Take a fresh look at your lifestyle.

عادل عامر يكتب: العمال المصريين في عيدهم

63

يأتي احتفال الدولة هذا العام بعيد العمال وقد أقامت الكثير من المشاريع التنموية العملاقة التي تم إنشاؤها على أيدي العمال المصريين والتي وفرت فرص عمل لآلاف الشباب، بالإضافة إلى عملهم الدؤوب المستمر لرفعة الوطن ومنافسة الدول الكبرى في الحضارة والبناء.  

بالإضافة إلى نجاح العمال في تعويم السفينة الجانحة بقناة السويس وإثبات قدرتهم أمام العالم أجمع بمهاراتهم الكبيرة، أن الدولة المصرية حريصة بما لا يدغ مجالا للشك على تعزيز حقوق العمال وتأمين حاضرهم ومستقبلهم، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يعي جيدًا حجم وكم الصعوبات التي يواجهها محدودي الدخل ومنهم عمال وعاملات مصر؛ لا سيما عقب تنفيذ إجراءات الإصلاح الاقتصادي.  

 إن عمال مصر حققوا لبلدهم مكانة مرموقة في العالم تشهد لهم وتؤكد جدارة وعظمة المصريين، بعد أن حققوا بسواعدهم تنفيذ المشروعات العملاقة التي شهد لها العالم، وعبرت مصر بقيادتها السياسية وعمالها ومعهم كل فئات الشعب برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تم خلال السنوات الأربع الماضية كحل حتمي لتحقيق التنمية المستدامة، ووضع الدولة المصرية على خارطة الطريق الصحيح لتحقيق التنمية الشاملة، مما أسهم في امتصاص الآثار السلبية لفيروس كورونا، وكانت مصر سباقة في اتخاذ الإجراءات الاحترازية على المستويات الصحية والاجتماعية والاقتصادية وعدم المساس بعمال القطاع الخاص في تلك الظروف التي يعيشها العالم ومصر بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد.  

أن العامل المصري هو ثروة الوطن الحقيقية ومحور التنمية، وقاعدة الانطلاق نحو مستقبل أفضل، وقامت الدولة بتكريم العمال من خلال  القرارات الخاصة بالعمال المصريين، خلال الفترة الأخيرة، والتي كان أبرزها رفع الحد الأدنى لأجور العمال لـ 2400 جنيه، واستهداف الدولة لتحسين مستويات الفئات الأكثر احتياجاً من العمال، وتدشينها للمشروعات التي تهدف لرفع المستوى المعيشي للعمال وتطوير مهاراتهم، والتي تضمنت إنشاء 3500 مصنع وإصدار 19500 رخصة مصنع، منها ثلاثة مدن صناعية جديدة و17 مجمعاً صناعياً ضخماً.  

كذلك استيعاب الدولة للعمالة العائدة من العراق وليبيا، خاصة عمالة الإنشاءات الذين تم تعينهم في 22 مدينة ذكية جديدة، الضوء على انخفاض مستويات البطالة في مصر وسط تداعيات فيروس كورونا، لأقل من 7.3%.  

وكذلك  مبادرة الرئيس لرعاية العمالة غير المنتظمة صحياً واجتماعياً، وتوجيه الدولة بصرف مرتبات للعمالة المتضررة من فيروس كورونا، وصرف منحة للعمالة على دفعات، بالإضافة إلى إبراز مبادرة “مهنتك مستقبلك” لتدريب وتأهيل شباب العمال، من خلال 72 مركز للتدريب المهني في 25 محافظة، أن العمال قد حصلوا على مكتسبات عديدة خلال الحقبة الزمنية الماضية والتي أهمها المكتسبات السياسية وهي عودة التمثيل المناسب للعمال والفلاحين بحسب التعديلات الدستورية الأخيرة، حيث أن دستور 2014 كان قد ألغي نسبة العمال والفلاحين ولكن في دستور 2019 تم إعادة النسبة المناسبة لتمثيل العمال والفلاحين.  

التأمين على العمالة الغير منتظمة وهم الأكثر عددا مما يصب في مصلحة العامل، كذلك تكفل الدولة بالعلاج للمواطنين وهو نظام التأمين الصحي الشامل والمبادرة الرئاسية للقضاء على فيرس سي ” 100 مليون صحة”، هذا بالإضافة إلى تمكين المرأة العاملة ورفع مكانتها حيث أن هناك 60% من العاملين في قطاع الغزل والنسيج سيدات.

 لذلك لابد وأن تأخذ المرأة مكتسبات أكثر خاصة وأنها عانت الكثير خلال الـ60 عاما الماضية. تطوير وتحديث منظومة العمل لسرعة الإنجاز وزيادة الإنتاج وهو ما ظهر واضحا في كافة المشروعات العملاقة التي أنجزتها الدولة خلال الفترة الأخيرة في وقت قياسي وعلى رأسها مشروعات الإسكان والطرق والكباري والعاصمة الإدارية الجديدة بجانب تطوير قرى الريف بمبادرة حياة كريمة.  

إن الأيدي العاملة هي التي تبنى الوطن وتصنع له المجد والازدهار، وأن العمال يستحقون التحية والتقدير لإخلاصهم الشديد في بناء وطنهم والنهوض به اقتصادياً، وأنهم تحملوا أعباء كبيرة في ظل أزمة انتشار فيروس كورونا الذي مثل تحدياً كبيراً ضرب اقتصاد دول العالم، ولكن العمال صمدوا من أجل الوطن ونهضته ورقيه. إن عمال مصر يمثلون أهم قلاع البناء والتنمية التي يعتمد عليها الوطن، خاصة في هذه المرحلة الفارقة من تاريخه.  

أن بلادنا اليوم تحاول العمل والنهوض والبناء، وجذب الاستثمار وإقامة المشروعات، وغيرها من سبل التنمية، وخاصة في ظل الظروف الراهنة، وما يعانيه العالم أجمع من انتشار الوباء؛ مما يجعلنا جميعًا أمام مسؤولية كبيرة ومهمة عظيمة وغاية نبيلة، فيجب أن نجتهد حتى نؤدي تلك الأمانة التي تحملناها على وجهها الأكمل. بسواعدكم نبني بلادنا ونحقق التنمية المنشودة، وبإخلاصكم وتفانيكم في العمل تنهض الأمم والشعوب. إن العمال المصريون هم أساس النهضة والتقدم وعصب الإنتاج، لان تخصيص يوم عالمي للاحتفال بهم يُعد تأكيدًا لدورهم في البناء والتنمية والعطاء والتعمير.  

أن عمال مصر يضربون دائماً المثل في الإخلاص والوطنية ويمثلون سواعد الوطن الفتية في سبيل رفعته وبقاءه واستمرار وجوده في صدارة المشهد بميادين العمل والإنتاج، لان هؤلاء العمال هم ركيزة محورية في بناء الحضارة المصرية التي تنهض على سواعد وأكتاف المخلصين من عمال مصر.  

أن عمال مصر هم سند الدولة في معركة البناء والتنمية والتعمير، وإلى أن العمال يتحملون الكثير من المشاق والصعاب من أجل رفعة وتقدم الدولة المصرية والمشاركة في كل مشروعات الإصلاح والتنمية وتعظيم الموارد وزيادة الإنتاج.  

لقد خلقنا الله لنعمل ولنعبده عز وجل.. فالعمل جزء من العبادة.. والعمل ضروري لعيش وتقدم البشرية.. فلولا العمل في الزراعات والصناعات والتجارات والخدمات والعمران والعلوم والتفكير والإدارات المختلفة في شؤون حياتنا.. لبقينا أشبه بكائنات هلامية أو حشرات ودود تراب، لكن الأنسان أسمى من ذلك ؛ هكذا أراده الله ليعمر الأرض بالعمل الصالح والخيرات من أجل سعادتنا.  

يحيي العالم الجمعة عيد عمال غير مسبوق بسبب جائحة فيروس كورونا، تغيب فيه مظاهر الاحتفال المعهودة في مثل هذا اليوم، بسبب إجراءات الحجر التي اتخذتها الحكومات لوقف تفشي الوباء. وفي ظل هذا الوضع دعت النقابات لأشكال جديدة من التعبئة، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتسبب الفيروس الذي أدى إلى أزمة اقتصادية واجتماعية في ظل الموجة الثالثة لفيروس كيوفيد 19 كورونا.

  • الدكتور عادل عامر دكتور القانون العام وعضو المجلس الأعلى لحقوق الإنسان

التعليقات مغلقة.