Take a fresh look at your lifestyle.

أحمد عبد الناصر يكتب : ما هي السرنمة؟

121
شاهدت بالصدفة على قناة المحور برنامج “كلام من دهب”، والذي يقدمه الإعلامي المتميز طارق علام، وكانت الحلقة في منطقة وسط البلد، والسؤال الموجه خلالها للمارة هو : ما هي السرنمة؟.
هي بالفعل كلمة غير مألوفة على الآذان، ويمكن لمن يهتم بالمعلومات العامة، أو ممن وقع معناها أمامه في وقت ما من خلال القراءة أو مشاهدة التليفزيون أن يجاوب على السؤال بسهولة، وقد وجه المذيع طارق علام السؤال إلى أناس كثيرين ولم يتمكنوا من الإجابة عليه أيا كان السبب، لكن في النهاية تمكن أحد المواطنين من الاقتراب من الحل وحصد الجائزة القيمة، وهو موظف بالمعاش_حسبما عرف نفسه_ وقال إن السرنمة شيء متعلق بالنوم، وشجعه طارق علام وأخبره أنه يسير في الاتجاه الصحيح، وقال له إن السرنمة هي المشي أثناء النوم.
الفائدة ليست في الإجابة على السؤال أو معرفة المشاهد بمعنى السرنمة من عدمه، لكن الشاهد في الموضوع أنه خلال البرنامج قابل المذيع العديد من المصريين شبابا ونساءً وطلابا في المرحلة الثانوية،وجامعيين، وبعض الأسر المصرية الأصيلة التي جاءت من بني سويف لمقابلة أحد أقربائها في القاهرة(الذي أجاب على السؤال وحصد الجائزة) كما كان هناك سعوديان قابلهما طارق علام، وطلب منهم أن يوجها كلاما لأهلهما في السعودية ويتحدثا عن زيارتهما لمصر.
برنامج “كلام من دهب “كان له جماهيرية واسعة خلال فترة التسعينيات، وأذكر أن منا الكثير من كان يسهر أمام التليفزيون ليشاهد البرنامج ومن يفوز بالجائزة التي كانت عبارة عن “جنيه ذهب”.
الفكرة وأنت تشاهد مثل هذه البرامج أنك تكتشف أن لكل إنسان شخصية تختلف عن الآخر وتظهر عندما يتحدث مع من يحاوره، كما أن الجميع له حكاية معينة،واستطاع طارق علام أن يخرج من كل من قابله معلومة عن طموحاته وهواياته وأسباب حضوره في منطقة وسط البلد.
ما ينطبق على السرنمة ينطبق على كل الأسئلة، وكذلك الأمر نفسه مع كل البرامج التي تحاور المواطنين في الشارع.فربما وأن تبحث عن شيء تكتشف في طريقك أمورا أخرى لم تكن تعلمها من قبل وتفاصيل كثيرة.
من ضمن البرامج التي كان لها شهرة في السابق برنامج أماني وأغاني، والجائزة الكبرى للإعلامي جمال الشاعر، وحكاوي القهاوي للإعلامية الراحلة سامية الأتربي والذي يعد كنزا رائعا لدى ماسبيرو لمساهمته في إظهار العادات المختلفة لدى المصريون في كافة أرجاء البلاد وكذلك حلقات البرنامج التي كانت داخل الأحياء الشعبية الشهيرة في القاهرة.
بما إنني من جيل الثمانينيات فقد لحقت أنا وجيلي أحد العصور الذهبية للإعلام الحكومي خصوصا في التسعينيات -الفترة التي بدأت تتفتح فيها عقولنا _والعشر الأوائل من الألفية الثالثة، وكان يوجد حينها وعيا مقبولا لدى أغلب المصريين بضرورة متابعة الأحداث المحلية والدولية وكذلك الحرص على ضرورة قراءة الصحف الورقية.
في الثمانينيات والفترة التي سبقتها كان الكثيرون حتى ممن لا يحملون شهادات جامعية أو متوسطة وربما من مؤهلاتهم أقل من ذلك يلتزم العديد منهم بقراءة الصحف والاستماع إلى الراديو ومشاهدة التليفزيون الذي لا يبث إلا ثلاث قنوات، وهو ما ساهم في خلق جيل لديه قدر من الوعي والثقافة وأهمية الحفاظ على الوطن.
الإعلام أحد أدوات القوة الناعمة للدولة على المستوى الخارجي،كما أنه مسئول بشكل كبير عن بناء شخصية المواطن وتأثيرها سلبا أو إيجابا على الوطن.
هناك برامج شبيهة بالبرامج السابقة ولكن يبدو أنها لا تجد التسويق المناسب لتحصل على المشاهدات المطلوبة، وربما يكون القادم أفضل في مجال الإعلام والثفافة والقراءة، وهو ما يتمناه الأكثرية.

التعليقات مغلقة.