نهلة أبو العز تكتب : روحي ورحك حبايب
أحيانًا تفكر في شخص ما وتتذكر مواقف كانت بينكما وما إن تنتهي من تفكيرك حتى تجده أمامك أو تسمع صوته عبر الهاتف، كأنه كان يراك، أو كأنه سمع نداء روحك، في علم النفس تسمى هذه الظاهرة التخاطر وهي ظاهرة روحية يتم من خلالها التواصل بين الأذهان من خلال التأثير العاطفي فقط.
باستطاعتك هنا أن تستقبل أفكار الآخرين وتعرف ما يدور بعقولهم و باستطاعتك أن ترسل خواطرك لتغزو بها عقل الآخر .
ليس بين الأحياء فقط بل أيضًا بين الأموات..
تنام لترى في منامك شخص توفاه الله منذ سنوات، يمنحك إشارة بحدث من الممكن أن يحدث بعد فترة قصيرة او طويلة ولا تتذكر هذا المنام إلا بعد أن يحدث ما بشرك به المتوفي، هنا يحدث ان ترسم روحك علامة تعجب كبيرة جدًا، ويحدث ان ينكر عليك البعض من أصحاب التفكير العلمي البحت أن هذه الأشياء لها معنى. ولكن الله سبحانه وتعالى قال :
“اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون”
اي أن نفسك التي بين جنبيك تنطلق في منامك لتقابل ارواحًا أخرى في أماكن بعيدة ويخبر كل منهما الآخر بأشياء ذات معنى.
تجربتي مع هذا التخاطر الروحي كبيرة جدًا جعلتني اصدقه ولا اخفي عليكم أنني اخاف منه، نعم أخاف، فما قد يحدث بعد شهر أشعر به من اليوم وتنقبض روحي في انتظاره وكأن الحدث الذي يجب ان نتفاعل معه يوم وقوعه أنا فقط من تتفاعل معه قبل وقوعه فأصبح هذا التخاطر بيني وبين الأحياء والأموات كأنه قراءة للمستقبل الذي كم وودتُ أن اجهله.
فهل يحدث ان تشعر بنا أرواح الموتى؟
نعم، اقولها بكل ثقة فما من مرة زراني فيها عزيز توفاه الله إلا وكان معه بشرى او تحذير لشيء أخفيه بعناية أو اجهله.
وقد قال قال ابن أبي الدنيا : ولما توفى بشر بن البراء بن معرور وجدت عليه أمه وجداً شديداً ( أي حزنت عليه حزناً شديداً ) ، فقالت يا رسول الله : إنه لا يزال الهالك يهلك من بني سلمه ، فهل تتعارف الموتى فأرسل إلى بشر السلام ؟
فقال رسول الله نعم والذي نفسي بيده يا أم بشر إنهم ليتعارفون كما تتعارف الطير في رؤوس الشجر.
إذًا فهذا التعارف القوى بين الأرواح ليس وهمًا بل هو حق، وقد بدأ العالم ينتبه لعلم الطاقة الايجابية والسلبية كجزء أصيل من تخاطر وتلاقي الأرواح فهناك أشخاصا عندما تراهم تشعر بالود والرحمة والسكينة وهناك من ترغب في توديع مجلسهم بأقصى سرعة وهو شيء لا تدركه العقول ولكنها الأرواح التي اذا ما تعارفت التقت واذا ما تنافرت بعدت.
التعليقات مغلقة.