كتب – رضا عبد السلام (كبير المذيعين بإذاعة القرآن الكريم)
رحيل العالم الرباني
رحل العالم الرباني شيخ المالكية الأستاذ الدكتور أحمد طه ريان ومن كتابي ” علماء ومواقف ” الذي صدر عن دار نشر ” نيو بوك ” علامة الفقه المالكي وشيخ المالكية الأستاذ الدكتور أحمد طه ريان
من ص 179 إلي ص 205 من الكتاب
من بعض ماجاء فيها
شيخ المالكية في العالم
رجل يعيش في القرن الحادي والعشرين بقلب وروح القرن الأول الهجري
من أقواله في الحوار : ص 181
أقوال في الحوار :
– مات جميع إخوتي وبقيت أنا فكان أبي يحملني أكثر من خمسين كيلو متر علي كتفه إلي سيدي عبد الرحيم القنائي للتبرك
– كان الوالد رحمه الله يمشي علي قدميه إلي القاهرة ويصل في مدة خمسة عشر يوما لكي يؤمن لنا كفاية القوت الذي نأكله في المدة التي ليس فيها زراعة
– عملت عاملا في ورشة بلاستيك ثمانية ساعات يوميا وكان صاحب هذه الورشة حسن عبد الوهاب أخو فطين عبد الوهاب مخرج السينما
– من الشخصيات التي قابلتها وعاملتها فضيلة الشيخ عبد الحليم محمود وكان في رأيي آية من آيات الله سبحانه وتعالي
– يمكن عمل نظام جديد للتدريس يجمع بين الكتب التراثية القديمة والكتب الثقافية والعلمية بحيث يجمع طالب الأزهر بين الأصول بالكتب التراثية والمعاصرة بالكتب الثقافية والعلمية
– طلب الدكتور عبد الحليم محمود من شيوخ المذاهب في هذا الوقت أن يعدوا تقنينا للشريعة الإسلامية حسب جميع المذاهب بحيث يكون جاهزا للعرض في مجلس الشعب
– تخصصي في كلية الشريعة والقانون التي عشت فيها أغلب عمري هو الفقه المقارن لكن خارج الكلية أنا عاشق للفقه المالكي
– الإمام مالك رحمه الله كان كبير العلم وكبير العقل وتلميذه يحيي بن يحيي الخراساني بعد أن انتهي من تحصيل العلم ظل سنة كاملة يكتب في أخلاق الإمام مالك
– بديء العمل في الموسوعة 1960 من القرن الماضي وكانت تسمي موسوعة عبد الناصر للفقه الإسلامي
المزيد من المشاركات
– من وجهة نظري النظام الإسلامي هو أكثر النظم ملاءمة لكل العصور في كل المجالات وخاصة المعاملات المالية
– التصوف عندي التزام بالذكر لله عز وجل وهذا يجعلك في وقاية دائمة وحماية دائمة
– التوسل عندي جائز مادام في حدود كتاب الله وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم
عن والده يحكي في ص 182
” كان رحمه الله عنده ورع ودليلي في هذا قصة حدثت معه وهي أن القصب موجود في الصعيد في كل مكان وفي يوم حصاد هذا القصب كل البيوت يكون فيها القصب لكن بيتنا بالذات لايسمح والدي بدخول كعب قصب واحد لأن أصحاب هذا القصب لايعلمون بأمر هذا القصب الذي يأخذه الناس علي سبيل أن الموسم موسم حصاد فكان يتورع عن هذا خوفا من الله وكان دائما يقول إن صاحب القصب لايعلم بهذا الأمر علي الرغم من شيوع هذا في القرية كلها
وقصة أخري تدل علي هذا الورع انه كان عندنا أحد الجيران أقام حفلا كبيرا وكان هذا الرجل عمله فيه شبهة من حرام وأنا كنت عازما ألا أتناول أي شيء من هذا الطعام ولكن بعد أن أعدت مائدة الطعام الفاخرة جلس أمامي هذا الرجل فأمسكت الملعقة وظللت أطرق بها علي الطبق أمامي وكأنني آكل من الأكل الذي أمامي وحتي أرضي الرجل أكلت ملعقتين فقط وإذا بالوالد يأتيني في المنام في هذه الليلة يلومني لوما شديدا ويمد يده يريد أن يضربني وكنت وقتها أستاذا في الجامعة فهذا الصلاح وهذا الورع لهذا الرجل صاحبني حتي بعد موته وهو معي دائما فإذا كان هناك موقف في حياتي لاأستطيع أن أقطع فيه برأي أجده يأتيني في رؤيا في منامي فأذكر أنني قد جاءتني إعارة إلي الإمارات وكان الأولاد صغارا وكنت حائرا فرأيته في المنام غاضبا ويعطيني ظهره ففهمت من ذلك أن الأولاد في هذه السن تحتاج إلي رعاية فلم أسافر وهكذا في كثير من الأمور أراه في منامي رحمه الله
وفي ص 195 كان هذا السؤال مني وهذا الجواب من فضيلته
رضا :
لكم كتاب بعنوان ” كيف تهدم معالم الإسلام ؟ ” وهو رد علي كتاب الأستاذ حسين أحمد أمين ” الاجتهاد حق أم واجب ” .. ماذا أردتم أن تقولوه في هذا الكتاب خاصة أن الاجتهاد موضوع دائما مايثار من له حق الاجتهاد ؟ وحدود هذا الاجتهاد ؟ الخ
د ريان :
في رأيي أن هناك من يريد أن يهدم قواعد الإسلام ولكنهم لايريدون أن يظهروا بهذا المظهر يعني تجدهم يبدأون بداية صحيحة بمعني أنهم يقولون إنهم يريدون أن تعم قيم الإسلام ويريدون تطبيق الشريعة وخلافه ثم يبدأون في الهدم فالأستاذ أحمد أمين بدأ في كتابه هذا يأنه من حقنا جميعا أن تطبق علينا شريعة الإسلام ثم تحدث عن العقيدة وقال إنه يجب أن تكون العقيدة لانأخذها من علماء مسلمين فقط بل من رأيه لابد أن نأخذها من علماء نصاري ويهود وبهائيين وغيرهم فرددت عليه في هذا وفلت كيف يأخذ المسلم عقيدته من غير مسلم ثم لما تحدث عن الاجتهاد تحدث عن أوروبا وكيف أن أوروبا تحررت من سلطان الكنيسة وانطلقت بعد ذلك وأراد أن يسقط ذلك علي الوضع عندنا وأنا رجعت لهذه الفترة في تاريخ أوروبا وقرأتها جيدا لذلك فهمت أن الرجل في الكتاب يريد أن يقول أن الاجتهاد للجميع دون شروط حتي نكون كأوروبا والأمر مختلف تماما قالاجتهاد عندنا له شروط لابد أن تتوفر في المجتهد حتي تكون له هذه الملكة التي يستطيع من خلالها التعرض لهذا الشأن
ومن بعض ما كتبته فيه وصفا لما رأيت بعيني أثناء حواري معه وقربي منه بعد ذلك ص 202 بعنوان
” بروفايل “
“لحيته البيضاء ووجهه الذي يشع منه النور نور السكينة ونفسه المطمئنة وروحه الجميلة إضافة إلي تبحره في علوم الفقه والشريعة جعلني أقول إنني أجلس مع رجل يعيش في القرن الحادي والعشرين بقلب وعقل وروح القرن الأول الهجري وكأنه عاصر الصحابة والتابعين وذلك من أخلاقه الطيبة التي تشع بتورها وجمالها علي كل من يتعامل معه وهذا السهل اللين تجده قويا شديدا صارما في المسائل التي أراد البعض أن يجافي فيها مااستقر عليه الإجماع من المسائل الفقهية لكن مع شدته تلك يصحب معه أدب العلماء الأتقياء وهاهو في خلافه الواضح والصريح مع الدكتور سعد الدين الهلالي يعطيه حقه عند التعريف به عندما وصفه بالعالم الكبير وسبق ذلك بوصف الأخ الكريم علي الرغم من الخلاف في كثير مما أفتي به الدكتور سعد الهلالي وكذلك في خلافه في قضية البنوك حيث له فيها رأي مختلف لكنه قال هذا رأيي مدعما بما عندي من أدلة ولاأستطيع أن ألزم أحدا لكن يبقي أنني بحثت وانتهيت إلي نتائج وهذه هي نتائجي ببساطة شديدة
لكن تبقي نقطة واحدة وجدتها في حياته أنه يكاد يعيش وحده وهو في هذه السن الكبيرة فلاتستطيع أن تتواصل معه فليس في بيته هاتف ولايحمل تليفون محمول ويحب العزلة والانقطاع فسألته كيف والعالم الكبير الذي وصل إلي درجة الفقيه المجتهد المالك لأدواته العلمية والفقهية مثلك يكون منعزلا عن الناس فقال أنه يؤدي ماعليه بمحاضرتين واحدة في الرواق الأزهري في أحد أيام الأسبوع والثانية في أحد المساجد وهو مسجد القنصوه الغوري في الدراسة وحوله تلامذته ومريدوه أما غير ذلك فيريد أن يخلو بنفسه ومن أراد أن يتواصل معه يتصل بابنه الذي يكون همزة الوصل بينه وبين مريديه وأتباعه”.
وحوار طويل مع فضيلته
الكتاب متوفر في مكتبات وسط البلد بالقاهرة
التعليقات مغلقة.