Take a fresh look at your lifestyle.

هبة حرب تكتب: من الاحتلال إلى الإرهاب تضحيات الشرطة خالدة لـ صون الأمن المصري

22

لاشك أن تاريخ 25 يناير سيبقى مخلداً في ذاكرة الوطن، بـ أنه عيد الشرطة المصرية، فـ هي المناسبة التي نحتفي بها منذ 73 عام وسنبقي نحييها و يتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل.

ويعود التاريخ إلى الأحداث التي شهدتها مدينة الإسماعيلية يوم 25 يناير 1952، و التي كانت شاهدة على تضحيات رجال الشرطة المصرية فى معركة الإسماعيلية، والتي تعتبر خير مثال على التضحية والفداء من أجل الوطن حين تصدوا لهمجية جنود الاحتلال البريطاني ورفضوا الاستسلام فى مدينة الإسماعيلية.

حيث رفض رجال الشرطة في هذا الوقت ، مطالب القائد البريطاني بمنطقة القناة “البريجادير أكسهام” بالإنسحاب من المحافظة و تسليم الأسلحة، و ما كان الرد إلا بالرفض و التأكيد على تنفيذ أوامر فؤاد سراج الدين باشا وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منهم الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام، ودارت المعركة غير متكافئة القوة بين قوات الإحتلال الإنجليزي المدجج بالأسلحة ، و قوات الشرطة المصرية التي كانت تمتلك أسلحة بسيطة، لكن بالإرادة و الصمود نجحوا رجال الشرطة في تسطير هذه الواقعة بحروف من نور في تاريخ الوطن.

ولا تزال تضحيات الشرطة المصرية مستمرة ، فـ منذ 2011 وحتى الآن ، إستشهد وأصيب أكثر من 20 ألف من رجال الشرطة المصرية، خلال معاركهم الضارية ضد الإرهاب، وقد تزايدت معدلات العمليات الإرهابية خلال فترة حكم جماعة الإخوان، وعقب سقوط حكمهم على يد الشعب المصري خلال ثورة الثلاثين من يونيو .

حيث شهدت البلاد في ذلك الوقت موجة من العمليات الإرهابية ، اختارت مؤسسات الدولة ممثلة في الجيش والشرطة الدفاع عن الوطن، وحماية الشعب من عنف العناصر الإرهابية.

إذا ذكرنا الشهداء فـ القائمة تطول ، وليس هناك كلمات تفي بحقهم ومقدار تضحياتهم، ومن بين هؤلاء الأبطال الشهداء الذين صانوا بـ دمائهم أمن و سلامة الوطن الشهيد محمد أبو شقرة ضابط مكافحة الإرهاب بقطاع الأمن الوطني، الذي كانت وفاته بمثابة الشرارة الأولى لرفض حكم تنظيم الإخوان وقيام ثورة 30 يوليو، فقد استشهد برصاصات الغدر في سيناء، في 9 يونيو عام 2013 إثر عملية خسيسة من الجماعات الإرهابية.

ومن أبو شقرة إلى محمد مبروك الضابط بقطاع الأمن الوطنى، الذي استشهد برصاص غادر من جماعة الإخوان الإرهابية، حيث كان البطل على رأس قائمة الاغتيالات لدى الجماعات الإرهابية منذ سقوط حكم المرشد عام 2013،و قد تم إغتيال البطل مبروك في 17 نوفمبر 2013 أمام منزله في عملية خسيسة على يد الجماعة الإرهابية ، حيث كان الشهيد الضابط المسئول عن ملف جماعة الإخوان المسلمين وعن ملف قضية التخابر التي اُتهم فيها مسؤولون سابقون وقيادات من ضمنهم الرئيس المعزول محمد مرسى، بجانب أنه كان الشاهد الرئيسي في المحاكمة.

وبين هذا وذاك، نذكر الشهيد البطل الرائد محمد صفوت حرب، الذي استشهد في 14 أغسطس 2013 أثناء خدمته ضمن القوات بمديرية أمن المنيا، وذلك بالتزامن مع فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، حيث انطلقت موجة عنف من التنظيمات الإرهابية في معظم المدن، وطالت الكنائس والمنشآت الحكومية بشكل خاص، والتي إستشهد خلالها الشهيد البطل.

ولم تتوقف بطولات الشرطة المصرية عند هذا الحد ، بل تمتد ومن بينها أيضاً، الشهيد أحمد حجازي بطل واقعة الشيخ زويد في رفح شمال سيناء، الذي استشهد في 2/9/2014 بشمال سيناء، وتحديداً في رفح إثر عملية إرهابية غادرة، وقد كتب الشهيد في وصيته التي كتبها قبل استشهاده بسنوات بثلث تركته لـ مستشفى 57357، بجانب توزيع ملابسه وأدواته على المحتاجين، وتخصيص جزء من ماله لعمل سبيل كصدقة جارية على روحه، ليضرب مثال في التضحية والفداء.

ومن بين الشهداء الأبرار يطل الشهيد عمر القاضي، الذي استشهد في 5 يونيو 2019 أول أيام عيد الفطر المبارك في عام 2019، خلال عملية غادرة على يد الجماعات الإرهابية ، استهدفت كمين البطل 14 بالعريش في شمال سيناء، وكانت آخر كلمات قبل الاستشهاد عبارة «دك الكمين ياسمير»، التي جسدت أسمى معاني التضحية بالنفس، إذ لم يهتم بإنقاذ حياته قدر اهتمامه بالتخلص من العناصر الإرهابية التي داهمت الكمين.

وقائمة الشهداء الأبرار تطول، ولن يكفي شرف بطولاتهم ذكر، فما بين الشهيد شادى مجدى ، والشهيد ضياء فتحي، والشهيد رامي الجنجيهي، والشهيد نبيل فراج، الشهيد أيمن الدسوقي، والآلاف من الأبطال.

وإذا تحدثنا عن بطولات و تضحيات رجال الشرطة المصرية، فـ لن تكفي الكلمات، ولن يفي السرد جزء بسيطة من تضحياتهم الخالدة التي ستبقى في ذاكرة الوطن إلى أبد الدهر، والتي كانت ثمن ما نحي فيه الآن من أمن وأمان واستقرار.

فـ سلام على الأرواح الطاهرة التي ذهبت إلى بارئها، سلام على الصالحين، سلام علي محاربي الظلام وأهل النور، سلام على الجند الأبطال الذين فدوا الوطن بدمائهم الزكية.

اقرأ أيضًا.. هبة حرب تكتب: وفي النهاية البقاء لأصحاب الأرض 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.