أعلم أني سأتعلم منه الكثير والكثير، ودعني وتركني لنفسي أحاورها وعقلي بأفكاره التي بدأت تنهال علي كغيث.. تركني وحيرتي ببنات أفكاري كتلميذ فاجأه أستاذه باختبار وأمهله بضع ساعات يتيمة ليسترجع ما درسه فوجد نفسه مبعثرًا كأوراقه وكتبه.
عزيزي القارئ / عزيزتي القارئة.. أنا الآن في أول اختبار لي معكم فبماذا سأقدم لكم نفسي؟؟ وكيف هو المقال المحترم ؟؟.. أأكتب لكم عن رحلتي في الحياة وسيرتي الذاتية التي لن تعنيكم في شئ… أم في السياسة وخباياها أم عن الاقتصاد والتنمية المستدامة… هل أكتب لكم في الوعي والانتماء والإنماء والنماء.. في الفن وجنونه ومشاهيره… لا لا سأكتب لكم عن الرجل وأفعاله.. خيانته… وحبه للنساء رغم اتهامه لهن بالجنون وأنهن منبع النكد … هل يحق له التعدد أم التمدد وعن مدي شرعية زواجه الثاني وكيف يدلل غريمتك وقد ترك خلفه أبناء يتضورون جوعا وترتعد أوصالهم بردا… أم أخبركم قليلا قليلا عن أسرار النساء وكأن المرأة كائن من كوكب لم يكتشف وجوده بعد فتستحق الدراسة والتحليل والتنقيب والتدقيق والتمحيص..
هل سأكتب لكم عن المصطلحات المعقدة.. الاختراعات الحديثة …وأحدث صيحات الموضة والتجميل والعطور والاكسسوارات والمجوهرات… بل سأتابع الهاشتاج اليومي والتويته الأكثر تداولا بل سأصنع لكم من الحبة قبة ومن التفاهة قضية.
أشحذ زناد أفكاري أيها القارئ العزيز فكيف سأثير غضبك وصمتك ونقمتك وسعادتك فضولك وجنونك وأسرقك إلي عالم الكلمة وأجسد لك حروفي فنا وألوانا وكلماتي تثير جد هولا في عقلك فتتهمني بالجنون أحيانا وتنتقدني أحيانا وتتفق معي أحيانا أخرى، هل ستقرأ لي إن كتبت لك أم عنك؟.
التعليقات مغلقة.