شادي طلعت يكتب.. سياسة “جو بايدن” المقبلة نحو الشرق الأوسط
سياسة "جو بايدن" المقبلة نحو الشرق الأوسط
قال شادي طلعت، مدير منظمة اتحاد المحامين للدراسات القانونية والديمقراطية في مقال له، لقد كثُرت التكهنات من خلال التحليلات المتباينة، حول سياسة أمريكا المقبلة في الشرق الأوسط، فهناك قلة ترى في سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن تغَيُر إيجابي في السياسة نحو فلسطين، والأكثرية ترى أنه لا يختلف عمّن سبقه من الرؤساء الأمريكية المنحازين لإسرائيل.
فأين تكمن الحقيقة.
والواقع أنني في ظل تضارب تلك الآراء والرؤى، وجدت أنه من واجبي أن أدلي بدلوي في هذا الشأن، وقبل أن أعلن لأي إتجاه أقف.. أريد أن أطرح بعض الحقائق من الأفعال وكذلك من التصريحات، حتى نصل إلى مكمن الحقيقة.
وأهم الحقائق الفعلية التالي :
أولاً/ حالة الصدام بين إسرائيل و فلسطين هذه المرة في حرب عيد الفطر 2021م، لم تدم سوى 11 يوماً فقط.
ثانياً/ لأول مرة في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، تتعرض إسرائيل لأخطار، ما كانت تتعرض لها من قبل.
ثالثاً/ تسببت مواقع التواصل الإجتماعي هذه المرة، في إحداث حالة تضامن شعبي عالمي، مع الفلسطينيين.
رابعاً/ أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الإتصال قبل الأخير معه، بأن الداعمين من الإدارة الأمريكية لإسرائيل بدأت مواقفهم تتغير، ويجب أن تتوقف إسرائيل عن القصف.
أما عن أهم الحقائق من التصريحات التي يجب أن نقف أمامها فهي كالتالي :
– إعلان الإتحاد الأوربي ضرورة التفاوض مع حركة حماس سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وهذا الإجراء أيدته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
المزيد من المشاركات
– إعلان بايدن أنه لن يتخلى عن أمن إسرائيل وشعبها.
– إعلان بايدن أنها سيساعد الفلسطينيين، بغض النظر عن رؤيته لحركة حماس على أنها إرهابية.
بعد الطرح السابق علينا أن نمعن النظر حول شخصية جو بايدن:
-بايدن كان أحد الصقور الديمقراطيين.
– رجل سياسة بدرجة إمتياز، ورئيس صاحب خبرة لم يسبقه إليها أحد من الرؤساء السابقين.
– صاحب مبادئ، وأحد رعاة حقوق الإنسان.
– رجل حرب.. لا يتردد في إتخاذ قرار الحرب، إذا ما إجتمعت (المبادئ والمصالح).
بناء على ما سبق أتوقع التالي :
– ستعمل كُل من أمريكا والإتحاد الأوربي المدفوع بدولة ألمانياعلى تحقيق حل الدولتين وسيكون هذا تغيير حقيقي ومميز لسياسة بايدن تجعله مختلف عن كل من سبقه من الرؤساء.
-التعامل مع حركة حماس بشكل مباشر، سواء تم إزالة الحركة من قوائم الإرهاب، أم لم يتم.. إلا أن الحوار والتفاوض معها سيكون مباشراً فيما بعد من دون الاستعانة بأي وسطاء عرب مثل مصرأو قطر.. فالدبلوماسية الأمريكية الحالية ناضجة سياسياً، وتعمل بالشراكة مع الدول الديمقراطية بالاتحاد الأوربي.
ونهاية.. لن يسمح بايدن بنزيف دماء جديدة للشعب الإسرائيلي، لكن.. لكي يتحقق هذا الأمر، سيتم العمل على تحقيق العدالة أيضاً للفلسطينيين.
التعليقات مغلقة.