ذهب الدكتور رفعت المحجوب عام ١٩٨٦ لأول مرة فى حياتة إلى قرية مارقيا الساحل الشمالي التابعة لوزارة الإسكان و المجتمعات العمرانية الجديدة مع الوزير المهندس حسب الله الكفراوى وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة ، صديقة العزيز .
وأثناء إقامتهما فى استراحة الوزارة هناك ، و بعد صلاة الجمعة ، جاء تليفون للوزير الكفراوى من احد مساعديه من الوزارة اقلقة كثيرا …..
فسأل المحجوب أخيه و صديقه الوزير الكفراوى :
فى اى لماذا انت مضطرب…!!!
فقال الوزير :
عندنا مشكلة فى قرية جديدة ننشاها على بعد حوالى خمسين كيلو متر من هنا اسمها مارينا بجوار العالمين.
فقال المحجوب :
فعلا لماذا لم تخبرني عنها قبل ما حجزت فى قرية ماربيلا، هل هي افضل …؟؟؟؟
فرد الكفراوى :
هو احنا عارفين نخلصها أو نبيع باقى وحدات مارقيا ولا ماربيلا علشان اعلن عن مارينا و اوريك فيها يادكتور رفعت ، ده انا عرضت وحدات على البنوك و أعضاء النوادى لكي يشتروا ، الكل قال بعيدة …!!!
بس على كل حال مش هي دى المشكله ، المشكلة ان هناك اكثر من مقاول يقوموا بالتنفيذ لان الرئيس عاوز يزورها هذا الصيف و المقاولون العرب هناك و معهم النصر العامة للمقاولات و مختار ابراهيم ، و كمان ادخلنا شركة من الصين فى المرحلة الأولى ( المنطقة ٩) .
و الآن هؤلاء الصينين عملين مشكلة كبيرة هناك….!!!!
فرد المحجوب :
وما هي تلك المشكلة …!!!!
فقال الكفراوى :
لماذا لا تأتي معي فى السيارة إلى هناك ، و سوف احكي لك فى الطريق .
و فى الطريق علم المحجوب من الوزير الكفراوى أن الشركة الصينية كان قد أسند لها جزء لابأس به فى أول المشروع من الأعمال ، ولكنها و بعد التنفيذ و سداد مستحقاتهم تعثرت ، حيث اكتشفت الشركة انها قد خسرت بسبب انها تقبض بالجنيه المصرى و خلال فترة العمل ارتفع الدولار ، فانتهى الوضع بالخسارة وليس المكسب.
و هذا كان ذكاء من الوزير الكفراوى أن تعاقد معهم بالعملة المحلية.
المهم ان الشركة الام فى الصين رفضت أن ترسل لهم تذاكر العودة و ظل أكثر من الموقع هناك أكثر من مائة مهندس
و فني و عامل بلا مسكن و لا مشرب و لا حتي مرتب لأكثر من ثلاثة أشهر ، لأن عقدهم انتهى والسفارة الصينية بمصر قالت ليس لهم عندنا شيء فهم قطاع خاص وليسوا فى مهمة رسمية لكي نستضيفهم أو نعيدهم إلى الصين .
و من هنا بدأت المشكلة ، فقد استضافهم عرب مطروح والساحل الشمالى ( فى منطقة والعالمين و القري المحيطةبها ) و مع الوقت قل عطاء اهل المدينة لهم ،
فوجب عليهم اصطياد رزقهم بانفسهم مما أدى إلى فقدان الكثير و الكثير من قطيع الحمير ( نعم الحمير جمع حمار) الذي يملكهم اهل القرى فى ذلك الوقت من ثمانينات القرن الماضي
( و هو امر جلل بالنسبة لهم) و بدأ العراك و الشجار بين اهل القري و هؤلاء الصينيين، مما قد يؤدي إلى مشكله دموية و قد تصل الى مشكلة دبلوماسية بين البلدين….!!!
ضحك المحجوب أولا……..!!
ثم قال للوزير الكفراوي :
انت بتتكلم جد … طيب
اترك لى هذا الموضوع و انا معك سوف نصل إلى حل .
وصل المحجوب و الكفراوى إلى مارينا حيث كان هناك مكان واحد للتجمع و هو المنطقة المعروفة بالسيجال الان ، و كانت فى ذلك الوقت ساحة خالية يجلس بها العمال ويصلون أحيانا .
اجتمع فيها الكفراوى مع اهالى المنطقة من عرب الساحل الشمالي و هؤلاء الصينيين المغلوبين على أمرهم، و ذلك فى حضور المحجوب طبعا.
و بعد حوار طويل و مطالبة الاهلى بالتعويضات وطرد الصينيين الغلابة ، و على الجانب الأخر مطالبة الصينين بالعودة إلى بلادهم.
تدخل المحجوب وقال لعرب الساحل اصبروا عليهم يوم او يومين وانا سوف انهي المسألة.
وفى طريق العودة اتصل المحجوب بمكتب الرئيس الأسبق مبارك و اخبره بالقصة و طلب منه ان يسكن هؤلاء الصينين مؤقتا فى مجمع مساكن برج العرب الجديد و الذي اخذ المحجوب موافقة الوزير الكفراوى على هذا الحل ، و التدخل الدبلوماسي من الرئيس من الجانب الآخر لمخاطبة حكومة الصين لكي تعيد رعايها إلى وطنهم.
وان يعوض عرب الساحل بشكل مباشر أو غير مباشر كيفما يري رئيس الجمهورية. وقد كان…،
لم يمر اسبوع وكان الرئيس الأسبق مبارك قد حل المشكله .
و استكمل مشروع مارينا العالمين على اجمل و اكمل وجه بالشركات الوطنية حتي النهاية .
رفعت المحجوب(مايو ١٩٨٦)
#مذكرات_رفعت_المحجوب
………………………………………………………………….
ملحوظة:
يذكر أن المحجوب كان قد حجز وحدة فى قرية ماربيلا
و بعد أن رأى مارينا فى تلك الزيارة مع الوزير الكفراوى
قرر أن يرد تلك الوحدة و يحول المقدم الذي كان قد دفعة إلى وحدة اخري بمارينا، و منذ ذلك الوقت و اشتهرت مارينا كما نعرفها و تكالبت الوزراء و رجال الأعمال و أساتذة الجامعات و كل من معه مال للسكن فى مارينا العالمين ،
أحد اجمل مناطق الساحل الشمالي المصري.
إلا أن الحظ لم يشأ أن يستلم المحجوب تلك الوحدة
و استشهد قبل أن يسكنها.
و بعدها اشتهرت كما ذكرت قرية مارينا العالمين واصبح مدينة بها سبع مناطق ولها شنه و رنه .
هي فعلا كانت واحدة من اجمل منتجعات مصر بل والشرق الأوسط على الاطلاق.
و هي للفخر من انجازات الدولة المصرية و ليس القطاع الخاص ، مع كامل الاحترام للمرور العقاري المصري من القطاع الخاص ،
ولكن لا شيء يرقي إلى التكوين العام
” لمارينا العالمين:
التعليقات مغلقة.