أكد المهندس هاني العسال، عضو مجلس الشيوخ، أن تداعيات القمة العربية غير العادية بالقاهرة، لازالت تجني ثمارها، بعدما اتبعها اجتماع هام لوزراء الخارجية العرب مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيفين ويتكوف، فقد جاءت نتائج الاجتماع إيجابية بعدما تم استعراض خطة مصر لإعادة إعمار غزة، وهذا يعني بداية التوافق العربي الأمريكي لاستبعاد مخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني والتفكير بخطوات جادة نحو إعادة الإعمار للقطاع الذى تم تدمير بنيته التحتية بالكامل في أعقاب العدوان الإسرائيلي .
وأضاف “العسال”، أن وزراء الخارجية العرب استعرضوا خطة إعادة إعمار غزة التي أقرتها القمة العربية المنعقدة في القاهرة في ٤ مارس ٢٠٢٥، كما اتفقوا مع المبعوث الأمريكي على مواصلة التشاور والتنسيق بشأنها كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، لافتًا إلى أن ذكاء الدبلوماسية المصرية نجح في احتواء هذه الأزمة التي كانت تخطط إليها إسرائيل بدعم من الإدارة الأمريكية من أجل الاستيلاء على حقوق الشعب الفلسطيني وضياع القضية وتصفيتها للأبد، إلا أن مصر قادت موقف عربي يسطر في التاريخ للقضاء على تلك الخطة من جذورها بعدما قدمت رؤية متكاملة لإعادة إعمار القطاع .
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن التفكير في غزة مابعد الحرب أمر في غاية الخطورة، خاصة أن الاحتلال الإسرائيلي عكف على القضاء علي كافة مظاهر الحياة في القطاع ليصبح العيش على أرضه مهمة صعبة، من أجل إجبار الفلسطينيين على ترك وطنهم وتحقيق نكبة جديدة، إلا أن الصمود الفلسطيني والإصرار بالتمسك بوطنه رغم كافة التحديات مع الدعم المصري اللامحدود على الصعيد الإنساني والسياسي نجح في دحض مخطط التهجير القسري الذى رفضته القيادة السياسية رفضاً قاطعاً وبعثت رسالة بموقفها الراسخ للعالم أجمع .
وأوضح المهندس هاني العسال، أن الضغوط المصرية بدعم من الدول العربية نجحت في حدوث تطور بالموقف الأمريكي تجاه خطة مصر لإعادة إعمار غزة، فقد تحول الرفض من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخطة المصرية، إلى موقف جديد من القبول بعدما أبدى المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، موقفًا أكثر إيجابية، مما يعكس تباينًا في المواقف داخل الإدارة الأمريكية، كما أعرب ترامب أيضاً عن تقديره للخطة المصرية، مؤكدًا أنه لا حاجة لنقل سكان غزة من أراضيهم، وهو ما يعد انتصار هام للدور المصري في الحفاظ على القضية الفلسطينية في هذه المحنة التاريخية .
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.