إسراء عبد الحافظ تكتب: انهيار التعليم والمنظومة التعليمية على مر العصور
التعليم على مر العصور الإسلامية المنظومة التعليمية
شهد العالم الإسلامي إقبالا شديدا على التعليم ويرجع ذلك الى التاثير الدينى فانتشرت الكتاتيب كبداية اساسية فى التعليم الاساسى بين الافراد فى تلك العصور بغرض فهم الدين فهما صحيحا فالدين كان ملهما لانتشار التعليم بين الافراد منذ القرن الاول للهجرة عندما بدأو فى كتابة رسائل الوحى سواء بالكتابة على الجلود او الرقاع وغيرها حتى تم جمعه فى عهد عثمان بن عفان (رضى الله عنه) فى مصاحف وترتب على ذلك ظهور علوم الحديث والفقه والتاريخ واللغة والبلاغة وعلوم الرياضيات والادب .
وفى هذه الآونة من كان يريد أن يلتحق بركب العلم والحضارة أو يصل الى مكانة العالم فكان الزاما عليه ان يحفظ القران اولا فقد لعبت المساجد دور اساسى فى نشر التعاليم الدينية عن طريق حلقات العلم وحلقات حفظ القران سواء حلقات للكبار او حلقات خاصة بالاطفال .
واستمرت هذه الاساليب حتى اواخر القرن الرابع الهجرى ثم بعد ذلك ظهرت المدارس الاهلية فى كافة الشوارع واستمرت حتى اواخر القرن الخامس الهجرى ثم بعد ذلك لما وجدوه من اهمية هذه الوسائل فى نشر التعليم اقدموا على انشاء سلسلة مدارس نظامية فى بغداد وغيرها وقد درس فيها كبار العلماء وقتها وتم نشر هذه المدارس فى مصر واليمن والحجاز وبلاد الشام حتى جاء المماليك وقاموا بالتوسع فى انشاء هذه المدارس النظامية فاصبحت مشروع قومى وثورى ضد الجهل ودعم التعليم ويتنافس عليه كبار التجار واهل الثراء حتى انتشرت فى كافة حوارى وشوارع مصر وانتشرت ايضا المكتبات للقراءة والتعلم فى كافة التخصصات فكانت المدارس هنا تشمل المراحل الثانوية والجامعية ولكن التعليم الاساسى كان يعتمد على الكتاتيب .
وفى نهاية القرن الخامس هجريا وصلت عدد المدارس للالاف وكانت تحتوى على سكن لطلاب العلم والشيوخ وقاعات للتعلم وكانت تشمل تعليم كافة العلوم الدراسية كالمنطق وعلم الرياضيات وعلم الكلام والحديث والبلاغة وشملت ايضا تعلم الطب والعلوم الدينية الخاصة بفقة كافة المذاهب الدينية وايضا علوم الاداب والجغرافيا فكان اسلوب التدريس يعتمد على الاملاء ثم الشرح والمناقشة.
فكان فى هذه الفترة يتنافس الاثرياء فى انشاء المكتبات فكانت اشهر هذه المكتبات مكتبة القصر الفاطمى لدى الفاطميين حيث احتوت على مليون وستمائة الف مجلد وايضا مكتبة دار الحكمة والتى ظهرت فى زمن الرشيد وكانت تحتوى على الكثير من ترجمات الفسلفة ومختلف العلوم وكذلك مكتبة قرطبة والتى اشتهرت فى بلاد الاندلس وبلاد المغرب وغيرها من المكتبات التى تم احراقها على ايدى الصليبين والتتار والتى كانت تحتوى على الملايين من المجدات فى مختلف العلوم .
فاصبح التعليم خلال هذه الفترة مصدر اساسى فى خلق نظام اجتماعى مترابط قوى .
التعليم فى عهد الخلافة العثمانية
فى هذه الاونة لاقى التعليم اهمالا شديد فى مصر ولم يسعى على احداث اى تقدم او نهضة علمية حيث كان التعليم مقتصر على المسجد والكتاب بسبب الاهمال والتقصير فى التعليم والاعتماد الكامل على حفظ القران الكريم فقط وادى ذلك الى غياب العلوم العلمية فظل هذا النظام سائدا حتى ان جاء الوالى محمد على وتولى حكم مصر وعمل على احداث طفره هائلة فى كل مجالات الحياة وخاصة الاهتمام والعمل على احداث ثورة شاملة فى التعليم بالرغم من الصعوبات التى واجهته فى هذا المجال ومن ابرزها عدم وجود كوادر علمية بارزة يمكن الاعتماد عليها فى هذا الشأن ولكنه استطاع التغلب على هذه المشكلة عن طريق ارسالة رجال العلم الى الخارج للدراسة والتعليم خارج مصر ثم العودة بعد ذلك الى مصر وعمل على انشاء اول مدرستين للتعليم الحديث فى مصر داخل القلعة واحدة لتعلم القراءة والكتابة واللغات التركية والفارسة والايطالية والقراءن وممارسة الرياضة والعلوم العسكرية والمدرسة الاخرى خاصة بعلوم الرياضيات والعلوم الهندسية وذلك بسسب رغبته فى انشاء واقامة دولة حديثة وقوية عسكريا تمتلك جيش قوى قادر على حماية الدولة الحديثة التى كان ينوى اقامتها .
وقام ايضا على بانشاء مجموعة مدارس اطلق عليها مدارس المبتديان فقام بتعيين مشايخ الازهر نظار لهذه المدارس كما انه كان رافضا لفكرة وجود المدارس الاجنبية فى مصر فقام باغلاق المدارس اليونانية وذلك لرغبته فى التخلص من سيطرة الاوربيين على العملية التعليمية فى مصر فقام بارسال بعثات الى الخارج هدفها تبادل الثقافات ورغبه منه الى الانفتاح على الثقافات الغربية .
حيث وصلت المدارس فى عهدة الى 1500 مدرسة مما ادى الى انشاء ديوان المدارس عام 1837 م .
التعليم فى عهد جمال عبدالناصر
كان من ضمن المميزات التى حظى بها التعليم فى ظل حكم جمال عبدالناصر هى مجانية التعليم لجميع مراحله فى عهدة وذلك لكى يضمن المساواة الاجتماعية لجميع طوائف الشعب كما كان له عامل اساسى فى التشجيع على عملية التعليم وذلك لمجانيته .
فعمل على تأميم المدارس الانجليزية والفرنسية عام 1956 وذلك بعد العدوان الثلاثى على مصر كما قام بالغاء الكتاتيب والتركيز على التدريس باللغة العربية والغاء التدريس باللغة الانجليزية فقام بانشاء العديد من المدارس فى كافة محافظات مصر كما قام بأنشاء هيئات لمحو الامية بالرغم من انخفاض نسبة الامية فى مصر وذلك لاعطاء الفرصة للذين حرموا من التعليم قبل قيام الثورة .
كما قام ايضا بارسال البعثات التعليمية للخارج للتعرف على ثقافات الشعوب والاستفادة من الحضارات المختلفة وتكوين كوادر علمية يمكن الاعتماد عليها فى النهوض بالبلاد .
كما قام ايضا بتغيير اسم وزارة المعارف الى وزارة التربية والتعليم وذلك ايمانا منه بدور التربية بجانب التعليم فى خلق جيل يتمتع بالاخلاق بجانب تمتعه بالعلم .
كما قام بالتركيز على الانشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية وايضا التركيز على العلوم التخصصية كالزراعة للنهوض بالعملية الزراعية فى الريف المصرى لايمانه انه من الضرورى للقيام بنهضة صناعية او القيام بنهضة زراعية اولا ولتحقيق عملية الاكتفاء الذاتى .
التعليم فى عهد أنور السادات
اعتمد السادات على سياسة الانفتاح الاقتصادى وذلك فى كافة المجالات حيث يعتبر هو اول من شجع على عملية الاستثمار فى التعليم فأقبل العديد من رجال الاعمال فى عصره على انشاء وبناء المدارس الخاصة كما تم انشاء المدارس التجريبية التى كانت تهدف الى خدمة الطبقة المتوسطة فى عهدة وكانت تعمد على التعليم بكافة اللغات .
فقد تنوع التعليم فى عهدة الى تعليم حكومى وتعليم خاص .
التعليم فى عهد حسنى مبارك
لاقى التعليم اهتماما واسع فى فترة حكم مبارك حيث تم العمل على زيادة انشاء المدارس الخاصة والمدارس الدولية فى مصر كالمدارس الفرنسية والامريكية والبريطانية والالمانية والتى كان يستهدفها الاثرياء لمواكبة التقدم الغربى كما تم انشاء الجامعات الخاصة ايضا .
مما عمل على خلق فجوات واسعة فى التعليم بين طبقات المجتمع المختلفة .
كما تم لاول مرة فى عهد مبارك ادخال علوم الحاسب الالى فى التعليم فى مصر فقام بتوفير اجهزة الحاسب الالى لعدد 800 مدرسة ابتدائى وعدد 500 مدرسة ثانوى والعمل على تحديث كافة البرامج الالكترونية كما عمل على توفير خدمة الانترنت فى معظم المدارس والهيئات الحكومية وايضا على على تطوير المدارس الثانوية الصناعية وامدادها بالعديد من الادوات اللازمة وايضا قام بانشاء 130 مدرسة للتعليم الاساسى وانشاء 300 مرسة لتعليم الفتيات وتطوير 200 مدرسة ثانوية بالاضافة الى اهتمامه بتطوير التعليم الازهرى .
مما سبق نلاحظ ان التعليم فى مصر مر بمراحل زمنية مختلفة منها من اهتم به ومنها من غفل عن اهمية العملية التعليمية وذلك كان له دور اساسى فى تدنى العملية التعليمية فى مصر وخاصة التعليم الحكومى وذلك لتفشى المدارس الاجنبية والدولية والتعليم الخاص فى مصر بسبب التقليد الاعمى للعادات والتقاليد الغربية والتى تهدف اساسا الى طمث الهوية المصرية والعربية .
ومن الجدير بالذكر فى الوقت الحالى ان اتجاهات الدولة الى القيام بثورة شاملة فى العملية التعليمية وذلك للقيام بتطوير الموسوعة ككل وذلك سواء عن طريق تغيير وتطوير المناهج ايضا تطوير الاساليب التعليمية والوسائل العلمية والعمل على انشاء كوادر تعليمية حديثة مواكبة للركب التكنولوجى الموجود فى دول العالم المتقدمة حتى يتثنى لنا النهوض بالدولة . المنظومة التعليمية المنظومة التعليمية المنظومة التعليمية المنظومة التعليمية المنظومة التعليميةا المنظومة التعليميةل عالم الإسلامي العالم الإسلامي العالم الإسلامي العالم الإسلامي العالم الإسلام ي
حيث ان اساس اى تقدم هو التعليم والعلم فهو الاساس فى كل شىء وهو ايقونة النهوض بأى دولة ولنا اسوة فى هذه العملية فى دول اصبحت حاليا من الدول العظمى بسبب اهتمامها بالمنظومة التعليمية وجعلها هى الهدف الاسمى لبناء الدولة .
التعليقات مغلقة.