صالح المسعودي يكتب: محمد (صلاح الدين )
بالتأكيد أنني لا ابحث عن عقد مقارنة بين ( صلاح الدين الأيوبي ) واللاعب الموهوب الخلوق ( محمد صلاح ) فكل منهما له طريقه المرسوم بعناية الله وترتيبه ولكن بالتأكيد هناك تقارب على مستوى الانتصار المعنوي يربط بينهما فالأول أتى إلى عالمنا العربي وقد جثت على صدره الهزائم العسكرية وهبوط الهمة والهزيمة المعنوية في أمة حملت لواء الإسلام السمح للعالم أجمع بل هي مجمع للأديان السماوية ، ولكنها كانت في مرحلة ( وهن ) فكان له الدور الأكبر في قيادة جيش الكنانة الذي جعله الله في رباط إلى يوم القيامة ليعيد الأقصى ويقوي شوكة الدين فهذا هو ( صلاح الدين الأيوبي ) باختصار شديد
أما ما يخص اللاعب الموهوب والواجهة المشرقة ليس لمصر فقط بل لعالمه العربي والإسلامي ( محمد صلاح ) فحدث ولا حرج ولست هنا لأقص لكم سيرته الذاتية فليس هذا هدفي من كلامي هذا ، ولا لأمتدحه وأطيل المدح رغم أنه أهل لهذا المدح والإطراء ، ولكني هنا أريد أن أوضح حقائق مهمة ، فقد شق هذا الشاب الصاعد الواعد طريقه بشكل سلس ، ولكنه لم ينس فضل الله عليه ولم ينس فضل تعاليم دينه السمحة التي صقلت خلقه فجعلته نموذجاً ليس لبني جلدته فقط بل أصبح الغرب يتغنى بشخصه وخلقه قبل إعجابه بموهبته الكروية التي تفوق فيها على أقرانه فسطر اسمه بحروف من نور في مجال كرة القدم العالمية ، كما أنه لم ينس أمه مصر وفضلها عليه فكان باراً بها يعمل كل ما في وسعه لرفعتها مساهماً بشكل أو بآخر في نهضتها ورقيها
وهنا يستوجب أن نتوقف فهنا ( مربط الفرس ) كما يقال في عالمنا العربي ( فمحمد صلاح ) شاب مصري كأي شاب وهناك في مصر الآلاف من هم على شاكلة (محمد صلاح ) وفي عالمنا العربي كذلك ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف نتعامل مع هؤلاء ليصبح عندنا العشرات والمئات من أمثال ( محمد صلاح ) ؟ لأنني تذكرت كلمة الدكتور ( أحمد زويل ) عندما قال ( الغرب ليسوا عباقرة ونحن لسنا أغبياء ،ولكنهم يقفون خلف الفاشل حتى ينجح ونحن نقف في وجه الناجح حتى يفشل ) كلمات مهمة وهي ( مربط الفرس ) بشكل مباشر في عالمنا العربي بشكل كامل
فإذا أردت أن تتحقق من كلامي فلتخرج خارج مصر في أوروبا مثلا أو في (الولايات المتحدة الأمريكية ) بل وعلى مستوى العالم أجمع وشاهد بنفسك كمية العلماء المصريين والعرب في جميع المحافل الدولية فالدكتور ( مجدي يعقوب ) كان يقول له أستاذه في الثانوية ( لا تصلح أن تكون سباكا ) فلما ذهب إلى بلاد ( الفرنجة ) أصبح أعظم أطباء القلب في العالم وبالتأكيد غيره الكثيرين على نفس شاكلته ليس في مصر وحسب بل في جميع دولنا العربية
يا سادة يا كرام لابد لنا أن نعيد حساباتنا في هذا الملف الخطير فإصلاح منظومة التعليم التي تجري ألان قد تكون بداية لمشروع الحلم ، فلابد أن نقضي على البيروقراطية في التعامل التي عملت على هجرة العقول النيرة خارج أوطانها ، لابد أن نكمل مشروع ( زويل ) لتفريخ علماء ونمنحهم كل الإمكانات والصلاحيات فقد سبقنا رسولنا الكريم بقوله صلى الله عليه وسلم ( أنزلوا الناس منازلهم )
بالتأكيد لم أربط كل ما سبق بعضه البعض إلا لعلمي أنها بالفعل منظومة واحدة فلن نفلح في الرياضة ونحن في تأخر علمي إلا على شكل حالات فردية مثل اللاعب ( محمد صلاح ) على سبيل المثال فأنا هنا أتحدث على منظومة وتوعية مجتمعية في شتى المجالات وما رأيت إلا أن يكون الخلوق ( محمد صلاح ) هو المحور الأساسي لحديثي حتى ننتبه جميعاً أننا نحتاج الكثير والكثير من عينة ( محمد صلاح ) في جميع المجالات وهذا الأمر لابد أن يتحمله الجميع قبل أن نكلف به الحكومات المختلفة ونتبادل الاتهامات ونحول بلادنا التي أتت بالسلام للعالم إلى ساحات قتال ( كما أُريد لها ) وحتى يتركنا قطار التقدم فنكون عالة على المجتمع الدولي لنبقى قابعين في التخلف والمهانة ( استقيموا يرحمكم الله).
التعليقات مغلقة.