Take a fresh look at your lifestyle.

ناصر عراق يكتب: 8 رسائل إلى كاتب شاب

177
يخيّل إليّ أن الشغف بالكتابة هو مفتاح السر في تكوين كاتب شاب متميز ومؤثر، فلا يمكن أن تحقق نجاحًا في أي مجال إذا لم يكن الشغف دليلك، ولا تستطيع أن تطور مهاراتك في الكتابة إذا لم تعتصم بالشغف في الصباح والمساء، ومع ذلك، حتى تؤتي الكتابة أكلها، ويمنحك الشغف بها سحرها الأخاذ، أظن أنه من الواجب عليك أن تطالع هذه الاقتراحات لعلها تعزز علاقتك بفنون الكتابة وعوالمها الباذخة:
1- يجب أن تتعرف بجدية على الكتب المقدسة أو ما تيسر منها وتعي محتواها (القرآن الكريم/ الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد). مع ضرورة الإلمام العام بالأديان الأرضية وأنبيائها في شرق آسيا (الهند والصين) على سبيل المثال.
2- كي تمتاز كتاباتك بالعمق، عليك بالاطلاع على موجز عام لتاريخ الفلسفة، من أجل التعرف على أهم النظريات الفلسفية وأشهر الفلاسفة الذين أسهموا بنصيب في كشف غموض الحياة وجوهرها وصراعاتها وأسبابها وفقا لرؤية كل نظرية فلسفية.
3- عليك بالتزوّد من عالم المسرح والسينما، فشاهد الأفلام الأجنبية والعربية، وتردد على المسارح العربية والأجنبية إذا أمكن، لأن فنون الدراما خير زاد للكاتب الجيد.
4- لدور الفنون الجميلة حظ كبير في تعزيز خيال الكاتب وشحذ موهبته، والفنون الجميلة هي اللوحة والتمثال وفنون العمارة إلى آخره، فواظب على زيارة المتاحف والتردد على المعارض الفنية المختلفة، واقرأ ما تيسر عن تاريخ الفن التشكيلي وأبرز الفنانين الذين أضاءوا حياتنا بلوحاتهم ومنحوتاتهم.
5- التعرف إلى فنون الموسيقى والغناء عربيًا وعالميًا أمر بالغ الأهمية لكل من يريد أن يمارس الكتابة ويتفوق فيها، لأن الموسيقى خبز الروح، وتسهم في تحريض الخيال على ابتكار صياغات لغوية جديدة وطازجة.
6- الانكباب على قراءة النصوص الأدبية أمر مهم جدًا، فإذا كنت تنوي كتابة الشعر، عليك الاطلاع على أبرز دواوين الشعر العربي والعالمي، وإذا كنت تعشق الرواية، ينبغي قراءة أجمل الروايات في عالمنا، قديمًا وحديثا، مع الأخذ في الاعتبار، أن الشاعر يجب ألا تقتصر قراءاته على الشعر فقط، وإنما عليه أن يطالع الرواية والنقد الأدبي وغيرهما، والأمر نفسه مع كاتب الرواية، إذ يتحتم عليه أن يتعاطى الكثير من الشعر والنقد أيضا.
7- الالتزام بالكتابة يوميًا، حتى لو لم يكن المزاج رائقا، أو الحالة النفسية غير مواتية، فالكتابة اليومية هي التي تصقل تجربة الكاتب وترسخها وتطورها، مع ضرورة العمل على امتلاك قواعد اللغة العربية الفصحى من نحو وصرف وخلافه.
8- مراجعة ما تكتبه يوميًا من أجل تجويده بالحذف والإضافة والتعديل والتصويب.
إن هذه الاقتراحات أو الرسائل بمثابة خريطة طريق لكل كاتب شاب يحلم بالمجد ويصبو إلى الحضور في دنيا الكتاب والمبدعين، صحيح أنه سيكابد عذابات كثيرة، لكنها عذابات مقترنة بالحلاوة والجمال، لأن الكتابة عذاب… وعذوبة.

– ناصر عراق كاتب وصحفي وروائي وفنان تشكيلي مصري.

التعليقات مغلقة.