Take a fresh look at your lifestyle.

الدكتورة رحاب غزالة تكتب: الصحة النفسية للمرأة بعد الطلاق

129

الدكتورة رحاب غزالة يتبادر للبعض أن الطلاق دائما أمر سيئ، لكن الواقع ليس كذلك، فإنهاء الزواج السيئ يعد مفتاحًا لحياة أفضل للرجل وللمرأة والأطفال، وعادة ما يعيش كل شخص تجربة الطلاق بطريقة مختلفة عن الآخر، فربما تسعى المرأة لسنوات من أجل الحصول على الطلاق لكنها لم تحصل عليه حتى تمر بمشاعر متناقضة وفترة صعبة من حياتها، حيث تعيش مرحلة جديدة ومختلفة ما بين الحزن لنهاية الزواج والسعادة للخلاص من تجربة سيئة وضغوط المجتمع والقلق على مستقبل الأولاد.

 

أحيانًا يكون التأقلم مع الحياة الجديدة أمرًا غايه في الصعوبة، وفي حالة حدوث الطلاق فإن تأثيره على الزوجة يكون أصعب جدًا، وتكون في أقصى حالات الألم الداخلي والتمزق، وتصاب بهزة كبيرة في ثقتها بنفسها، وعندما يفقد الفرد ثقته في نفسه؛ تضطرب شخصيته.

 

أنصح كل سيدة مطلقة حديثا بحيلة نفسية مفيده جدا، وهي اللجوء لفكره التنفيس والتفريغ بأن تتكلم وتعبر عن نفسها وتتحدث مع شخص محل ثقه بالنسبة لها، بشرط أن يكون مستمعًا جيدًا لما يدور في داخلها، ومتقبلًا لمشاعرها المختزنة، فذلك يجعلها تتغلب على الألم وتتعافى أسرع.

 

وينبغي على المطلقة حديثًا أن تجاهد نفسها وأن تعود إلى حياتها الطبيعية السابقة قدر المستطاع، فعلي سبيل المثال لا بد من العودة للعمل بشكل طبيعي، وكذلك العودة للأصدقاء والجيران والأشخاص المحيطة، لأن الهزة النفسية وفقدان الثقة بالنفس التي تعقب الطلاق قد تعيق ذلك، ولكن لا بد من التعامل مع المحيطين.

 

كل ما سبق يحتاج إلى بذل مجهود كبير، ولكنه يعد خطوة ضرورية للخروج من محنة السنة الأولى للطلاق، وكذلك ممارسة الرياضة والمشي نصف ساعة يوميًا لإفراز هرمون الدوبامين، وهو هرمون السعادة، لأنه يقلل الشعور بقبضه القلب والألم الداخلي، كما أن الاستماع إلى الموسيقى والقيام بالأعمال المنزلية وكتابة الخواطر واليوميات والتواصل مع الآخرين؛ كلها أمور ذات أهمية كبيرة لتخطي هذه المرحلة الصعبة.

 

ومن أكثر الأمور النفسية التي تساعد المرأه في التخلص من آلامها، هو الخروج عن الذات والتطوع لخدمة الآخرين ومساعدتهم، فالمشاركة في الأعمال الإنسانية تعمل على تحسين الصحة النفسية، فإذا كان لديها القدره مثلا على تطييب خاطر من يمر بمحنة أو مساعدة فقير فإن ذلك يفيدها كثيرًا.

 

وعلى المرأة أن تنظر إلى النصف الممتلئ من الكوب، فالدراسات النفسية تؤكد أن المرأة بعد الطلاق تتحسن صحتها البدنية لحصولها على قسط أوفر من النوم، كما أنها تتناول طعامًا صحيًا أكثر على عكس الرجال الذين يفقدون الرعاية الزوجية السابقة وتنقلب حياتهم رأسًا على عقب وهم يشعرون بالوحدة.

التعليقات مغلقة.