الشيخ حسام مخلوف يكتب: كيف نستقبل شهر رمضان؟
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
نستقبل شهر رمضان بعدة أمور لأنه شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار وحتى نصل فيه وبعده إلى منزلة التقوى .
الأمر الأول : الدعاء قبله، قال -تعالى-: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)
غافر:60
وقال -صلى الله عليه وسلم- : “الدعاء هو العبادة”
ومدار الدعاء النافع في استقبال رمضان ثلاثة أنواع :
أحدها: دعاء العبد ربه أن يبلغه شهر رمضان، فيدعو الله -عز وجل-: “اللهم بلغنا رمضان”. وثانيها: دعاء العبد ربه أن يوفقه فيها لصالح الأعمال، فيدعو ربه: “اللهم أعنا فيه على الصيام والقيام، وما تحب من سائر الأعمال”
وثالثها: دعاء العبد ربه أن يجعله فيه من المقبولين، وأن يختم له بالعتق من النيران، فيدعو ربه قائلا: “اللهم اجعلنا في رمضان من المتقبلين، واختم لنا بالعتق من النيران”
والأمر الثاني:
في استقبال رمضان بالنية الخالصة
على عمل الخير بأن يجمع العبد قلبه على أن يعمل في رمضان الصالحات، قال الله -تعالى-: (قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) الحجرات:16
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إنما الأعمال بالنيات”
وكان الإمام أحمد يقول لابنه عبد الله: “يا عبد الله، انو خيرا؛ فإنك وإن لم تعمل فنيّة الخير لك عمل”
* والنية النافعة:*
في استقبال رمضان نوعان:
المزيد من المشاركات
نية مجملة
بأن ينوي أن يستكثر فيه من الخيرات، ونية مفصلة بأن ينوي العبد فيه أنواعا يحددها في قلبه من صيام وقيام وقراءة قرآن وصدقة وإحسان.
والأصل الثالث:
أن يهيئ العبد نفسه ويبصرها بأن منفعة العمل فيه صالحة لنفسه، فينبغي عليه أن يغتنم ما وسع الله فيه، وفسح من أجَله، وما أبقى له من قوته، في الأعمال الصالحة، يحركه إلى ذلك قوله -تعالى-: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا)
فصلت:46
وقوله -سبحانه-: (فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا) الأنعام:104
وقوله -سبحانه-: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) الشمس:9-10
وقوله -سبحانه-: (فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا) الزمر:41
واعلموا -رحمكم الله- أن العبد إذا عقد عزمه على ذلك معرفا نفسه بأن الخير لنفسه، وإذا اكتسب شرا فعليها، بعثه ذلك إلى اغتنام أوقات رمضان بما يقربه إلى الله -سبحانه وتعالى-، وكانت تلك النية سدا منيعا يحوطه من السيئات.
والأصل الرابع:
أن يهيئ نفسه بمعرفة أحكام الصيام، قال -تعالى-: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ) النساء:125
أي: لا احد أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله مخلصا، وكان محسنا في دينه. والإحسان في الدين يكون بالسلوك فيه وفق سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
والقادم إلى رمضان يحتاج إلى تعريف نفسه بأحكام الشرع في رمضان، فيتعلم ما يتعلق فيه بأحكام الصيام وغيرها، حتى إذا عمل كان عمله صوابا؛ فإن العبد يجب عليه أن يقدم بين يدي ما يجب عليه من العمل العلم الذي يتعلق بذلك العمل، فمن وجب عليه صيام رمضان وجب عليه أن يتعلم ما يتعلق به من الأحكام .
بهذا وغيره من أبواب الخير يستقبل المسلم شهر الخيرات والبركات …
اللهم وفقنا بفضلك وكرمك ورحمتك فى هذا الشهر إلى ما تحب وترضى من الأقوال والأعمال إنك يا ربنا سميع قريب مجيب الدعوات.
– ا
لشيخ حسام السيد مخلوف.. إمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف .
التعليقات مغلقة.