قال أبوبكر الديب الباحث في العلاقات الدولية والشِأن الإقتصادي، ورئيس منتدي تطوير الفكر العربي للدراسات: إن ما صنعته مصر من جهود في وقف العدوان علي غزة وتحقيق التهدئة يمثل معجزة دبلوماسية.
وأشاد الديب، في مداخلة للتلفزيون الجزائري قبل قليل، بالجهود المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في التوصل إلى وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مؤكدا علي دعم مصر للقضية الفلسطينية انحيازًا للحق والعدل.
وأكد أن مصر شددت علي أهمية حماية الأرواح والوقف الفوري لإطلاق النار في الأراضي الفلسطينية المحتلة واستدامته، والحيلولة دون أية استفزازات في القدس مع احترام الوضع القانوني والتاريخي للأماكن المقدسة، وذلك خلال كلمة مصر التي ألقاها السفير محمد إدريس، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، أمام جلسة الجمعية العامة الطارئة التي دعت لها المجموعتان العربية والإسلامية وحركة عدم الانحياز، بشأن التصعيد في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأوضح أن العالم بالدور الذي لعبته مصر من أجل وقف إطلاق النار في فلسطين، بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي فقد ثمنت الصين جهود مصر لوقف إطلاق النار، ووجه الرئيس الأمريكي جو بايدن الشكر لنظيره المصري عبدالفتاح السيسي عقب جهود التوصل للتهدئة، فيما أشاد رئيس البرلمان العربي عادل العسومي، بالجهود المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في التوصل إلى وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وعبر “أنطونيو جوتيريش”، سكرتير عام الأمم المتحدة”، عن تقدير المجتمع الدولي البالغ لمبادرة السيد الرئيس الاخيرة الخاصة بدعم عملية اعادة الاعمار في الاراضي الفلسطينية بمقدار ٥٠٠ مليون دولار ومن خلال الشركات المتخصصة المصرية.
واوضح الديب أن التاريخ شاهد علي استمرار ظلم الاحتلال وممارساته الخاصة بالاستيطان والتهجير القسري وهدم المنازل والمنشآت الفلسطينية وعنف المستوطنين ضد المدنيين العزل من أبناء الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى تهديد الوضع القانوني والتاريخي القائم بالمسجد الأقصى المبارك، مطالبا المجتمع الدولي بحماية حقوق الفلسطينيين ورفض الاحتلال من أجل استقرار الشرق الأوسط.
وقال أبوبكر الديب: إن خسائر اسرائيل من العدوان علي المسجد الأقصي ومحاولة طرد سكان حي الشيخ جراح والحرب علي قطاع غزة سيكلفها خسائر لن تقل عن 10 مليارات دولار. وأوضح الديب أن صورايخ المقاومة الفلسطينية على اسرائيل كان مختلفاً هذه المرة وتهديدات التنظيمات الفلسطينية أُخذت طابع الجد، وتم إطلاق كمية كبيرة من الصواريخ تسببت بسقوط قتلى وجرحى وفشلت منظومة القبة الحديد في مواجهتها وإسقاط الكثير منها، ورفعت من الأضرار الاقتصادية أكبر من أي مرة سابقة.
وأضاف الديب أن الخسائر ستلحق بأغلب القطاعات الاقتصادية باسرائيل من زراعة وتجارة وسياحة واستثمار وبورصة ونفط وغاز وطيران ونقل فضلا عن تضرر قطاعات خدمية كأنبيب البترول ومحطات الكهرباء وغيرها، حيث قال اتحاد المصنعين الإسرائيليين، إن قطاع التصنيع وحده خسر 160 مليون دولار خلال ثلاثة أيام فقط جراء تعذر العمل بدوام كامل في ظل القصف الصاروخي الفلسطيني من قطاع غزة.
وأشار الديب الي أن صحيفة “غلوبس” الإسرائيلية ذكرت أن “تحليل قسم الاقتصاد في اتحاد المصنعين يظهر أن الضرر الاقتصادي التراكمي للتصعيد الأمني في الأيام الثلاثة الماضية للاقتصاد بأكمله يُقدر بنحو 540 مليون شيكل (160 مليون دولار)، أي نحو 180 مليون شيكل (54 مليون دولار) لكل يوم إضافي من القتال”.
وقال إن “هذا التقدير لا يأخذ في الاعتبار الخسائر المالية الناتجة عن الأضرار المباشرة التي لحقت بالمصانع، والأضرار التي لحقت بالأرباح، وغير المباشرة كالإضرار بالسمعة مع عملاء الخارج، وإلغاء المعاملات، وعدم الامتثال للجداول الزمنية، والمتوقع أن تكون أعلى بكثير عند حصرها نهاية العملية العسكرية”.
وأضاف أم كل واحدة من الحروب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في السنوات الماضية كلفت الخزينة الإسرائيلية مليارات من العملة الإسرائيلية “الشيكل”، أما العدوان الأخير فتبين أنه كان سيلحق ضرراً كبيراً بالسياحة في إسرائيل وصورتها في العالم، خصوصاً إذا اضطرت إسرائيل إلى إلغاء المهرجان ووقف ضخ الغاز الطبيعي من حقل “تمار” لاستخدام مصادر طاقة أخرى، ما سيتبعه أيضاً تكاليف مالية طائلة.
وأشار الي أن أي حرب تخوضها إسرائيل ستكون تكلفتها الإقتصادية علي 3 أوجه : تضرر مباشر للاقتصاد جراء فقدان نشاط اقتصادي وأيام عمل، إضافة إلى إلحاق أضرار بالأملاك وإنفاق عسكري يشمل ذخيرة ومخزون أسلحة وتعطيل قوات الاحتياط عن العمل وستكون تكلفة العدوان الحالي باهظة وأكبر من عدوان عام 2014، حيث تراوحت بين 420 – 840 مليون شيكل وقتها، وذلك بسبب توقف الإنتاج والتغيّب عن العمل في بعض المرافق، تراجع السياحة والإقبال على المطاعم وأماكن الترفيه، فضلا عن تضرر النشاط الاقتصادي اليومي بسبب توقف العمل لدى انطلاق صفارات الإنذار، أما الجيش الإسرائيلي فقال إن تكلفة اليوم الواحد خلال عدوان عام 2014 بلغت 100 مليون شيكل قبل الاجتياح البري و200 مليون شيكل بعده وبعد انتهاء العدوان طالب الجيش بإضافة 9 مليارات شيكل إلى ميزانيته ويضاف إلى ذلك تكاليف التعويض عن الأضرار التي لحقت بالأملاك، ومن بينها البيوت والمباني العامة والمناطق الزراعية والمصانع، حيث وصلت كلفتها إلى مليار شيكل، وفي المجمل بلغت الخسائر التي تكبدتها اسرائيل جراء عدوانها عام “2014” على قطاع غزة 3 مليارات و640 مليون دولار، ويأتي هذا فيما تضرب “كورونا” الاقتصاد الاسرائيلي، حيث تخطت خسائره المليار دولار أسبوعيا جراء فيروس كورونا.
التعليقات مغلقة.