نهلة أبو العز تكتب: أيها الموت أنا أقوى منك
قد يكون لكل منا مواقف لا ينساها مع أهله وخاصة أمه، وهذا طبيعي ولكنني لستُ متأكدة أنكم لا تعرفون أمي، لا تعرفون هذه السيدة التي يحمل وجهها لون القمح، وضحكتها هي الشمس، ونظرة عينيها هي الحياة، تبكي في أحزانها بدموع غير مرئية وترفض أن تخدش براءة قلوبنا ونحن صغار، ترفض أن نبكي، ترفض أن نحزن.
أمي ماتت، هذا هو الواقع المسجل في الدفاتر الرسمية للدولة بشهادة وفاة صماء جاحدة لا تعرف الرحمة ولا تدرك أن الست خضرة لا تموت وأنها كانت صاحبة نصيب كبير من اسمها، فهي صاحبة اليد الخضراء على كل من تعرف وصاحبة القلب المفتوح الذي يدخل من أبوابه كل من يمر أمام بيتنا، لن اعترف برحيلك، لن استسلم لحزن يدمي القلب ويترك الروح عارية بلا غطاء، كانت أمي تكره الحزن وتطرده فور وصوله وتغلق في وجهه الأبواب.
يا أيتها الصامدة، الطاهرة، الفاضلة، الخضرا، الشريفة، ارتاحي واطمئني فكلنا بخير وكلنا نعلم انك معنا، لن يسكن الحزن بيوتنا بعدك، وسوف نلتقي يا أمي، ونجلس سويا نتحدث ونضحك. قلبي الذي يعتصره الألم سوف يعود لما كان عليه قريبا فلا تقلقي.
وأنت يا أيها الموت الشامت فيّ، والسكن في جوف الظلام لن اتركك تقتل أحلامي ولا ايامي ولن أصدق انك انتصرت لأنك فقط حق، الحق المر لن يهزمني ولن يجعلني استسلم ولن يضيق صدري المفتوح على العالم، اطمئن واسحب اسلحتك المشهرة في وجهي فأنا بنت الحياة والنور وانت ابن الفناء والظلام.
التعليقات مغلقة.