صالح المسعودي يكتب: لو عَلِمَ ما أقدم
قد يغامر البعض بلعبة ( سمجة ) لجر ( رجل ) مصر لنزاع إقليمي بكل تأكيد هو خاسره الأول حتى لو أخذ العهود والوعود ممن يدفعه ، فقد يُخيل للبعض وعلى حسب أنفسهم المريضة أنهم من الممكن أن يكونوا جزءً من المعادلة الدولية ، أو لربما تخيل البعض أنه بإمكانه أخذ الدور الريادي الذي تبوأته مصر عبر تاريخها المشرف لا سيما في قارة إفريقيا. فمصر بالنسبة لأفريقيا كانت الداعم الأساسي لتحرير إفريقيا من الاستعباد والاستعمار، ومصر أيضاً التي ساهمت في تنمية إفريقيا في مجالات عدة أهمها المحافل الدولية ، أو استقطاع من قوت هذا الشعب لتقوم بدورها الرائد لقارتها السمراء
ونعود للعنوان والذي أوضح فيه أن مَن تسول له نفسه ( اللعب بالنار ) مع مصر ومحاولة استدراجها لمعاقبته على تعنده المريب وضربه بالمواثيق الدولية عرض الحائط. فقد عزيت ذلك لأنه لم يعرف مصر جيداً ، فماذا يعرف عن مصر التاريخ ومصر الحضارة ومصر الموقع ومصر الانسان ؟ ولو عرف ما أقدم ، لكن دعونا نخرج من الكلام الإنشائي لنذهب مباشرة لمصر الإنسان ، فمصر بشعبها تختلف تماما عن أي شعب من شعوب العالم ، فالشعب المصري بلا دعوة أو مجهود يذكر يتحول إلى جيش بين بكرة وعشية. شعب شهد له التاريخ بتوحده حتى لو اختلفت الرؤى. والتاريخ حافل بأمثلة كثيرة على معدن هذا الشعب الأبي لأنه يعلم تمام العلم أنه صاحب قضية وليس من طبعه الغدر أو التدخل في أمر الغير حتى تسول للغير نفسه أن يجرب غضبة هذا الشعب فسيجد فجأة أن المئة مليون أصبحوا بزي موحد هو زي القوات المسلحة المصرية ليصبح أكبر وأضخم جيش على وجه المعمورة
أما موقعها ( وما أدراك ما موقعها ؟ ) فالعالم يقدر موقع مصر الجغرافي وأنه لا غنى له عنها ولم لا ؟ وقت توقفت أنفاس العالم عندما اعترضت سفينة قناة السويس فارتفع ثمن كل شيء في أوروبا وأمريكا ورأينا مدى الخسارة التي سببتها تلك السفينة للعالم أجمع. كأن ما حدث مثالاً عملياً ( حتى لو كان غير مقصودا ) إلا أنه جرس تنبيه في غاية الخطورة لمن أراد أن يدعم من يريد قتلنا ونحن أحياء بالاستيلاء على حصة مصر من المياه أو حتى تأخيرها
لن أكرر ما قلته سابقاً من أنه مَن يريد لمصر ضرراً فهو واهم ليس للقوة الضخمة التي تمتلكها مصر والتي جعلتها في مصاف الدول الأقوى عسكرياً في العالم ، بل لأن هذا البلد كان ومازال منتصراً بفضل الله أولاً ثم بسبب تماسك أهله وتحولهم جميعاً لجنود له ، ولأن هذا البلد لم يكن معتدياً في يوم من الأيام بل ظل بفضل الله الصخرة التي تنكسر عليها قوى الأعداء والمتجبرين فهي المحروسة بحول الله وقوته وما قلته في وصفها قليل من كثير، ولكنني وقبل أن أختتم كلماتي الجافة أردت أن أذكركم بعمل فني هو قريب الشبه فيما يحدث ألآن ولنتذكر إحدى ( مسرحيات ) الفنان المميز ( محمد صبحي ) عندما يحمل بيد واحدة ذاك الرجل الضعيف النحيل ويرفعه عالياً والرجل مازال يردد ( متقدارش ) أعتقد أن المشهد يتكرر.
التعليقات مغلقة.