Take a fresh look at your lifestyle.

ياسر سليم يكتب: العقد الصفري

50

العقد الصفري.. أزمة معاشات الصحفيين التي تنتظر شبابهم

يشقى الصحفي شاباً لسنوات طويلة حتى يستقر في صحيفة أو مؤسسة، ويلتحق بعضوية النقابة، مؤملاً في أن يعيش بشكل كريم، ثم يخرج على المعاش ليهنأ بحصاد رحلته المتعبة في مهنة المتاعب.

 

وحتى سنوات قليلة مضت، كان الصحفي يحط رحال رحلته على مشارف العقد السابع ليجد بانتظاره مكافأة نهاية خدمة مناسبة ليضعها كوديعة في بنك يدعم بعوائدها الشهرية معاشه القليل، هذا إن كان من أبناء المؤسسات القومية، أما إن كان من أبناء المؤسسات الخاصة، فحدث ولا حرج، والآن تساوى أبناء المؤسسات القومية بالصحف الخاصة، وباتت مكافأة نهاية الخدمة الضئيلة متقطعة على عدة دفعات، هذا إن حصل عليها الصحفي أصلا، وبتنا جميعا في الهمّ صحفيين، وأمسى هم النهايات أكثر ضراوة من شقاء البدايات.

 

يضاف إلى ذلك همٌّ أكبر، إذ صار المعاش أقل من البدل، وتحايل صحفيو الصحف الخاصة عقب الخروج ـ على المعاش ـ للحصول على البدل بمحاولة التعاقد مع صحف خاصة للاستمرار في جدول المشتغلين، دون أي حقوق ولا حتى مقابل الكتابة في الصحيفة.

اضطراب القلق النفسي وعلاجه.. مع الدكتورة ضياء جمال

أما في المؤسسات القومية، التي كانت مضرب المثل وموضع حسد مختلف الهيئات والمؤسسات الأخرى بالدولة، فقد صار الصحفيون رهائن العقد الصفري، وهو عقد إذعان تقدمه المؤسسات للصحفيين عند خروجهم على المعاش لضمان استمرار شكلي في العمل، دون أي امتيازات أخرى: فلا مكتب لهم في المؤسسة، لامهمة عمل، لا تأمين صحي، لا مكافآت ، لا شيء سوى ورقة أشبه بالـ”عرفية” تتيح لهم الاستمرار في الحصول على البدل، وحسب.

دينا عاصم تكتب: نتعرض للتحرش يوميا “متتصدمش”

ما الحل إزاء هذه الأوضاع التي لا تتناسب وكرامة شيوخ المهنة والزملاء الذين أفنوا أعمارهم شقاء في بلاط صاحبة الجلالة؟

 

الحل هو تطبيق قرار سابق للجمعية العمومية، الذي جرى دهسه مثل قرارات أخرى، بمد سن عمل الصحفي إلى سن السبعين، إسوة بمهن أخرى، لا سيما وأن قلم الصحفي وعطاءه غير مرتبط بسن، والعكس هو الصحيح، فالصحفيون يتضاعف عطاؤهم بتراكم خبراتهم.

ماجد محمد يكتب: ورحل من علمني في ورشة صاحبة الجلالة

ويخطيء الصحفيون الشباب إذا ظنوا أن الأمر لا يعنيهم، فهم ـ أطال الله في أعمارهم وبارك فيها ـ سيجدون أنفسهم بعد سنوات مواجهين لتلك الأوضاع البائسة.

 

أسعى من خلال برنامجي الانتخابي بكل جهد لتطبيق قرار الجمعية العمومية السابق بمد سن المعاش إلى السبعين، وأن يكون البدل حقاً للصحفي على المعاش، وكلي أمل في دعم أساتذتي وزملائي من أجل ختام كريم لمسيرة عمل شاقة، نعاني منها جميعا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.