بمناسبة إقامة بطولة كأس الأمم الأوروبية 2020 المؤجلة، والتي تقام الآن، تذكرت ما كتب المحجوب عام 1986، عندما لعبت مصر نهائي كأس الأمم الإفريقية.
مبارك والمحجوب وبطولة الأمم الأفريقية:
( قصه حقيقة )
دعي د.رفعت المحجوب بعد أن أصبح رئيساً لمجلس الشعب فى يناير 1984 ، إلى العديد من المناسبات البروتوكولية المحلية و الدولية، و منها الأحداث الرياضية و غير الرياضية ، و كان عادة ما يبحث عن سبب وجيه يقدمة كعذر لرئاسة الجمهورية أو لمجلس الوزراء كي لا يذهب ، و لما كان يسأله أحد، كان ردة فى منتهي البساطة ؛
هو انا فاضي لهذه الشكليات ، خلينا نشوف مصالح الناس ،
و لو تبقي عندى وقت افضل ان استمتع به مع الاسرة
و الاصدقاء أو الإطلاع على بعض الكتب و المراجع المفيدة لي و للعمل .
ولكن هذه المرة كان الوضع مختلف ، فقد بعثت له رئاسة الجمهورية بدعوة عام 1986 مدون عليها
” نهائي بطولة الأمم الأفريقية تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية محمد حسني مبارك ” ،
أتصل به مكتب الرئيس الأسبق مبارك وابلغة بالموعد ،
وأن تواجده يجب ان يكون ساعة قبل وصول الرئيس ،
وأن الحضور اجبارى هذه المرة….!!!
-تزمر المحجوب فى نفسة قليلا ثم قال ؛
اهم ساعتين و يعدوا…!!!
ذهب المحجوب إلى الاستاد و لم يكن يعرف ان فريق مصر من سيلعب على كأس افريقيا ، كان الاستاد قد امتلأ عن بكرة ابيه .
و بعد حوالى ساعة ونصف وصل مبارك ، و كان بالطبع مقعد المحجوب هو الملاصق لمقعد رئيس الجمهورية .
بدأت المباراة ، على مدار الشوطين كان المحجوب يصفق حينما يصفق الجمهور ، و يسكت حينما يسكت ،
كل ما أستوعبه هو إحراز مصر لهدف البطولة و ان الناس فرحه بالكأس .
و بعد فوز مصر و انتهاء مراسم توزيع الكأس و الميدليات،
-سأل الرئيس الاسبق مبارك … د. رفعت وقال له :
بتحب الكورة يا دكتور ..!!
-فقال المحجوب ؛
طبعا يا ريس ، اولادى بيحبوها و بيتفرجوا عليها دايما .
-فقال الرئيس فى صيغة اختبار للمحجوب :
و من يعجبك فى كرة القدم …!!!!
المزيد من المشاركات
-فرد المحجوب :
الأهلي و الزمالك،
-فقال الرئيس؛
نعم فاهم.. يعني مين من لاعبي الفريقين….؟؟؟
-فأجاب المحجوب ؛
امثال طه بصري و حسن حمدى و حسن شحاتة و محسن صالح ، وعلى خليل ، و عمر النور ، الشاذلى ، وعلى ابو جريشا.
-فتعجب الرئيس الأسبق مبارك …!!!
وضحك ثم قال ؛
بس دول اعتزلوا من زمان اوى يا دكتور …!!
-فقال المحجوب ؛
اقول لسيادتكم الحق ، انا لم أشاهد مباراة كرة قدم منذ عام 1972 ، اى قبل حرب اكتوبر 1973 ومن بعد ذلك لم يعد هناك وقت والله يا سيادة الرئيس …!!!
-فرد مبارك بلطف شديد؛
لو تحب متحضرش مباريات تاني يا دكتور ، مفيش مشكلة.
انصرف المحجوب و فى الطريق الى المنزل كان بصحبته الوزير حسب الله الكفراوى وزير الإسكان و المجتمعات العمرانية الجديدة، والذي كان صديق مقرب للمحجوب ،
و كان قد سمع حديثهما ،
-فقال المهندس الكفراوى ؛
يا دكتور الاحظ انك على خلاف باقي العاملين بالسياسة تلتزم حدود مكتبك و منصة مجلس الشعب ، و لا تفضل الظهور مع الرئيس في غير مناسبات المجلس .
فانت لا تحضر افتتاحات المصانع ، و الشركات ، و حتى مقل جدا في حضور الاستقبالات الرسمية ، و لا تخرج مع مجموعة العمل السياسي، و لا تكثر الحديث معهم إلا فى أمور العمل ، الا ترغب في صحبة الرئيس و من حوله كما يفعل الباقين………….؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
-فرد المحجوب ؛
ابدا والله ، لكن دورى في مكتبي وقاعة المجلس ، و انا لا اتأخر ان طلبني الرئيس فيما يخص العمل ، لكن مهام عملي لا الزام فيها بحضور هذا النوع من المناسبات و المجاملات ، هي اشياء لا علاقة لها بطبيعة العمل الموكل الي ، و لا هدف منها غير الشكليات و عمل تشريفة للرئيس و ضيوفة .
و دوري في الاساس مع أعضاء مجلس الشعب ومن أجل مصالح الشعب .
-ثم انهى المحجوب حديثة قائلا ؛
يا معالي الوزير، الكرة فى مصر مرض ، فإذا كنا نأكل لكي نعيش ، و ليس العكس، فالرياضة مكمل ترفيهي ولا يجب أن تكون فى حد ذاتها هدف نحيا من اجلة ، مثلما يفعل بعض الناس ، الرياضة شيء جميل ولكن على أن لا تلهينا عن أدوارنا الاهم فى الحياة ..!!
-فرد الوزير الكفراوى ، و كان يحب المحجوب كثيرا ؛
من فضلك يا دكتور رفعت ، لا تعيد هذا الكلام امام أحد ، الراجل بيحب الكورة اوى ، وكل حاجة بتوصل له…!!
و هذه ، على ما اتذكر ، كانت اول وآخر مباراة كرة قدم يحضرها المحجوب فى حياته !
التعليقات مغلقة.