Take a fresh look at your lifestyle.

ياسمين خليل تكتب : لماذا أصبحت ” آفة” المصريين فى عقولهم ؟

81

 

كثيراً منا ما يبحث عن المعرفة ولكن القليل ما يعى ذلك..

إن المعرفة فى حد ذاتها لأمر جيد وهام إذ هى أساس كل شي فكل ما يدور فى العقل يحتاج إلى المعرفة إلى البحث إلى التدقيق فبالعلم والمعرفة تتسع دائرة الثقافة والوعى.

كل هذا جيد وإلى هنا يبدو الأمر منطقياً ويٌتفق عليه ، وهو أن غذاء العقل هو المعرفة لذا علينا أولاً أن نبحث عن مصدر هذا الغذاء الذى لابد وأن يكون نظيفاً … صحياً ومشبعاً فهو بمثابة وجبة متكاملة الأركان فهى تغذى العقل والروح والوجدان معاً.

نعم فالروح والوجدان هما ترجمة للعقل الذى بدوره يضخ ما بداخله إلى روحك وقلبك فهو المسئول  بدوره على توزيع هذا الغذاء ، وهنا فإما أن يكون طازجاً ومفيداً وإما  أن يكون فاسداً وساماً.

هذا بالضبط ما أود أن أشير اليه ، فالمعرفة إذا كانت فاسدة سرت فى الجسد كله فاعييته وسممت قلبه ووجدانه وحولته إلى عضو فاسد فى المجتمع ، فهناك المعرفة المدمرة والمتسببة في تفشي الفساد الروحى والاخلاقى

نعم فليس كل الفساد يكون مالى او اقتصادى او سياسى فحسب ، بل هناك ما هو فسادا اخطرمنه وهو فساد العقل والروح وهذا بكل أسف أصبح متفشياً بكثرة داخل مجتمعنا الان من خلال وسائل التواصل الإجتماعى بكافة انواعها واشكالها التى اصبحت تتعدد اشكالها وطرق تطبيقها بشكل كبير ولافت.

إلى هنا ربما نكون أشارنا فقط إلى الموضوع ،  لكنه مازلنا لم نصل إلى عين الحقيقة التى يجب ان نصوب تجاهها سهم الإدراك

فتكمن المشكلة فى الحقيقة إننا تجاه “آفة” قد علقت بأذهاننا وفرضت نفسها علينا بالقوة من خلال وسائل التواصل الإجتماعى ، وأصبحت ظاهرة خطيرة اقتحمت بها عقول ووجدان شريحه كبيرة من المجتمع المصرى وهى “آفه”  ” الترند ”

وإذا نظرنا بالمقارنة البسيطة إلى المجتمعات العربية من حولنا ودول الجوار لن نجد فيها هذه الظاهرة ولا بكثافتها التى نعيشها نحن داخل المجتمع المصرى ، حتى  وإن وُجدت فنلاحظها نادرة ، بل نجد حتى إنه هناك بعض الدول التى تحظرها وتحظر معها بعض التطبيقات التى تسهل عملها.

فلماذا أصبحت ” آفة” المصريين فى عقولهم ؟

لماذا أصبح الترند وإسلوب ” الشحاذة الإليكترونية” هدف كل شاب وفتاه بل سيده ورجل بل وحتى الأطفال ؟؟

أصبح الجميع يبحث عن موجه ” الترند ” ليركبها فيعلو شأنه وسيطه بين الناس ويجنى الأموال ويصبح هدف لمن يليه أن يسير على نفس النهج.

ليس من المهم أن ياتى ذلك على حساب الأخلاق أو الدين أو الشرف طالما سوف يجنى أموالاً وشهرة واسعة بين الناس

فأصبح لدينا ” ترند العروىسة المغصوبة”  و ” ترند الواد بتاع كشرى التحرير ” وغيرهم وغيرهم من الأسماء والمسميات التى باتت تقتحتم عقولنا رغماً عنا بما أنه  أصبحت وسائل التواصل الاجتماعى هى الوسيلة الان لتكوين المعرفة !

لماذا كل هذا الإستهلاك التكنولوجى المهدر على صفحات التواصل الإجتماعى والسوشيال ميديا بصفة عامة !

نحن لسنا ضد العولمة ولا التكنولوجيا ، العكس صحيح فالتقدم التكنولوجى والمعرفى والتقنى الأن أصبح يمثل أساس وعماد تقدم أى دولة فالدول تقاس بمدى تطورها فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات

وتولى الدولة المصرية إهتماما بالغاً فى هذا المجال وتعد مصر الأن بفضل سياسات الدولة المصرية من مصاف الدول العربية فى هذا المجال

كذا تفتح الدولة أبوابها أمام جموع الشباب للدراسة والتدريب فى هذا المجال ، إذ إنه أصبح المستقبل والواقع الذى نعيشه .

وأتاحت لنا فرص الحصول على المعلومات فى شتى المجالات من خلال المكتبات العامة والمتخصصة وبنك المعرفة ، فى محاولة إعادة إحياء دور وأهمية القراءة والعلم والثقافة المعرفية والمجتمعية والتنموية ، وهو ما تقوم به عدد من مؤسسات الدولة منها  وزارة الشباب والرياضة التى تقوم بدور رائد فى تنمية القدرات الشبابية من  خلال برامج متعددة ومتنوعة ، كذا وزارة الثقافة ، كذا المؤسسات الدينية وهذا ما نريد أن نسلط عليه الضوء أكثر حتى يعى الناس ويٌدرك أن عليه يبحث عن مصادر أخرى لتنمية وبناء الشخصية له ولأطفاله بعيدا عن فرضية الإستهلاك التكنولوجى المُهدر.

وهذا ما حاولنا أن نشير إليه بكل أسف أننا أصبحنا نستاق معرفتنا ومعلومتنا وواقعنا من خلال السوشيال ميديا ، فذهبت معها قيمة البحث والمعرفة المفيدة .. بعدنا عن الثقافة والفن الراقى ، إعتزلنا القيم الدينية والأخلاقية وهجرنا قراءة الكتب والتاريخ.

ونشأ جيل جديد من الأطفال بعيدين كل البعد عن سمات الطفولة تحولوا إلى مستهلكين سوشيال وجيمز متوحيدن داخل جهاز الموبايل نشأوا على قيم الإستهلاك والترندات .

وغابت الأسرة عن دورها فى غرس النشأ والتربية السليمة وتناست أن تكوين المعرفة لدى أطفالهم تبدأ فى سن صغيرة وبكل اسف يلقى البعض فى آيدى صغارهم هذه القطعة المعدنية الصغيرة لتشكل أفكارهم حتى يأتى الوقت الذى لا يُجدى فيه الندم.

فاعيدوا تربية انفسكم وأحسنوا رعايتها ولا تسمحوا للباعه المتجوليين فى سوق المعرفة  وسريحة الافكار واصحاب فروش الترندات على أرصقة وعتبات وسائل التواصل الإجتماعى أن تأخذكم معها فى طريق الجهل وفساد الروح والوجدان.

 

 

التعليقات مغلقة.