إبراهيم شعبان يكتب: الشيطان كورونا يبتلع الهند
مصيبة كورونا في الهند، تكاد لم تصل إليها أي دولة أخرى خلال الرحلة العاصفة مع الوباء اللعين، طوال ما يزيد على عام ونصف.
فالهند سجلت نحو 400 ألف إصابة بالوباء يوميًا، وهو رقم قياسي والهند سجلت ما يزيد عن 3500 حالة وفاة في اليوم الواحد، والعدد أكبر من ذلك بكثير لأن هناك كثير من الوفيات لا يتم الإبلاغ عنها.
واصابات الهند حتى اللحظة تقارب 19.2 مليون حالة إصابة في المركز الثاني عالميا بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
وإذا كان مجىء بايدن بمثابة “وش السعد” على الولايات المتحدة، بعدم كشف في خطاب ال100 يوم أنه تم اعطاء اللقاح لنحو 200 مليون أمريكي، وأن نسبة الوفيات بين كبار السن انخفضت بنحو 80% فإن الهند قد انتكست بالوباء.
ولا أحد قادر حتى اللحظة على تحديد الاسباب الحقيقية المباشرة، وراء ما حدث في الهند، لكن كل الخبراء أجمعوا على أنه التساهل مع “الشيطان كورونا” وفك قيود الإغلاق واعتبار أن المرور من الموجة الثانية أو الأولى في بعض البلاد كفيل بالعودة للحياة الطبيعية، وهو ما كان نذير شؤوم على الهند.
الخطورة في كورونا الهند تتبدى في عدة مشاهد يمكن إيجازها على النحو التالي:
أن الهند قد لا تفيق من نكبتها، وبالخصوص في 5 ولايات هندية ضخمة منكوبة قريبًا، قبل الوصول إلى مناعة القطيع.
والوصول إلى مناعة القطيع، مع عدد السكان الضخم للهند باعتبارها تقريبا “سدس العالم” وعدد السكان يصل إلى نحو 1.3 مليار نسمة يبدو مستحيلا.
الأزمة الثالثة، أن الهند ليست دولة متخلفة كما يحلو للأسف لبعض الجهلة وصفها، ولكنها اقتصاد متطور للغاية والدليل، أنها أكبر مصنع للقاحات في العالم، وعلى إثر الأزمة التي تنتابها، فقد أوقفت الهند جزئيا تصدير بعض اللقاحات للخارج ومنها “لقاح استرازينكا”، وهذا معناه أن ما يحدث في الهند، قد يؤدي إلى أزمة حقيقية في اللقاحات خلال الأسابيع المقبلة.
ما يتبدى في نكبة الهند كذلك، أن “الشيطان كورونا” قد تحور في سلالة هندية خاصة، وكل الآراء الصحية تجمع أنها الأقوى والأشد فتكا وقد وصلت إلى 17 دولة غير الهند، وهذا يعني مسار تدميري أكبر من للوباء اللعين.
ملمح آخر لخطورة ما يحدث بالهند، هو أن الشيطان كورونا لم يرتدع بعد ولا تبدو للأسف له نهاية وشيكة مع هذه الموجات القاتلة منه.
والحل الوحيد.. إجراءات حكومية أشد في المناطق التي تشتد فيها الحالات.
فرض إغلاق جزئي أو كلي
البدء في أكبر حملة “تطعيم كونية” ضد الشيطان كورونا للوصول إلى مناعة القطيع، وإلا فإنها النهاية على يد وباء متوحش أصاب حتى اللحظة 152 مليون شخص حول العالم وتوفى بسببه نحو 3.1 مليونًا آخرين.
التعليقات مغلقة.