حزب الحق المصري ينعى طلاب “الجلالة”.. ويطلب محاسبة المسئولين

صرحت الدكتورة نرمين عبدالرحمن، رئيسة حزب الحق المصري، بأن الحزب وقياداته وأعضائه يعيشون حالة من الحزن العميق والأسى الشديد لفقدان شباب مصر، الذين رحلوا في ريعان شبابهم نتيجة الإهمال الذي أودى بحياتهم، تاركًا أحلامهم وآمال أسرهم تتبدد أمام عيونهم. تلك الأسر التي بذلت كل جهد وتضحية لتُحقق طموحات أبنائها برؤيتهم أطباء وصيادلة يعالجون الناس، ولكن القدر حوّل حلمهم إلى كابوس مؤلم، وأصبح هؤلاء الشباب ضحايا بدلاً من أن يصبحوا منقذين.

أشارت الدكتورة نرمين إلى أن ما حدث قضاء وقدر لا ريب فيه، لكن لا بد من معرفة الأسباب الحقيقية التي تسببت في هذا الحادث الأليم. نعم، هناك روايات عن السرعة الجنونية التي تسببت في الحادث، ولكن الجاني هنا ليس السائق فقط، بل كل من سمح لهذه الأخطاء بالتراكم حتى وصلنا إلى هذه المأساة. لن نترك حق أبنائنا يضيع دون محاسبة، ولن نتغافل عن التحقيق في كل تفصيلة من هذا الحادث.

وأكدت أن الإهمال في صيانة الحافلات يُعد جريمة كبرى لا يمكن السكوت عليها، فجهاز المرور مطالب بمراجعة دوره في الحفاظ على أرواح الناس، وليس الاكتفاء بتسجيل المخالفات عبر الردارات فقط. أين الأكمنة التي تراقب هذه المركبات الضخمة التي تجوب الطرق دون رقابة؟ أين فرق التفتيش التي تكشف عن الإهمال المتراكم في الحافلات وشاحنات النقل التي تحصد أرواح الأبرياء؟

شددت الدكتورة نرمين على ضرورة تكثيف حملات المرور على الطرق السريعة والكورنيش، والتعامل بصرامة مع السائقين المتهورين، الذين أصبحوا بمثابة “وحوش الطرق” التي تهدد أمن وسلامة الناس. كما شددت على أهمية تشكيل فرق مختصة تفحص الحافلات للتأكد من سلامتها، وزيادة نقاط التفتيش لتحليل المخدرات، وسحب الرخص من السائقين المتعاطين بشكل فوري حتى يتلقوا العلاج اللازم.

واختتمت تصريحها بالتأكيد على أن هذه المأساة لن تنتهي بمحاسبة سائق واحد فقط، بل يجب محاسبة كل مسؤول ساهم في هذه الكارثة، مهما كان موقعه. لن نسمح بأن تُهدر دماء شبابنا دون معرفة الحقيقة الكاملة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الفاجعة. خالص العزاء لأسر الضحايا، ودعاؤنا بالشفاء العاجل للمصابين، مؤكدين أن حقهم لن يضيع وأن العدالة ستأخذ مجراها.