المزيد من المشاركات

سلام وعاشر، وصلة مريوطية رماية رماية رماية…
تبدأ الرحلة اليومية لكل مصري باستقلال الميكروباص ذهابًا إلى عمله، وعودة منه، وعلى كثرة تعدد الطرق والكباري الجديدة إلا أن الطريق الدائري أشهر هذه الطرق، وأكثرها مرورًا وتوسعًا، حيث تصل الحركة المرورية عليه إلى أكثر من مائة ألف سيارة يوميًا.
“الأُجرة حسب الخناقة…”
وعلى نهر الطريق الدائري تجد مشاهد وحياة، فما بين سائق الميكروباص الذي دبّت “خناقة” بينه وبين زوجته، فهي تريد زيادة في مصروفها، وهو يأبى إلا أن يُمارس سياسة التقشف، وعَلَا صوتُها، وتعالت نبراتها؛ فخرج غاضبًا وقرر رفع الأُجرة، وتقليل الرحلة “وهاتك يا زعيق مع الرُّكاب…، وإللي مش عجبه ينزل هنا”
عصابات عكس الاتجاه!
وفي الجانب الآخر… تشكيل عصابي يستقل دراجة نارية تسير عكس الاتجاه، ويحمل أسلحة بيضاء؛ لإرهاب المواطنين وسرقة هواتفهم المحمولة بالإكراه أو الخطف حال إجرائهم مكالمة على الطريق، وإذا قاومهم راكب أو سائر؛ يتعدون عليه بأسلحتهم مُحدثين به إصابات بالغة، أو عاهات دائمة، أو ربما ضربة في مَقتل، ثم يلوذون بالفرار… “وهات موبايلك يا صابر، ولا نعورك!”
التسول الدائري!
وهذا كهل سبعيني، وآخر شاب عشريني، يتوزعون على كل سُلم صعود ونزول، فمنهم من “يأخذ المعلوم” من كل سائق جنيه أو اثنين، وإذا غفلتَ كراكب عن ما تحمله في جيبك من محفظة أو محمول وقع في أيديهم وقوع الرزق من السماء إلى العبد الزاهد، وشعارهم”وراق قومية وراااااق… المعلوم يا أسطى”
“خد الزبالة معاك يا راجل!”
أخذ ربُّ البيت كيسَ القمامة، وجال برأسه يمنة ويسرة؛ فلم يجد صندوقًا يُلقي به مخلفات بيته، فاضطر أن يصعد به سلم الدائري ويلقيه أعلاه؛ حتى بات كل سلم مقلبًا للمُخلفات!
العبور القاتل!
وقد أردى الكسل أناسا إلى سوء حتف، فهذا شاب أخذ يتصفح في الفيسبوك والإنستا المُغرية حتى فاته السلم الذي يقصده، فنزل بعيدا عنه، فحمله كسلُه أن يعبر الطريق الدائري مُترجلا؛ مُعرضًا حياته للهلاك، وغيره للحوادث القاتلة… “بلاش كسل، وعدي من تحت الدائري، حياتك غالية علينا”
وحش الطريق لا يهدأ…!
وأثناء ما تنتظر ميكروباصًا تستقله إلى وجهتك تجد وحشَ الطريق يصرعك ب”كلاكس” ويكأنه صادر من باخرة عملاقة، فلا تكاد تخلو الطريق الدائري من النقل الثقيل ليل نهار مع ما تسببه من حوادث وكوارث…
رغم صدور قرار بمنع مرور سيارات النقل من حمولة خمسة أطنان، والنقل الثقيل بمقطورة من الساعة السادسة صباحًا وحتى الساعة 12 ليلاً فى المنطقة المحصورة من مطلع محور المريويطة الجديدة فى الاتجاهين حتى مدخل محور سعد الدين الشاذلى فى الاتجاهين (اتجاه الشرق).
“وهنراضيه ونعدي…”
“موقف ميكروباص”
الميكروباص يقف حيثما يحلو له، فعلى جانب الطريق تجده، ووسط الطريق لا تفتقده، صف أول وثاني، وثالث… زيادة على ما تسببه من حوادث مروعة “وغُرزة شمال ياسطى وعدي”
ما هو الطريق الدائري؟
وأخيرا فالطريق الدائري هو طريق محيطي حول القاهرة الكبرى، أُنشئ بهدف ربط محافظات القاهرة الكبرى، وتخفيف التكدس المروري داخل القاهرة وضواحيها حيث تصل الحركة المرورية عليه إلى أكثر من 100 ألف سيارة/يوم.
بدأت وزارة الإسكان في إنشاء الطريق1986 وتم الانتهاء منه بالكامل 2005 بطول إجمالي 100 كم وعرض حارتين لكل اتجاه وذلك على مراحل متعددة.
ثم استلمته وزارة النقل والمُمثلة في الهيئة العامة للطرق والكباري وبدأت في تطويره حتى أصبح ثلاث حارات من القطامية حتى السويس و أربع حارات في باقي الطريق، ويجري تطويره وتوسيعه من حين لآخر.
المهم…
لو حضرتك على الدائري؛ فلا تُناقش السائق الذي نكَّدت عليه زوجته في الأجرة، واحذر اللص الذي يتقلد سنجته، ولا تُصرَع لكلاكس، ولا تعبر الطريق مُترجلًا…”

التعليقات مغلقة.