Take a fresh look at your lifestyle.

أشرف رشاد يكتب: دعوة لتصحيح المفاهيم

88

تابعت كالكثير تناول المسلسلات الرمضانية لحياة الصعيد وأهله وبقدر ما أقدر أن حياة أهل الصعيد بنكهتها الخاصة لغة واعراف وحياة عامة لها طابعها الخاص الذى يجعلها خصبة لجذب المشاهد بقصص دسمة

لكن للاسف اراه تناولا هزيلا وضحلا للحياة فى الصعيد بل وظالما لأهل الصعيد بطريقة لا تليق في كثير من الأحيان

أنا ادرك أن الدراما تقوم على الحبكة الفنية والقصة بما تحويه من عقدة وحل واحداث ساخنة تجذب المتلقى طوال الحلقات،

لكن هل يعنى هذا ويييح للقائمين على العمل أن يصوروا حياة الصعايدة كلها ثأر وحروب وأحقاد وتجارة مخدرات و آثار وقتل وخطف ومكائد غرام وعشق؟

شتان بين ما تعرضه الدراما المصرية وبين الحقيقة فى الصعيد.

ولن أتعرض هنا للهجة أو الملابس والبيوت والمعايشة اليومية التى اراها باهتة جدا ،

فاهل الصعيد ليسوا على لهجة واحدة ابدا، فلهجة أهل اسوان تختلف عن أهل المنيا، وهكذا، فلكل بلد لهجته التى يسرى فيها بعضا من لهجات العرب المختلفة، بل وفى بعض الاحيان تختلف اللهجات من مركز لآخر فى نفس المحافظة.

لكن الدراما المصرية مصرة على وتيرة واحدة من لهجة هزيلة تتقعر فى نطق الحروف بصورة سمجة تدعو لسخرية أهل الصعيد أنفسهم منها.

وحتى الجلباب الصعيدى الذي هو عنوان الصعيدي في قريته ولفة الشال الذى يسمى فى الصعيد (العمة) و هي تاجه فوق رأسه لكم أن تتخيلوا أن لكل محافظة فى الصعيد جلباب وطريقة فى لف العمة.

لكن كل هذا مقبول …..

فهو لا يعيب اهل الصعيد بقدر ما يعيب صناع الدراما على تواضع فنهم

لكن مشكلتى معهم التناول لحياة أهل الصعيد وتقديمها لمن لا يعرف الصعيد بصورة تخالف الواقع بصورة مشينة

فأهل الصعيد ليسوا تلك الصورة الوحيدة التى تسوقونها من القساة الغلاظ والمجرمين

أهل الصعيد سادتى ككل البقاع هو تنوع كامل يحوى كل اصناف البشر

لكنهم فى مجملهم والغالب عليهم يا صناع المسلسلات أنهم اكثر اهل مصر طيبة ونقاء وارتباطا بالدين وقيمه وقواعده ومعظم قرى الصعيد بصبغة صوفية تعلم الاطفال الحب والتسامح والارتباط بالدين والأخلاق والقيم والأعراف.

شتان بين اهل الصعيد وما تقدمه الدراما المصرية التى لا تعرف أن فى الصعيد طلاب علم لا يشغلهم سوى النجاح، وأن فى الصعيد شعراء وادباء ورسامون ومبدعون وقادة وأئمة وعلماء، وفى الصعيد حفاظ للقرآن وسابقون فى مدارس فريدة فى تجويده وترتيله، وفى الصعيد أحيانا فقراء لايجدون قوت يومهم كل شاغلهم الرزق الحلال والسعى الحلال والجهاد فى لقمة العيش لا تجارة المخدرات.

 

عذرا ما كنت ابغى أن اطيل وسرقتنى الكلمات

لكن بكل بساطة اتركه تسائلا مفتوحا لرؤيتكم وحكمكم انتم.

هل تعتقدون أن العقاد أو البابا شنودة الثالث أو جمال عبدالناصر أو طه حسين أو رفاعة الطهطاوى أو عبدالباسط عبدالصمد والمنشاوى أو المنفلوطى وغيرهم الكثير والكثير أفرزتهم لنا تلك الاسر الصعيدية ونشأوا فى تلك الحياة الصعيدية التى تسوق لها المسلسلات المصرية؟؟

لن اجيب

واثق فى فهم القارىء وقدرته على نبذ كل بليد لا يقنع ومتجنى يسيىء من أجل الفن الركيك وجذب المشاهد بادعاء يخالف الحقيقة.

واتمنى من صناع الفن فى مصر أن يدركوا أن الفنون تأريخ لحياة المصريين يجب أن يتسم بالعدالة فى صياغة الحاضر للاجيال القادمة ، فخذوا حرصكم عندما تكتبون الدراما الصعيديه فما نكتبه اليوم هو تاريخ الغد ، أقدر كل صناع الدراما في مصر و حرصهم على تقديم أفضل ما يمكنهم صناعته للمشاهد و لكنها دعوه فقط لتصحيح المفاهيم !!!!!.

– مقال للنائب أشرف رشاد الأمين العام لحزب مستقبل وطن على صفحته الرسمية في فيسبوك

التعليقات مغلقة.