الدكتورة ليندا توفيق تكتب: تفاصيل تنبض بالحياة
كم من أمور ندركها متأخرآ تمنينا لو أدركناها من قبل، لكن أن يدرك الإنسان متأخراً خير من أن لا يدرك أبدا، في مرحلة ما من الوعي يدرك الإنسان قيمة أشياء بعد مروره بمواقف وأحداث وخبرات تصنع نضجة واستيعابه للحياة.
إن ما نخسره أثناء سيرنا في رحلة الحياة … أننا نمضي بالعمر ونحن ننجز المهام وننتظر القادم من الأيام لتحقيق المزيد ونغفل عن سعادة تفاصيل صغيرة في حاضرنا وما تهبه لنا ، من روعه التفاصيل . نعم الوقت ثمين جداً،،، للعمل والمثابره وتحقيق الانجازات . وماذا عن سعادة الروح ، مصدر الانجاز والالهام، السعاده لا توهب إنما تكتسب عندما نستمتع بتفاصيل صغيرة تمر علينا فلا نقدر قيمتها في منح السعادة للنفس والروح.
إن كل دقيقة تنقضي من حياتنا ذات قيمة ، فهي عدد أنفاس متبقية في هذه الدنيا ، انها منحه للانسان لا يدركها الا بعد الأوان. إمنح السعادة لروحك وإستمتع بكل لحظه وبأدق التفاصيل حتي الممل منها فهي تحمل سعادة لن تدركها حتي تتغير ملامحها قد تري أحداث متكررة تبعث الملل في نفسك .. كن متذوقا لها ، سعيدا بها حريصاً أن تحيا الحياه الحاضره فهي لن تدوم ستتغير وتنتهي ولن تعود . والأكثر من ذلك انك سوف تتمني لو عادت بمللها وتعبها وبتفصيلها الرائعه التي لم تدركها وقت حدوثها .
لا تفكر كثيراً وأختر سعادة حاضرك ولا تضيع عمرك الثمين ، إستثمره جيداً وخير الإستثمار أن تكون سعيداً ، وكل شيء تأخر كنت تعتقد أنه أهم من تفاصيلك الصغيرة سيأتي لك لا محالة كمحصلة لذلك الاختيار الصحيح، “إننا إذا سمحنا لبذور السعادة أن تنمو بداخلنا، ونحن نستشعر قيمه تفاصيل صغيرة تنبض بالحياة ، فإن أسوء عاصفة أمطار لا يمكنها عندئذ أن تعكر صفو مزاجنا الرائق”.
التعليقات مغلقة.