فشل مفاوضات سد النهضة | قراءة خاصة في ملف ملغم.. سيناريوهات المستقبل
المحرر العام
ماذا ستفعل مصر بعد فشل مفاوضات سد النهضة، في كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية رسميا؟ وإعلان ذلك عبر وزير خارجية مصر والوفد السوداني الرسمي المشارك في المفاوضات؟
ما الخطوة القادمة تجاه التعنت الإثيوبي في قضية حيوية لمصر؟ هل يمكن لوجهة النظر الإثيوبية الأحادية ان تسود في هذا الملف؟
وإذا كان ذلك مستحيلا وغير مقبول على الإطلاق من دولتي المصب مصر والسودان.. فماذا بعد؟!
أسئلة عديدة تسارعت على الساحة الاقليمية والدولية، خلال الساعات الأخيرة، بعد اعلان رسمي بتعثر مفاوضات كينشاسا في الكونغو على مدى يومين، ثم زفّ الأنباء بفشلها.
وفي الوقت الذي يروج فيه مغامرون، لفكرة الحرب أو ادارة القضية بشكل عسكري. يرى مراقبون وخبراء، أن القضية حساسة للغاية وليست “وقتية” ولكن قضية المياه قضية ممتدة اليوم وللأبد، ولابد من حسابات دقيقة للغاية.
لكن في كل الأحوال.. هناك سيناريوهات عدة، امام مصر، في حال وجود أي ضرر بالأمن المائي لمصر وفق ما قاله نصا، وزير الخارجية سامح شكري.
وكانت قد فشلت المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا، والتي عقدت على مدار أيام في كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية، في تحقيق أي تقدم نحو حل أزمة سد النهضة.
من جانبها قالت وزارة الخارجية الإثيوبية، في بيان نشرته “سكاي نيوز عربية، إنه لا يمكن لأديس ابابا الموافقة على أي اتفاق بشأن سد النهضة يحرم إثيوبيا من حقوقها المشروعة في استغلال مياه نهر النيل، على حد زعمها.
وفي بيان صحفي لوزارة الخارجية الاثيوبية، أعلنت إثيوبيا عزمها المضي في الملء الثاني لسد النهضة في يوليو المقبل، واتهمت مصر والسودان بتقويض المفاوضات!!
وأشارت الخارجية الإثيوبية في بيانها، إلى أنها تتوقع استئناف المباحثات الثلاثية، حول سد النهضة خلال الأسبوع الثالث من أبريل الجاري بناءً على دعوة رئيس الاتحاد الأفريقي.
على الجهة الأخرى، قال فريق التفاوض السوداني حول سد النهضة الإثيوبي،وفق ما نشرته “سكاي نيوز عربية”، إن تعنت إثيوبيا في سد النهضة، يفتح كافة الخيارات لحماية أمن ومواطني السودان وفقا للقانون الدولي.
وقال الوفد السوداني في بيان نصه: رفضت إثيوبيا بإصرار كل الخيارات البديلة والحلول الوسطى التي تقدم بها السودان لمنح دور للشركاء الدوليين ممثلين في الامم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة في تسهيل التفاوض والتوسط بين الأطراف الثلاث.
وأضاف البيان: أصرت إثيوبيا على مواصلة التفاوض بنفس النهج القديم الذي تم تجريبه منذ يونيو 2020 دون جدوى والا يتابع المفاوضات سوى مراقبين يكتفون بالاستماع ولا يحق لهم التقدم بأي فكرة، أو مقترح لمساعدة المتفاوضين.
وأوضح البيان، طرح السودان مقترح الوساطة الرباعية بعد ثلاثة أشهر من توقف المفاوضات لتعزيز منهجية التفاوض التي لم تحرز أي نجاح خلال دورة الاتحاد الافريقي السابقة.
وأكد السودان، وفقا للبيان، خلال الاجتماع على خطورة الإجراءات الآحادية الجانب، خاصة بعد تجربة الملء الأول في يوليو الماضي التي الحقت أضرارا فادحة بالسودان تمثلت في شح مياه الري والشرب حتى في العاصمة الخرطوم عندما احتجزت إثيوبيا 3.5 مليار متر مكعب من المياه خلال أسبوع واحد فقط دون إخطار السودان مسبقا، في حين أنه من المتوقع تخزين 13.5 مليار هذا العام حسب الخطط المعلنة من الجانب الاثيوبي، وشدد السودان على ان هذا مهدد حقيقي لا يمكن قبوله.
أما من الناحية المصرية، فقد جاءت الردود المصرية قوية وحاسمة تجاه هذه القضية الخطيرة..
وصرح السفير أحمد حافظ، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أن المفاوضات لم تحقق أي تقدم ولم تفض إلى اتفاق حول إعادة إطلاق المفاوضات، إذ رفضت إثيوبيا المقترح الذي قدمه السودان وأيدته مصر بتشكيل رباعية دولية، تقودها جمهورية الكونغو الديمقراطية التي ترأس الاتحاد الإفريقي للتوسط بين الدول الثلاث.
وأكدت الخارجية، أن إثيوبيا رفضت كذلك خلال الاجتماع كافة المقترحات والبدائل الأخرى، التي طرحتها مصر وأيدها السودان، من أجل تطوير العملية التفاوضية لتمكين الدول والأطراف المشاركة في المفاوضات كمراقبين من الإنخراط بنشاط في المباحثات، والمشاركة في تسيير المفاوضات وطرح حلول للقضايا الفنية والقانونية الخلافية.
من جانبه قال وزير الخارجية، سامح شكري، إن كل ما تم تداوله من أطروحات مختلفة بشأن أزمة سد النهضة، كانت دائما تجد رفض من الجانب الإثيوبي، وصل إلى درجة التنصل للإجراءات التى نشأت على أساسها المفاوضات منذ البداية. وقال شكري، إن مصر ستتخذ ما تراه ملائما فى الفترة المقبلة لحماية الأمن القومي المائى، ولمنع وقوع ضرر على حصة مصر فى المياه.
وشدد سنتحرك سياسيا فى كل المسارات، فى إطار علاقتنا مع شركائنا الدوليين وكل هذه المراحل بتنسيق وثيق مع أشقائنا فى السودان بسبب وحدة الهدف والمصير.
وأضاف شكرى، فى مداخلة هاتفية لبرنامج “كلمة أخيرة” الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي، على شاشة ON، أن مصر لم تحاط علما ولم يطرح رئيس الاتحاد الأفريقي خلال الاجتماع اليوم أي مواعيد لاستئناف المفاوضات، متابعا: “مصر كانت حريصة على إعطاء الاتحاد الإفريقي كل الصلاحيات ويكون هو القائد لهذه المسيرة ويستعين بما يراه ملائما بما يدعم هذه الجهود، ولكن كان هناك إعاقة من قبل الجانب الإثيوبي لهذه المفاوضات.
في السياق ذاته، قال سامح شكرى وزير الخارجية، أن مصر ستتحرك إذا لحق بها أي ضرر مائي جراء سد النهضة، مشيرا إلى أن القاهرة لديها سيناريوهات مختلفة لحماية أمنها المائى.
وقال “شكري” في تصريحات لقناة “العربية”، مصر لن تقبل بأي ضرر مائي يقع على مصر أو السودان، مضيفا: لم نلمس إرادة سياسية جدية لدى إثيوبيا لحل عقدة سد النهضة، الجانب الإثيوبي حاول التنصل من أي التزام بشأن سد النهضة.
وأشار شكري، إلى أن الإطار السابق للتفاوض أثبت عقمه منوها بمحاولة تقديم إطار جديد للتفاوض، مضيفا: رغم المرونة لدى مصر والسودان إلا أن إثيوبيا أجهضت الجهود.
والخلاصة.. إثيوبيا تتعنت في حل عقدة سد النهضة، ودون اجتزاء أو سيناريوهات جزافية، او اطروحات خيالية، فإن الأسابيع القادمة ستشهد تحركات مختلفة كلية في هذه القضية الشائكة، لايمكن لاحد أن يحدد ماهيتها الآن. خصوصا وإنه لا يزال باقي أكثر من ثلاثة اشهر على موعد الملء الثاني لسد النهضة وفق ما تتصوره إثيوبيا.
التعليقات مغلقة.