Take a fresh look at your lifestyle.

أيمن المحجوب يكتب: مبارك والمحجوب وبطولة الأمم الأفريقية

168
بمناسبة إقامة بطولة كأس الأمم الأوروبية 2020 المؤجلة، والتي تقام الآن، تذكرت ما كتب المحجوب عام 1986، عندما لعبت مصر نهائي كأس الأمم الإفريقية.
مبارك والمحجوب وبطولة الأمم الأفريقية:
( قصه حقيقة )
دعي د.رفعت المحجوب بعد أن أصبح رئيساً لمجلس الشعب فى يناير 1984 ، إلى العديد من المناسبات البروتوكولية المحلية و الدولية، و منها الأحداث الرياضية و غير الرياضية ، و كان عادة ما يبحث عن سبب وجيه يقدمة كعذر لرئاسة الجمهورية أو لمجلس الوزراء كي لا يذهب ، و لما كان يسأله أحد، كان ردة فى منتهي البساطة ؛
هو انا فاضي لهذه الشكليات ، خلينا نشوف مصالح الناس ،
و لو تبقي عندى وقت افضل ان استمتع به مع الاسرة
و الاصدقاء أو الإطلاع على بعض الكتب و المراجع المفيدة لي و للعمل .
ولكن هذه المرة كان الوضع مختلف ، فقد بعثت له رئاسة الجمهورية بدعوة عام 1986 مدون عليها
” نهائي بطولة الأمم الأفريقية تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية محمد حسني مبارك ” ،
أتصل به مكتب الرئيس الأسبق مبارك وابلغة بالموعد ،
وأن تواجده يجب ان يكون ساعة قبل وصول الرئيس ،
وأن الحضور اجبارى هذه المرة….!!!
-تزمر المحجوب فى نفسة قليلا ثم قال ؛
اهم ساعتين و يعدوا…!!!
ذهب المحجوب إلى الاستاد و لم يكن يعرف ان فريق مصر من سيلعب على كأس افريقيا ، كان الاستاد قد امتلأ عن بكرة ابيه .
و بعد حوالى ساعة ونصف وصل مبارك ، و كان بالطبع مقعد المحجوب هو الملاصق لمقعد رئيس الجمهورية .
بدأت المباراة ، على مدار الشوطين كان المحجوب يصفق حينما يصفق الجمهور ، و يسكت حينما يسكت ،
كل ما أستوعبه هو إحراز مصر لهدف البطولة و ان الناس فرحه بالكأس .
و بعد فوز مصر و انتهاء مراسم توزيع الكأس و الميدليات،
-سأل الرئيس الاسبق مبارك … د. رفعت وقال له :
بتحب الكورة يا دكتور ..!!
-فقال المحجوب ؛
طبعا يا ريس ، اولادى بيحبوها و بيتفرجوا عليها دايما .
-فقال الرئيس فى صيغة اختبار للمحجوب :
و من يعجبك فى كرة القدم …!!!!
-فرد المحجوب :
الأهلي و الزمالك،
-فقال الرئيس؛
نعم فاهم.. يعني مين من لاعبي الفريقين….؟؟؟
-فأجاب المحجوب ؛
امثال طه بصري و حسن حمدى و حسن شحاتة و محسن صالح ، وعلى خليل ، و عمر النور ، الشاذلى ، وعلى ابو جريشا.
-فتعجب الرئيس الأسبق مبارك …!!!
وضحك ثم قال ؛
بس دول اعتزلوا من زمان اوى يا دكتور …!!
-فقال المحجوب ؛
اقول لسيادتكم الحق ، انا لم أشاهد مباراة كرة قدم منذ عام 1972 ، اى قبل حرب اكتوبر 1973 ومن بعد ذلك لم يعد هناك وقت والله يا سيادة الرئيس …!!!
-فرد مبارك بلطف شديد؛
لو تحب متحضرش مباريات تاني يا دكتور ، مفيش مشكلة.
انصرف المحجوب و فى الطريق الى المنزل كان بصحبته الوزير حسب الله الكفراوى وزير الإسكان و المجتمعات العمرانية الجديدة، والذي كان صديق مقرب للمحجوب ،
و كان قد سمع حديثهما ،
-فقال المهندس الكفراوى ؛
يا دكتور الاحظ انك على خلاف باقي العاملين بالسياسة تلتزم حدود مكتبك و منصة مجلس الشعب ، و لا تفضل الظهور مع الرئيس في غير مناسبات المجلس .
فانت لا تحضر افتتاحات المصانع ، و الشركات ، و حتى مقل جدا في حضور الاستقبالات الرسمية ، و لا تخرج مع مجموعة العمل السياسي، و لا تكثر الحديث معهم إلا فى أمور العمل ، الا ترغب في صحبة الرئيس و من حوله كما يفعل الباقين………….؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
-فرد المحجوب ؛
ابدا والله ، لكن دورى في مكتبي وقاعة المجلس ، و انا لا اتأخر ان طلبني الرئيس فيما يخص العمل ، لكن مهام عملي لا الزام فيها بحضور هذا النوع من المناسبات و المجاملات ، هي اشياء لا علاقة لها بطبيعة العمل الموكل الي ، و لا هدف منها غير الشكليات و عمل تشريفة للرئيس و ضيوفة .
و دوري في الاساس مع أعضاء مجلس الشعب ومن أجل مصالح الشعب .
-ثم انهى المحجوب حديثة قائلا ؛
يا معالي الوزير، الكرة فى مصر مرض ، فإذا كنا نأكل لكي نعيش ، و ليس العكس، فالرياضة مكمل ترفيهي ولا يجب أن تكون فى حد ذاتها هدف نحيا من اجلة ، مثلما يفعل بعض الناس ، الرياضة شيء جميل ولكن على أن لا تلهينا عن أدوارنا الاهم فى الحياة ..!!
-فرد الوزير الكفراوى ، و كان يحب المحجوب كثيرا ؛
من فضلك يا دكتور رفعت ، لا تعيد هذا الكلام امام أحد ، الراجل بيحب الكورة اوى ، وكل حاجة بتوصل له…!!
و هذه ، على ما اتذكر ، كانت اول وآخر مباراة كرة قدم يحضرها المحجوب فى حياته !

التعليقات مغلقة.