صوت الملكة .. قصة قصيرة للكاتبة نهلة أبو العز
نظر لكل السيارات الحديثة بشغف وحب، يحفظ أسمائها عن ظهر قلب، حلمه أن يمتلك سيارة جديدة لم يمسسها بشر، و كعادته وهو يسير في الشارع يشتهي السيارات المارة في الطريق سمع أصوات غريبة، كأنها أصوات من غرفة فارغة لها صدى صوت وتردد يعيد الكلمة، كان أحد هذه الأصوات يقول: هل سنتتقل ومعنا كل ثرواتنا؟
– ربما، وربما اخذ أحدهم ما كان في المقبرة
– هل سنظل معًا هناك؟
– اتمنى فقد اعتدتُ على ذلك؟
– متعبين هؤلاء الأحفاد، يتعاملون معنا على اساس اننا جواهر مكنونة ولكننا مجرد جثث مدفونة.
صوت آخر رد من بعيد، كأنه صوت امرأة: انتم فعلا جواهر والأحفاد يعرفون ذلك.
انقطع الصوت، ساد الصمت، وعادت السيارات تمر أمامه في ميدان التحرير ولكن لم يعد مهتمًا بها، كان يسترق السمع ربما يعود الحديث، وفعلا عاد الحديث، كان صوت المرأة: أخذوا كل ممتلكاتي، وعروضوني في صندوق زجاجي، كتبوا عليه تفاصيل معروفة عني ونسوا أن يكتبوا مشاعري لحظة الموت، كنتُ خائفة جدا ولا أرغب في الذهاب للعالم الآخر ولكن لم أستطع ان امنع الموت الذي اقترب مني هامسًا : هيا.
اليوم سوف اترك هذا الصندوق الزجاجي وارحل لصندق جديد، ليس لي في الأمر شيء، أصبحت مثل الدمية وأنا في زماني كنت ملكة تحكم مصر.
لم يرد عليها احد، ولكن كان هناك صوت شجن، وصوت فرح، الشجن من داخل المتحف، والفرح من خارجه، و الموكب يسير نحو السكن الجديد للملوك القدامى، العالم كله منبهر يحتفل بحدث جلل، إلا هو ذاك الحفيد الذي كان يتمنى سيارة جديدة أصبح يتمنى ان يسكن معهم في صندوق زجاجي ليسمع اكثر عنهم.
صوت الملكة
ينظر لكل السيارات الحديثة بشغف وحب، يحفظ أسمائها عن ظهر قلب، حلمه أن يمتلك سيارة جديدة لم يمسسها بشر، وكعادته وهو يسير في الشارع يشتهي السيارات المارة في الطريق سمع أصوات غريبة، كأنها أصوات من غرفة فارغة لها صدى صوت وتردد يعيد الكلمة، كان أحد هذه الأصوات يقول: هل سنتتقل ومعنا كل ثرواتنا؟
– ربما، وربما أخذ أحدهم ما كان في المقبرة.
– هل سنظل معًا هناك؟
– أتمنى فقد اعتدتُ على ذلك؟
– متعبين هؤلاء الأحفاد، يتعاملون معنا على أساس أننا جواهر مكنونة ولكننا مجرد جثث مدفونة.
صوت آخر رد من بعيد، كأنه صوت امرأة: أنتم فعلا جواهر والأحفاد يعرفون ذلك.
انقطع الصوت، ساد الصمت، وعادت السيارات تمر أمامه في ميدان التحرير ولكن لم يعد مهتمًا بها، كان يسترق السمع ربما يعود الحديث، وفعلا عاد الحديث، كان صوت المرأة: أخذوا كل ممتلكاتي، وعروضوني في صندوق زجاجي، كتبوا عليه تفاصيل معروفة عني ونسوا أن يكتبوا مشاعري لحظة الموت، كنتُ خائفة جدا ولا أرغب في الذهاب للعالم الآخر، ولكن لم أستطع أن أمنع الموت الذي اقترب مني هامسًا: هيا.
اليوم سوف أترك هذا الصندوق الزجاجي وأرحل لصندق جديد، ليس لي في الأمر شيء، أصبحت مثل الدمية وأنا في زماني كنت ملكة تحكم مصر.
لم يرد عليها أحد، ولكن كان هناك صوت شجن، وصوت فرح، الشجن من داخل المتحف، والفرح من خارجه، و الموكب يسير نحو السكن الجديد للملوك القدامى، العالم كله منبهر يحتفل بحدث جلل، إلا هو ذاك الحفيد الذي كان يتمنى سيارة جديدة أصبح يتمنى أن يسكن معهم في صندوق زجاجي ليسمع أكثر عنهم.
التعليقات مغلقة.