Take a fresh look at your lifestyle.

أحمد حساني يكتب: أزمة السد تنسد

617

لا يخفى عن الكثيرين ما آلت إليه قضية سد النهضة في الآونة الأخير بين مصر والسودان من جهة وأثيوبيا من جهة أخرى.

و استمرار تعثر الوصول لحل بشأن سد النهضة الإثيوبي والذي تصر مصر والسودان على أنه يشكل خطرا حقيقيا على حياة الملايين من مواطني البلدين، قد يجعل البلدين تفكران باستخدام أوراق مختلفة. بيد أن الخيار الدبلوماسي والقانوني يبقى هو الأقرب، حسب العديد من المراقبين.

في الوقت الذي تتنصل فيه أثيوبيا وترفض  العودة لمفاوضات سد النهضة وفقًا للولاية التي أطلق على أساسها المسار الإفريقي، الأمر الذي يؤكد عدم وجود إرادة إثيوبية من  استمرار المماطلة حتى يفرض الأمر الواقع على دولتي المصب مصر والسودان .

في الوقت الذي تتعامل فيه مصر وتأيدها السودان في هذه القضية بكل مرونة وحيادية في الحفاظ علي مصالح الدول الثلاث ، ويؤكد على رغبتها الجادة في التوصل إلى اتفاق حول سد النهضة، إلا أن إثيوبيا رفضت كل الأطروحات التي تؤيد الاستمرار في المفاوضات ، و غياب الإرادة السياسية لدى إثيوبيا للتفاوض بحسن نية وسعيها للمماطلة والتسويف من خلال الاكتفاء بآلية تفاوضية شكلية وغير مجدية.

ولا يخفي عن الكثيرين عداء أثيوبيا الحبشة قديما  تجاه مصر عداء تاريخى ومحاولات منع وتحويل مياة النيل الازرق بالاتفاق مع دول أخري طوال الـ٥٠٠ سنة الماضية لم تتوقف .

ولأن الحبشة أضعف من أن تقوم بذلك وتواجه مصر بمفردها فقد كانت تتعاون مع القوى العالمية فى تنفيذ مؤامرة حرمان مصر من مياه النيل.

ولا تستجلي ما وراء الصورة، لن تكشف إلا ما يجري على السطح، وربما تغفل أو تتغافل عما دبر ويدبر في الكواليس الدولية، وعن حقائق ما يجري في الأعماق وتزيفه وسائل إعلامية ناطقة بالعربية خدمة لأجندات غربية أو عبرية عن غرض أو مرض، وربما عن جهل بما تفعل من سوء.

 

في المقابل أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في كلمته قائلا : رغم كل الخيارات مفتوحة ومطروحة ” نحن لا نهدد أحدا ولكن لا يستطيع أحد أخذ نقطة مياه من مصر ، وإلا ستشهد المنطقة حالة عدم استقرار لا يتخيلها أحد، متوعدا: لا يتصور أحد أنه بعيد عن قدرتنا  مياه مصر لا مساس بها والمساس بها خط أحمر وسيكون رد فعلنا حال المساس بها أمرا سيؤثر على استقرار المنطقة بالكامل.

يجب علينا نحن المصريين جميعا بكل الفئات ومن كل الإتجاهات ومع كل الإختلافات ، فالأمر يعني كل مصري وقطرة الماء هي حياة لكل إنسي ، بل هي سر الوجود لكل مصري.

 

يجب علينا أن نعي بأن سد النهضة الإثيوبي ليس أزمة عابرة ولا معضلة سياسية متكررة ، بل هي كارثة أبدية ودخول الدولة المصرية في حروب وصراعات  ،  وحرب علي  البلاد وعلي حياة العباد ، علي الأرض والزرع والثمر والأطفال والشيوخ والكبار والصغار ، بل هي المجاعة والعطش ، موت الارض ونهاية الخلق ، تفشي المرض وصراع علي قطرات بسيطة للشرب ،  ونهاية الوجود لحضارة إمتدت منذ أن وجدت الحياة علي الأرض.

و مصر تواجه فى أزمة سد الحبشة نفس التحدى مع الحلف. الشيطانى الحبشى الأوربي الأمريكى الصهيونى الماسونى المدعوم بإطماع استعمارية غربية وتلمودية ماسونية .

ولكن يجب أن نعي أيضا أن الدولة المصرية تتعرض لمؤامرة من كافة الأطراف ربما تكون معلومة عند البعض ومجهولة عند الآخرين ، إلى ما يمكن وصفه «كمينا محكما ومخططا» للإيقاع بمصر، مائيا وسياسيا وعلى جميع المستويات، فى إطار محاولات بعض الأطراف النيل من مكانتها وتهديد مستقبلها الريادى، مما يعتبر خطرا محدقا مهددا لمركزها ومحاصرا لدورها.

– أحمد حساني باحث في مركز العالي للدراسات البحثية والسياسية  والاستراتيجية وباحث ماجستير في العلوم التربوية

التعليقات مغلقة.