Take a fresh look at your lifestyle.

الشيخ حسام مخلوف يكتب: الأضحية “أحكام وفوائد”

83

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أولاً:-
• ذبح الأضاحي من العبادات المشروعة التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى في يوم النحر أو خلال أيام التشريق،عندما يذبح القُربان من الغنم أو البقر أو الإبل، ثم يأكل من أُضحيته ويُهدي ويتصدق، وفي ذلك كثيرٌ من معاني البذل والتضحية والفداء، والاقتداء بهدي النبى صلى الله عليه وسلم.
• وهي سنة أبينا إبراهيم عليه السلام، واقتدى به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام
• ولا شكّ أنّ في ذبح الأضاحي وإراقة الدماء يوم العيد من الفوائد التربوية والنفسية والاجتماعية الكثير والكثير، فحين يُقبل المسلم على ذبح الأضحية يتذكّر الآتي:-
يتذَكَّر نبيّ الله إبراهيم وقد أوشك على ذبح ولده؛ وكان الهدف نحر محبة اسماعيل في قلب نبي الله إبراهيم إلا محبة الله تعالى، لا سيّما وقد ملأ حب ولده شغاف قلبه.
• ويتذكّر أنّ الله أذِن بإراقة دماء الأضاحي والبهائم والشياه، بينما عظّم وحرّم إراقة دماء البشر، وجعل هدم الكعبة حجرًا حجرًأ أهون عنده من إراقة دماء المسلمين …
يتذكّر الفقراء والمحتاجين، ويتعلّم العطاء لله تعالى، وانتظار المثوبة منه على البذل والتضحية.
يتذكّر صلة الرحم والأقارب وهو يعطيهم من لحم الأضحية؛ دعوةً للتواصل بين الأهل والأحباب.
يتذكّر تلك الأسرة الربانية المجاهدة المتوكّلة الصابرة المحتسبة صاحبة اليقين في ربّها، وهي أسرة نبينا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ، نتعلّم منها ونستفيد كل معاني التجرد والتضحية والثبات والتوكل واليقين في الله تعالى.
أن يتذكّر أن الأضحية فيها خير له ولأهله، قال تعالى: ﴿ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ﴾ الحج: 36
ثانياً:- ما يتعلّق بالأضحية من أحكام:
الأضحية شرعاً:اسم لما يذبح من بهيمة الأنعام أيام النحر تقرباً إلى الله تعالى، والأضحية من أفضل أعمال العيد.
يقول الله تعالى في كتابه مشرّعًأ وآمرًا نبيه: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ الكوثر: 2
وأما السنة فقد ثبت في الصحيحين أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم ضحَّى بكبشين أقرنين، فهي مشروعة بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإجماع أهل العلم.
• حكمة مشروعيتها:-
وقد شرعت لحكم عظيمة، منها التأسي بخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام، والفرح بالعيد، والتوسعة على الناس فيه، ومشابهة الحجيج في بعض مناسكهم. والصحيح أنها سنة مؤكدة، وليس في الباب نص صريح من الكتاب أو السنة يدل على وجوبها.
• • ومن بين الأحكام المتعلقة بالأضاحي ما يأتي:-
أولا: استحضار النية لله تعالى، وأنّ الذبح إنما هو لإرضاء الله وشكر نعمته لا غير، قال تعالى: ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴾ الحج: 37.
ثانيًا: من نوى الأضحية فعليه من أول ذي الحجة أن يمتنع عن الأخذ من شعره وأظافره، ويستحب أن يعيش أهل البيت جميعًأ هذه الروح الكريمة؛ من مشاركة الحجاج والإحساس بروح التلبية والتوحيد والطاعة لله رب العالمين، ففي الحديث الصحيح عند مسلم: «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا».
ثالثًا: أن يختار الأضحية من أكفء أنواع الذبائح، من حيث اللحم والسّنّ والمال الطيب الطاهر.
رابعًا: إراحة الذبيحة عند الذبح، وهذا مما يبين عظمة الإسلام مقارنة بإنسان الغرب الذي قام يعذّب الذبيحة قبل ذبحها، فأنت كمسلم لا تري الذبيحة الشفرة أو السكين، إشفاقًا عليها، وتريحها قبل أن تذبحها بإطعامها وما شابه، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ». [رواه مسلم في صحيحه].
أيها المسلمون:
• هيا فلنحيا هذه الأيام بروح المجاهدين والعابدين..
• نحياها بروح الحجّاج المتبتلين الأوابين القائمين الذاكرين الله كثيرًا..
• نحيا العشر بهمّة الصالحين المصلحين العاشقين لتوبة من الله ورحمة منه عزّ وجلّ…
• نحيا هذه الأيام وكلنا أمل في الله تعالى بأن يفرّج الكرب عنا وعن بلادِنا وأن يحفظنا والمسلمين جميعًا من كل سوء وبلاء…
• هيا فلنعشها لله، ونحيا فيها لله، لا نتحرّك حركة إلا ونحن نوقن بأنها ترضي الله تعالى، ولا نتكلّم بكلمة ولا نسمع شيئا ولا ننظر إلى شيء إلا ونحن -على يقين- بأن فيها مرضاة ربنا وخالقنا سبحانه.
نسألُ الله تعالى أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه…
اللهم أصلِح ذوات بيننا، وأعِد أيام العشر على أمتنا كلها بالخير واليُمن والبركات..
اللهم تقبّل منا صالح أعمالنا، واختم لنا بالصالحات…
اللهم احفظ مصرنا من كل سوء وبلاء، واصرف عنها سوء المعيشة وشرّ الغلاء…
اللهم أعِد إلينا كرامتنا، ويسّر أمورنا، واحفظ أعراضنا، وحقق أمانينا، وثبت إيماننا….
اللهم أذِقْنا حلاوة الإيمان بك والقرب منك…
اللهم انصر المسلمين المستضعفين في كل مكان، وعليك باليهود الغاصبين المتجبرين، اقذف الرعب في قلوبهم وقلوب من والاهم وأيّدهم وعاونهم.
اللهم تقبّل من حجّاج بيتك الحرام.. وارزقنا قريبًا برحمتك زيارة بيتك واقبلنا وتقبّلنا يا أرحم الراحمين… اللهم آمين.

الشيخ حسام السيد مخلوف.. إمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف المصرية بالقاهرة.

التعليقات مغلقة.