عز المنصوري يكتب : وقد قدمت يا صديقى
وقد قدمت يا صديقى
وما زلت مضنى بالعمل
والتقمتك السياسة عنوة
ولفظتك الحياة إلى حياة تخلو من حياة
أيها :
النائب الأول لرئيس أكبر حزب سياسى فى مصر وأمين عام الحزب
النائب المخضرم وزعيم الأغلبية البرلمانية بمجلس النواب
وإنا أهنئك بعيد ميلادك
ما لا يرونه ولربما أنت أنشغلت عنه، الكثير والكثير
خلعت رداء الهندسة وبعد سنوات طوال فى دراسة الهندسة ما عدت مهندسا.
فارقت شبابك مجبرا ولم تلعب أو تلهو وولت أجمل أيام الصبا فى دهاليز المراسم واللياقة واللباقة والبروتكولات المقيتة.
فارقت الأهل وما عدت تلقاهم سوى بطلب الدعاء على الهاتف أو زيارات فى المواسم مشتاقا لهم.
كم جمعت فى جسدك من الأمراض التى داهمت مبكرا، عافاك الله.
حققت الكثير للكثيرين حولك وربما لك…
لكن كم فقدت من ايام البراح وراحة البال والأيام الخوالى والنقاء
ما عدت تحكى ما تشاء فللسياسة ألف قيد
ما عدت تملك من وقتك لك
ما عدت تأكل معنا على عربات الفول فى ناصية الطريق ولا تسهر فى مقهى فقير تضحك بينهم.
لا تملك أن تلعب أو تعبث أو تهفو لنوم فى ملأ بين صحبة تقهقه دون باب أو فراش.
ادرك قسوة أن يطلب الجميع ولا يسأل عابرا منهم عن حاجتك أنت.
ادرك مرارة أن يجامل الجميع فتفقد متعة سحر الكلمة الصادقة التى تتوه بين ألف بوق ملاطفة.
ادرك بلادة الطعم إن يستبدلوا الفول بعسل النحل وبعض المربى ومكعب من الزبد.
ادرك فقد الظل على ضفة الترعة الصافية فى ريف الصعيد بظل باهت لشجرة بلاستيكية فى قرية سياحية.
ادرك امتعاض الروح من استبدال انشودة المديح بموسيقى خافتة لا توافق رومانسيتها ميولك الصوفية.
ادرك فقد الجلباب وسامرا فى التراب واكاذيب الاصحاب النقية برابطة العنق وابتسامة صفراء وفق أصول اللباقة واللياقة والقيود.
ادرك أن تعيش ولا تحيا
ادرك أن تأكل فلا تستطعم
أن تبتسم والروح شاردة فى الملل.
أن تحمل الأعباء فى الطريق الوعر بلا قيلولة الأجداد فى بلادنا.
أدرك حاجة البشر لأن يغلقوا مكيف الهواء ويفتحوا النافذة لبعض الهواء -أى هواء كان- مادام نقيا.
أدرك ألف جرح خلف حلتك الجميلة.
وأدرك ألف تيه فى ثباتك المصنوع زورا.
لكننى أعرفك مواصل
ويمتعك أن تلبى ثم تلبى للجميع بلا حدود.
36 عاما يا اخى هى كل ما تملك من وجود.
هل تراها ضاعت أم حققت
لا ريب أنها حققت ولكن أخشى أنت تضيع أنت بين حلقات الشهور ومتراس السنين.
فانتبه لك
وكن معك
رفقا بنفسك يا صديقى فالعين الجارية ببذخ تنضب سريعا.
فاحتفظ ببعض الماء فى حياتك لنا ولك.
كل عام وأنت بألف خير
كل عام وأنت أفضل
اهنىء أنا بال36 عاما واتركك تقرر وحدك كم عام من العمر كان لك.
التعليقات مغلقة.