Take a fresh look at your lifestyle.

مليار و400 مليون شخص تحت رحمة كورونا.. تفاصيل مأساة تعيشها الهند

64

كتب – إبراهيم شعبان

إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية هى الضحية الأولى والأكثر إصابة بالوباء خلال الموجتين الأولى والثانية، فإن الهند هى الأكثر مأساة وترنحا تحت الوباء خلال الموجة الثالثة للجائحة، والمصيبة كما يقول خبراء أن العدد الضخم لسكان الهند والذي يتخطى المليار و400 مليون نسمة يجعل الوباء يحط في منطقة شديدة الاكتظاظ على مستوى العالم، ويضع الجميع تحت اهبة الاستعداد للتحرك بسرعة لإنقاذ خمس البشرية في الهند تقريبًا.

 

وسجلت الهند رقما قياسيا عالميًا لإصابات كورونا اليومية لليوم الخامس على التوالي، في حين قفزت الوفيات الناجمة عن المرض أيضا إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق خلال الـ 24 ساعة الماضية.

الهند

ومع الإبلاغ عن 352.991 حالة جديدة، تجاوز إجمالي عدد الحالات المصابة بكورونا في الهند 17 مليونا، وارتفعت الوفيات بمعدل قياسي بلغ 2812 حالة لتصل إلى إجمالي 195.123، بحسب بيانات وزارة الصحة الهندية.

 

ومنذ الأسبوع الماضي، أصبحت الهند البؤرة الجديدة للفيروس عالميا، حيث أُجُهد نظام الرعاية الصحية في البلاد وكذلك محارق الجثث، وأدى إلى نقص حاد في الأكسجين.

 

في السياق ذاته، تتواصل الجهود الدولية لمساعدة الهند التي تعاني من نقص حاد في الأكسجين وسط ارتفاع كبير في حالات وباء كوفيد 19.

 

وبدأت بريطانيا في إرسال أجهزة التنفس الصناعي وأجهزة تركيز الأكسجين. ومن المقرر أيضا أن يرسل أعضاء الاتحاد الأوروبي مساعدات. وقالت الولايات المتحدة الأمريكية إنها ستوفر المواد الخام للقاحات التي كانت تخضع في السابق لضوابط التصدير.

كورونا في الهند

وأمدت العاصمة الهندية، دلهي، إغلاقها مع استمرار رفض المستشفيات المكتظة قبول حالات جديدة.
ووافقت الحكومة على خطط لأكثر من 500 محطة لتوليد الأكسجين في جميع أنحاء البلاد لتعزيز الإمدادات.

وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، في بيان : نقف جنبًا إلى جنب مع الهند كصديق وشريك خلال فترة مقلقة للغاية في الحرب ضد كوفيد -19″، وأدى الارتفاع الحاد في العدوى إلى إلغاء زيارة كان مخططا لها من قبل جونسون للهند وإلى حظر السفر. كما حظرت دول أخرى بما في ذلك الإمارات وكند الرحلات الجوية من الهند.

 

وقال البيت الأبيض، إنه سيوفر على الفور المواد الخام للقاحات لشركات تصنيع اللقاحات الهندية.

كورونا في الهند

ويأتي ذلك، بعد دعوات من قبل المسؤولين الهنود ومعهد سيروم الهند للولايات المتحدة لرفع ضوابط التصدير على المواد الخام للقاحات التي تم وضعها في فبراير الماضي.

 

وفي بروكسل، قالت المفوضية الأوروبية إنها تخطط لإرسال الأكسجين والأدوية أيضًا. وقالت رئيسة المفوضية، أورسولا فون دير لاين إنها “تجمع الموارد للاستجابة بسرعة لطلب الهند للمساعدة.

 

وفي العاصمة دلهي، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 20 مليون نسمة، اكتظت المستشفيات واضطرت لإبعاد المرضى الجدد. وشهد مستشفيان على الأقل وفاة المرضى بعد نفاد إمدادات الأكسجين. وأصبحت بعض الشوارع خارج المرافق الطبية مزدحمة بالمرضى المصابين بأمراض خطيرة، ويحاول أقاربهم الحصول على نقالات وتوفير إمدادات الأكسجين وهم يتوسلون من سلطات المستشفى للحصول على مكان بالداخل.

كورونا في الهند

وقال جايانت مالهوترا الذي يعمل في إحدى محارق الجثث في دلهي. لـ”بي بي سي” لم أر مثل هذا الموقف المروع من قبل. لا أصدق أننا في عاصمة الهند. الناس لا يحصلون على الأكسجين ويموتون مثل الحيوانات.

 

وقال مسؤولو الصحة في الهند، إن انتشار العديد من السلالات المعدية أدى إلى زيادة عدد الإصابات، ومن بينها السلالة البريطانية التي اكتشفت في دلهي، والسلالة التي تم اكتشافها لأول مرة في الهند في أكتوبر الماضي.

 

وتشهد الهند السيناريو الأسوأ الذي تخشاه كثير من الدول من كوفيد-١٩، عدم القدرة على العثور على أسرة كافية في المستشفيات، أو الخضوع لاختبارات أو الأدوية أو الأكسجين. ويغرق البلد البالغ عدد سكانه ١.٤مليار نسمة تحت وطأة العدوى.

 

وأكد الدكتور سريناث ريدي، عالم الأوبئة وخبير الصحة العامة الذي يعمل ضمن فريق يقدم المشورة للحكومة الهندية بشأن كوفيد-١٩، إنه كان هناك اعتقاد شائع في البلاد بين المواطنين والمسؤولين في الحكومة أن الهند لن تشهد موجة ثانية، وبالتالي تخلوا عن الإجراءات اللازمة لمنع تفشي العدوى بعد الموجة الاولى. وأضاف: من الواضح أن السماح بإعادة فتح البلاد، والسفر، وإجراء انتخابات محلية، والتجمعات الدينية، وحفلات الزفاف، تسبب في تفاقم الأزمة.

 

وتفاقمت الأمور بشكل مزعج، بعد إعلان وزارة الصحة الهندية اكتشاف ٧٧١ نوعًا مُختلفًا من فيروس كورونا، بما في ذلك السلالة التي تم تحديدها لأول مرة في المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا والبرازيل، علاوة على المتغير مزدوج التحور أو ما يقول عليه العلماء ” المُتغير الهندي بي 1617″.

 

وقالت وكالة “الأسوشيتيد برس”، إن بعض محارق الجثث زادت من قدرتها الاستيعابية من العشرات إلى أكثر من ٥٠ جثة في وسط مدينة بوبال، مع ذلك قال مسؤولون إنه لا تزال هناك ساعات انتظار طويلة.

 

وقال حفار قبور في أكبر مقبرة إسلامية في نيودلهي، دُفن فيها 1000 شخص خلال الأزمة الوبائية، إن “المزيد من الجثث تصل الآن مقارنة بالعام الماضي.

 

وتنبه مأساة الهند في ظل الوضع المتفاقم لكورونا، أن التخلي عن الاجراءات الاحترازية بعد انتهاء الموجتين الأولى والثانية للوباء، كان ولا يزال خطر شديد على العديد من المجتمعات. فكورونا لم ينته ولكنه يتحور بقوة وبشكل غريب. ويحصد عشرات الآلاف من الضحايا.

التعليقات مغلقة.