Take a fresh look at your lifestyle.

هبة حرب تكتب: ما بين التجديد وضرب الثوابت.. الهدف العقيدة

87

بقلم : هبة حرب

يثير من يطلقون على أنفسهم مجددين أو مستنيرين بين الآن والآخر، الجدل حول قضايا تمس العقيدة الإسلامية والمسائل الشرعية، وذلك من خلال إبداء آراء شاذ خلاف ما اتفق بشأنه كبار الأئمة والفقهاء.

حيث يخرج البعض منهم ، يتحدث عن التجديد، داعياً أن الوقت الراهن يتطلب ضرورة تساوي الذكر والأنثى في الميراث، تحت مبررات واهية، ضاربين بذلك عرض الحائط بالنص القرآني ، الذي فصل بشكل واضح النصاب الشرعي لكل وريث في التركة.

فيما يخرج البعض منهم، للتشكيك بل والتطاول أحياناً على الأئمة الأوائل، والطعن في أساليب جمعهم للأحاديث النبوية الشريفة، وتفسيرهم لبعض النصوص وآرائهم الفقهية، وما يثير الاشمئزاز أن بعض المشككين لا يستطيعون قراءة بعض النصوص بشكل صحيح لغوياً، وهو ما يجعلنا نتسأل حول كيف نلتفت لآرائكم المجددة ، في مسائل لا تستطيعون قراءتها بشكل صحيح.

وبين ذلك وذاك يحتج المتشدقين بالتجديد، ضد حق المفتي العام للجمهورية، بالحق في إعلان غرة شهر رمضان وموعد اول ايام عيد الفطر، وفقاً للرؤية الشرعية، إذا لم تتوافق مع الحسابات الفلكية، متناسين عن عمد الحديث الشريف المشرع بأن الصوم والإفطار يكون وفقاً لرؤية الهلال.

وما بين رؤية الهلال والدعوة للمساواة في الميراث، فإن هدف المجددين من وراء شعارات التجديد، هو ضرب العقيدة الإسلامية، والتشكيك في ثوابت الدين الإسلامي، حيث أنهم لم يختلفوا في مسائل فقهية فرعية ، بل يسعون لضرب الثوابت، بداعي التجديد و مجاراة المتغيرات الزمانية ، وكأن الدين الإسلامي أرسل ليتناسب مع حقبة زمانية دون غيرها، متناسين أن الله بعث رسوله الكريم رحمة للعالمين.

والغرض هو تمريق الأمور الشرعية، و إحداث التشكيك في ثوابت العقيدة، من أجل ضرب أعمدة الدين الإسلامي الممثلة في السنة النبوية والقرآن الكريم، لينتهي الأمر أن يصبح الإسلام غريب بين مسلمين لا يفقهون شيء عن دينهم الصحيح.

وكل هذا والتشكيك في الدين الإسلامي، ليس محض صدفة، بل هو جزء رئيسي من المخطط الكبير، الساعي إلى خلق الدين العالمي الجديد أو الدين الإبراهيمي كما يسميه البعض، هو الذي يدعي إلى توحيد الديانات السماوية الثلاثة تحت مظلة دينية واحدة تحتوي الثلاث ديانات.

والخلاصة أن الهدف ليس التجديد، بل الهدف هدم الدين الإسلامي، وأبعاد الناس على صحيح الدين، و خلق دين يتناسب مع أفكارهم و مخططهم، لخلق أجيال من المسلمين لا يعرفون عن الإسلام سواء اسمه، أبعد ما يكون عن تعاليمه السمحة، وأركانه ودعواته التي أنزلت رحمة للعالمين.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.