الدكتورة ليندا توفيق تكتب : الطفولة.. قصّة حُلم وقصيدة أمل
الطفولة.. قصّة حُلم، وقصيدة أمل، وخاطِرة عذبة تحمل أنقي القلوب و أصدق معاني الحب والسلام .
كبرنا ؟!!!!
نعم كبرنا ولكننا ما زلنا نبحث عن الصدق ، عن قلوب تشبه قلوب الأطفال فى براءتها ونقاءها قلوب لا تعرف الكذب أوالخيانة والحقد والأنانية والكراهية .
نعم كبرنا لكن ما زلنا نعشق طفولتنا البريئه ونتمنى لو يعود بنا الزمن ونستعيد روعته براءتها مرة أخرى رغم علمنا أن ما فات لن يعود .
الا ان حقيقة الامر والواقع أننا اثناء رحله حاضرنا ومستقبلنا نكبر ونحن نحمل داخلنا براءة طفل نقي ، يظل ينعم بالحياه داخلنا ذلك إذا عملنا علي رعايته فنجد منا من يحتفظ بهذا الطفل داخله كأم تخاف علي طفلها وتبث فيه الاخلاق وهي تحميه من أمراض النفس وصراعات الحياه ، قد تستدعيه خارجها فقط عندما تشعر بالأمان او حين تتأكد بأن خروجه لن يعرضه للخطر في زمن أصبح مليء بالصراعات والتهدبدات والأحمال خوفا أن يكون أحد افراد الغابه .
إنه آمر ليس سهلا ويتطلب الوعي والإرادة بطبيعه و فطره الانسان في أن يحافظ على هذا الطفل القامع في داخله علي آنه مصدر السعاده للنفس والروح معا وما إن فقده ، فقد مصدر سعادته .
ان ما يجعل الطفل الكامن داخلنا يتضاءل وينكمِش، هو بحثه عن أحلام الطفولة في شيخوخة هذا العالم،
كالذي يبحثُ عن نجمةٍ ما في صدور مُظلمة،
اننا نبحثُ عن الصُحبة ، نبحثُ عن الضحكةٍ ، نبحثُ عن كلمةِ صادقه في أصوات الآخرين،
نتعلّق على أطراف الليل المُعتِم نبحثُ عن صباحٍ ما، يحمل النور لكننا نتلاشى حين لا نجد هذا كُله، فنتضاءل وننكمِش خلفَ شغف بريء يبدّدَ أرواحنا .
المزيد من المشاركات
أعلم آنه لا يزال في الحياة أشخاص أنقياء ، لا يعرفون التخفي والإخفاء ، قلوبهم في طور الطفولة ، لا تكبر أعماقهم ، ولا تلوثها الأحداث ، عيونهم مرآة صادقة تنقل الجمال وتستر العيوب ،ينتشلون أي إنسان غارق في الأحزان ، يحولون حياتهم إلى طوق نجاة لكل محتاج وتظل قلوبهم ،بيضاء رغم ظلمة الأحداث .
لكنني عندما دققت النظر وأمعنت التفكير وجدت ان ما عظم معاناتنا مع الحياة ، وما جعلنا نصل إلي شيخوخه هذا العالم يتلخص في ” تبعثر الكثير من قيمنا ومبادئنا بعد ان تشتت ثقافتنا الأصيله وسط مدخلات لا تشبهنا ولا تشبه ما تعلمنا من مثل وأخلاق وقيم .
حتي أصبحنا في زمن يبحث فيه الكثير منا عن تحقبق الغايات والأهداف باختلافها وتعددها وفق مبدأ الغاية تبرر الوسيله ونسي أن روعه الهدف تأتي من النبل والسمو في إختيار الوسيله ، فما قيمه الوصول باستخدام وسائل ضد الاخلاق ، أو دروب نمشي فيها علي أشلاء ضحايا وفوق كسور لا تشفي .
تسألت بيني وبين نفسي في خاطرة اشغلتني ،،،
لماذا تبعثرت القيم الغاليه وسط غايات الانسان ،،،
ماذا حدث هل نسي الإنسان فطرته العظيمه ومكانته التي منحها له الله و سخر الكون كله لها ولأجلها ؟!!
أم أن الإنسان فقد نفسه و إنسانيته أمام غاياته المتغيره المبعثره والمؤقته ؟!!! .
أننا لا نحتاج ملائكه تمشي علي الٱرض ليعم الحب و السلام .. ف_كفي بحقيقه الانسانيه وخلق آدم عليه السلام الذي سجدت له الملائكه بآمر الله ، لتكون دليلا ليعلم الإنسان مكانته و رسالته فيهتدي الي طريق الرشد والرشاد .
إن الإنسان إن كان إنساناً حقيقياً ،
لا يقتصر نظرة الى آدميته ، وكأنهـا مجرد ماء وطين،،،
بل انه سوف ينظر إلى إمكانيات هذا الطين ، ليكتشف مائة الف بستـان أخفاه الله فيه.
التعليقات مغلقة.