عندما تتمرد المرأة على تهميش أدوارها الإنسانية في الحياة وتتجاوز عاطفتها الجياشة الرقيقة فإنها تتحول إلى مارد يقهر لحظات ضعفه الإنساني ويستخرج مكامن القوة النفسية الداخلية، فتصبح فارسة ومحاربة وقائدة مغوارة وزعيمة سياسية.
فالقوة النفسية لدى المرأة عندما تتجاوز عواطفها وتتحول إلى قوة داخلية تفعل بها الأعاجيب، خاصة إذا تضافرت القوة النفسية الداخلية للمرأة مع الذكاء والعلم والحكمة وكلها عناصر توافرت في العديد من النساء اللواتي حكمن العالم القديم والحديث، ولا غرابه في قول الأديب توفيق الحكيم، لأهمية عقل المرأة في صنع أمة بأكملها (إن عقل المرأة إذا ذبل ومات فقد ذبل عقل الأمة كلها ومات).
لم تستطع الدراسات الطبية والنفسية والاجتماعية الحديثة أن تكشف النقاب على الخلطة السحرية التي تتوافر للمرأة إذا ما امتلكت القيادة والحكم وعجزت عن تفسير أسرار قوتهن الداخلية وما صدر حتى الآن هو مجرد وجهات نظر متباينة، فبعض الدراسات تذهب للاعتقاد بأن النساء بحكمتها وترويها يمكنها أن تحل مشاكل لا يستطيع الرجل بسبب حدته في التعامل مع الآخرين حلها، بجانب تمتع حواء بأنوثة وحضور يفرض احتراما مغايرا للرجل داخل المجتمعات وربما يكون هذا سلاح في وجه العنف ويمكن أيضا لغرائزه الأمومة، وخوف الأم على ابنائها أن تبعد قدر المستطاع علي الحلول غير السلمية والتي قد تولد حروبا قد تشكل حربا على أولادها.
وتذهب وجهات النظر الأخرى إلى أن قدرة المرأة النفسية والعقلية مثل الرجال ولا فرق بينهما مبرزين حقيقه أن بعض النساء اللواتي حكمن العالم مارسن عنفا لم يلجأ إليه الرجال سبقوهم إلى الحكم نذكر منهن رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر، والتي استعادت جزيرة تابعة لانجلترا في المحيط الأطلسي ولم تستعمل الطريقه السلمية بل خاضت حربا مع الأرجنتين واستعادتها.
المزيد من المشاركات
وتلخص معظم الدراسات في علم النفس إلى أن حواء ليست أكثر أو أقل عنفا من الرجل، ولكنها أكثر تكيفا مع المحيط الذي تعيشه، وتهضم بعقلها ووجدانها التفاصيل الصغيرة لتصنع منه عالما كبيرا وحسب الظروف والمشاكل أمامها تأخذ المرأة القرار فلكل أمراه طبعها وطريقتها في التعاطي مع الأشياء وإن كانت هي أكثر اهتماما بالتفاصيل الدقيقة وهذه الدقة الناتجة عن التفكير المنطقي والعقلي الحاد قد وظفته في إدارة الممالك التي حكمتها في التاريخ القديم والحديث.
القوة السيكولوجية لبلقيس ملكة سبأ، اكتسبتها من رجاجة العقل والحنكة والمناورة السياسية اللذان قاداها إلى إعمال مبادئ الشوري في الحكم فلخصت قوتها من فساد وطغيان كثير من الملوك الذين ارادوا الشر لمملكتها وشعبها.
لم تكن هذه الأمثلة إلا فكرة أو قطره مطر في تاريخ النساء الحاكمات اللواتي صببن من بحر الدف والحكمة والشجاعة الأنثويه على الأوطان بسخاء بعضهن حكم بقلب الأم وبعضهن حكم بعقل وذكاء النساء والبعض الآخر استعار العنف من قبضات الرجال .. فالمرأة تجيد الرسم بكل الألوان.
التعليقات مغلقة.