Take a fresh look at your lifestyle.

أميرة عبد الله تكتب: صديقي الذي فاض بي منه الكيل

431

صديقي الذي فاض بي منه الكيل، سلام عليك حتى -ولو بالخطأ- تميل. وبعد: فبيني وبينك بعد الخيال عن الواقع، فمتى تنصاع لأمر الهوى وتخضع؟ أحتاج من يفهمني، يفهم تمردي، ويعرف جيدا أنني متى تركت الشيء فأنا بحاجة إليه، ومتى أفلت يدي فقلبي متشبث بشدة، يتفهم ضيقي وأنني شخص أفنى ما عنده حتى تعطلت طاقاته، شخص خامل-أحيانا- تجاه ما يستدعي حرارة التلهف، شخص يحتاح من يربت على كتفه أن لا تخف، شخص غير مستقر، وكثيرا ما يسأل نفسه: ماذا تريد؟ أحتاج من يفهم أنني لا أمكث طويلا في مكان لا أجد فيه الاطمئنان والأمان، كطائر مهاجر لا ينزل في مكان يشعر فيه بالخطر، ولا أستطيع مجاراة الحديث مع من لا يشبه روحي، أحتاج من يعرف قلبي جيدا فلا يقف كثيرا عند ما أظهره؛ لأنه موقن بالجوهر وما حوى.

أفتقر إلى من يفهم جيدا أنني لا أجيد إظهار عاطفتي الجياشة تجاه الأشياء والأشخاص، وربما كان ذلك سببا في خسارات كثيرة لي. أحتاج من يزرع السكينة في أرض اضطرابي وخوفي وقلقي؛ فيحصد أجمل ما عندي. أحتاج من يفهم لغة صمتي جيدا، ومن يعرف أنني أوثر الصمت على الكلام لأنني أحيانا يصعب على لساني تهجي أبجدية الشعور. أحتاج من يعرف جيدا أن ثرثرتي وضحكي ودلالي أكثر ما يكون عند تألمي، ولولا أنني شخص كتوم لفاضت محاجري، ولغة الدموع أشد بيانا وأوضح بلاغة. صديقك… والسلام.

التعليقات مغلقة.