قامت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، والدكتور طارق رحمي، محافظ الغربية، والسيد إيريك أوشلان، مدير الفريق الفني للعمل اللائق لدول شمال أفريقيا ومدير مكتب منظمة العمل الدولية لمصر وأريتريا، صباح اليوم، بتفقد ومتابعة ما تم تحقيقه في إطار المرحلة الأولى من مشروع «روابط»، لتنمية سلاسل القيمة بقطاع الألبان بمحافظة الغربية، والتي تم تنفيذها في إطار مشروع تشغيل الشباب في مصر: خلق فرص عمل وتنمية القطاع الخاص في المناطق الريفية في مصر (روابط)، والذي يتم تنفيذه بالشراكة بين وزارة التعاون الدولي ومنظمة العمل الدولية، بتمويل من وزارة الخارجية النرويجية.
وتأتي الزيارة في إطار الدور الذي تقوم به وزارة التعاون الدولي، لمتابعة تنفيذ المشروعات الممولة من شركاء التنمية، للتأكد من تحقيق النتائج المخطط لها؛ وتضمنت الزيارة التفقدية، جولة ميدانية بالمركز الخدمي لتجميع الألبان “الفرعونية” الذي تم تطويره من خلال مشروع «روابط»، وفقاً للمعايير والاشتراطات القياسية، ليصبح مركزًا متكاملا لتجميع الألبان، وتقديم خدمات الإرشاد الزراعي والتغذية والخدمات البيطرية وتوفيرها لصغار المزارعين/ منتجي الألبان؛ بجانب زيارة عدد من صغار المزارعين/ المربين/ منتجي الألبان المشاركين في مشروع “روابط” والذين تم دعمهم بأنشطة بناء القدرات في مجالات إدارة الماشية من الأبقار، وجودة الألبان، والأعلاف الحيوانية، والمشكلات البيطرية، وكذلك جولة إلى موقع إنشاء وحدة من وحدات الغاز الحيوي (البيوجاز) التي يتم تنفيذها في إطار مشروع “روابط” لدى عدد من المربين المشاركين في المشروع، وذلك لما لهذه الوحدات من عوائد اقتصادية واجتماعية وبيئية تسهم في دعم تحقيق تنمية ريفية مستدامة.
في هذا السياق وجهت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، التهنئة لفرق العمل التي قامت بتنفيذ المشروع والمستفيدين من صغار المزارعين وشركات القطاع الخاص المستفيدة، على انتهاء المرحلة الأولى، من مشروع تنمية سلاسل القيمة في قطاع الألبان، مؤكدة أن المشروع يعكس اهتمام الدولة بتحقيق التنمية الاقتصادية في المجتمعات الريفية، بما يحسن الأحوال المعيشية للمزارعين، ويحسن قدراتهم الإنتاجية.
وأوضحت وزيرة التعاون الدولي، أن أهمية المشروع تكمن في قدرته على الربط بين كافة أطراف منظومة إنتاج وتداول وتصنيع الألبان بدءا من المزارعين مرورًا بموردي الأعلاف ومقدمي خدمات الرعاية الصحية البيطرية إلى المصنعين، لخلق قيمة مضافة وتعظيم العائد لأصحاب المشروعات، وصغار الفلاحين، بما يعزز فكر سلاسل القيمة ويحقق التنمية المستدامة.
وأشارت «المشاط»، إلى حرص وزارة التعاون الدولي، على عقد الشراكات الناجحة مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، لتنفيذ المشروعات التي تنعكس إيجابًا على تنفيذ أجندة التنمية الوطنية، ودعم تنفيذ مستهدفات الدولة فيما يتعلق بتنمية المجتمعات الزراعية والريفية وخلق فرص العمل وتحفيز مشاركة القطاع الخاص، لافتة إلى أن الشراكة مع منظمة العمل الدولية لتنفيذ مشروع «روابط» تؤسس لنموذج يمكن أن يحتذى به في تنمية سلاسل القيمة في مختلف القطاعات من خلال المشاركة الفعالة بين الأطراف ذات الصلة، حيث تم من خلال مشروع روابط خلق شراكات ناجحة بين الدولة وشركاء التنمية والقطاع الخاص وصغار المزارعين من أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، بما يعنكس على تنمية منظومة الألبان.
وقالت إن النجاح الذي حققه المشروع في مرحلته الاولى؛ سيستمر في المراحل اللاحقة لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة للمزارعين وصناعة تجميع الألبان في محافظة الغربية، مشيرة إلى أن الشراكة الناجحة مع منظمة العمل الدولية، تأتي في إطار الدور الذي تقوم به وزارة التعاون الدولي، لدفع التعاون متعدد الأطراف، من خلال مبادئ الدبلوماسية الاقتصادية.
من ناحيته أشاد الدكتور طارق رحمي، محافظ الغربية، بتجربة مشروع روابط لتنمية سلاسل القيمة في قطاع الألبان بالمحافظة، واصفًا التجربة بالثرية التي انعكست على إنتاجية المحافظة من الألبان، وساهمت في تحسين أحوال صغار المزارعين.
وأشار رحمي، إلى أن محافظة الغربية من أكثر محافظات الجمهورية إنتاجًا للألبان، وتعد الصناعة من الصناعات الاستراتيجية التي تسهم في تعزيز فرص العمل، وترتبط بها العديد من الصناعات الأخرى، موجهًا لشكر لوزارة التعاون الدولي ومنظمة العمل الدولية للدور الحيوي في إنجاح المشروع بما ينعكس على الجهود التنموية التي تتم في المحافظة.
من جانبه، أكد السيد/ إيريك أوشلان – مدير الفريق الفني للعمل اللائق لدول شمال أفريقيا ومدير مكتب منظمة العمل الدولية لمصر وأريتريا، أن تحقيق التنمية الريفية من خلال تعزيز العمل اللائق كان ولا يزال أحد مجالات العمل ذات الأولوية لمنظمة العمل الدولية منذ تأسيسها في عام 1919، مستغلة في ذلك خبراتها المتراكمة وآليات تطوير سلاسل القيمة، حيث أن المجتمع الريفي يتمتع بإمكانات هائلة لخلق وظائف لائقة ومنتجة تسهم في تحقيق تنمية مستدامة ونمو اقتصادي.
وأضاف أوشلان، أن مشروع منظمة العمل الدولية “روابط” قام بتحديد قطاع الألبان واختياره كأحد القطاعات التي تتمتع بإمكانات عالية للنمو الشامل وخلق فرص عمل لائقة، ولاسيما أن قطاع الألبان يمثل عنصراً رئيسياً في الاقتصاد الريفي في مصر باعتباره من الأنشطة الأساسية التي تقوم بها الكثير من الأسر في المجتمعات الريفية.
وفي ذات السياق صرحت السيدة/ نشوى بلال، مديرة مشروع منظمة العمل الدولية “تشغيل الشباب في مصر: خلق فرص عمل وتنمية القطاع الخاص في مصر (روابط)” بأن المشروع، ومبادرته لتنمية سلسلة القيمة لقطاع الألبان، يعمل على تيسير إقامة روابط فعالة بين كافة الأطراف الفاعلة، بما في ذلك صغار المزارعين/ المربين/ منتجي الألبان في مجال انتاج وتداول وتصنيع الألبان في عدد من القرى المختارة في دلتا مصر، بهدف تحسين ورفع كفاءتهم وتمكينهم اقتصادياً، وبما يدعم مصادر رزقهم، فضلاً عن تعزيز التنمية الريفية بوجه عام.
وأكدت أن مبادرة ربط سلاسل القيمة بقطاع الألبان، يتثل عاملاً أساسيًا في وضع نظام مستدام، يتمكن جميع الأطراف الفاعلة من خلاله من إضافة القيمة، ومن ثم، تحقيق مكاسب عادلة، كما أن لها دور حيوي في تأمين هيكل شامل يتمكن فيه جميع أصحاب المصلحة من المشاركة وتحقيق الاستفادة، موضحة أن المبادرة يتم تنفيذها بالتعاون مع شركة شمال أفريقيا لتنمية الأعمال الزراعية (North Africa for Agribusiness Development – NAAD).
وتابعت: خلال عام ونصف هي فترة المرحلة الأولى من المشروع، تم خلالها تقديم الدعم اللازم من أنشطة تدريبية ورعاية صحية لما يزيد عن 200 مزارع وما يقرب من 1000 من الأبقار، وتعزيز ربطهم بمركز الخدمي لتجميع الألبان “الفرعونية” الذي قام المشروع بتطويره وتزويده بالدعم الفني خلال تلك الفترة، لتصبح المبادرة نموذجا ناجحا، يمكن الاسترشاد به وتعميمه وتوسيع نطاقه من خلال مبادرات أخرى وبالتعاون مع الجهات الوطنية الشريكة.
ويعد مشروع تشغيل الشباب في مصر: خلق فرص عمل وتنمية القطاع الخاص «روابط» يتبع منظمة العمل الدولية وتموله الحكومة النرويجية بقيمة 3.78 مليون دولار، ويتم تنفيذه بالشراكة مع وزارة التعاون الدولي، حيث تم توقيع البروتوكول في أبريل 2018، ويهدف إلى تنمية سلسلة القيمة، من خلال الاستفادة من خبرات منظمة العمل الدولية وتجربتها في تعزيز العمل اللائق في الاقتصاد الريفي، والبناء على المبادرات السابقة التي ركزت على الريف في مصر وفي بلدان أخرى.
جدير بالذكر أن وزارة التعاون الدولي، قامت خلال 2020، بإبرام اتفاقيات تمويل تنموي من خلال الشراكات الدولية لتعزيز الأمن الغذائي وتنمية القرى الأكثر احتياجًا بقيمة 100 مليون دولار، مع العديد من الشركاء وهم الوكالة الفرنسية للتنمية والولايات المتحدة الأمريكية وصندوق الأوبك للتنمية الدولية وألمانيا والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.
التعليقات مغلقة.