إبراهيم شعبان يكتب: موكب الخلود.. دروس المومياوات الملكية
جاء الاحتفال المبهر، بنقل 22 ملكا وملكة من فراعنة مصر العظام من المتحف المصري، إلى العرش الجديد في متحف الحضارة بالفساط، ليثير دهشة وإعجابا عالميا كبيرا، بروعة الآثار المصرية، وروعة ملوك مصر قبل آلاف السنين، الذين استطاعو بعبقريتهم الفريدة أن يحفظوا لأنفسهم ولأحفادهم معنى الخلود عبر العالم.
فلأول مرة في التاريخ، آثار مصر العظيمة، تحكي بصوت حي مسموع، فترات تاريخية مدهشة وتسرد ملاحم وبطولات وقصصا فريدة للتاريخ الإنساني.
أعجبت وانبهرت كما انبهر مئات الملايين حول العالم، بحفل نقل المومياوات الملكية، وهو حفل ضخم يليق بمصر، ونادر التكرار على مدى التاريخ، وسعدت وافتخرت بمصريتي الغالية، والعالم كله ينتظر لحظة الإطلال الملكية الرائعة.. حقا إنها لحظة يفتخر بها 100 مليون مصري ويزيدون.
وبهذه المناسبة، أستطيع أن أعدد بعض الدروس المستفادة من هذا الحدث الجلل:-
في مقدمتها، قدرة القوة الناعمة لمصر في آثارها وفي حضارتها في غزو قلوب الجميع وسحر عقولهم، وإجبار الكل على الإنصات لما تقوله مصر.
إن المذيعين العرب والأجانب، والمراسلين والصحفيين، الذين نقلوا لبلدانهم الحفل العظيم، سردوا الكثير عن بطولات وملاحم وقصص ملوك مصر العظام وآثارهم الخالدة، والكل استمع وانصت لحكايات الفراعنة الخالدون.
هذا يدفعنا الى تنظيم مزيد من هذه الاحتفالات الفرعونية المدهشة، وانتظار مناسبات كبرى ضخمة مثل عملية نقل الملوك هذه لنعيد تذكير العالم بحضارتنا.
لفت نظري مدى اشتياق العالم، لمعرفة الكثير والكثير عن الحضارة المصرية، التي تعتبر الحضارة الحية حتى اللحظة في قلوب العالم، فالجميع يعرفون توت عنخ آمون والجميع يسردون فصولا من حياة رمسيس الثاني، وتمثال أبو الهول والملكة حتشبسوت والملك أحمس.
فلماذا لا نستغل هذا الزخم حول الحضارة المصرية العريقة بمزيد من الكتب العلمية، والرسائل الموجزة للعالم حول ما صنعه المصريون في الماضي، وما يعيش مبهرا حتى اللحظة في الحاضر.
لفت نظري ونظر مئات الملايين حول العالم، أن الإبداع فقط هو الذي يعيش، وأن الخلود يكون للفن.
لفن التحنتيط وفن الحكم والأهرامات والمعابد والمسلات والمقابر الفرعونية العظيمة، إنها حياة الدار الأخرة التي خططوا للخلود فيها، وكتبوها على جدران معابدهم، ونجحوا في ذلك قبل آلاف السنين.
ثقافة مصر هى جواز مرورها للعالم، وحضارتها الشامخة هى التي علمت الدنيا وحفزتها للإبداع باعتبارها أحد أقدم الحضارات على كوكب الأرض.
ولذلك فلا يجب، أن تختصر لحظة موكب المومياوات الملكية، على الفرحة والدهشة والإعجاب والسعادة والفرحة، على هذه الساعات التي تم فيها “نقل الملوك” من المتحف المصري لمتحف الحضارة بالفسطاط، ولكن يجب أن تتواصل للواقع الان بمزيد من الدعم للثقافة والفن والإبداع المصري، ومعرفة أن قوة مصر الحقيقية في قواها الناعمة التي تعلوا الجميع.
التعليقات مغلقة.