Take a fresh look at your lifestyle.

الدكتور وليد عتلم يكتب: حول القمة الثلاثية بشأن تطورات قطاع غزة

30

بقلم – الدكتور وليد عتلم

في ظل الظروف الدقيقة والتطورات المتسارعة في قطاع غزة، التي تشهد تصعيدًا غير مسبوق في الأعمال العسكرية والمجازر التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون، أؤكد على أهمية القمة الثلاثية التي جمعت بين فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون، وجلالة الملك عبد الله الثاني، والتي تأتي في وقت بالغ الحساسية على الصعيدين الإقليمي والدولي. هذه القمة تمثل خطوة هامة نحو تعزيز التنسيق السياسي بين الدول الثلاث بهدف معالجة الأزمة الحالية وتقديم الدعم الضروري للشعب الفلسطيني.

لقد أثبتت الدول الثلاث، مصر وفرنسا والأردن، من خلال هذا الاجتماع الحاسم، التزامها العميق والمستمر في دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر في قطاع غزة. لقد شكلت القمة منصة حوار أساسية، ليس فقط لتبادل الرؤى حول سبل التوصل إلى حلول سياسية عاجلة، بل أيضاً لتنسيق مواقف استراتيجية تعكس عزم الدول على الحفاظ على الأمن والسلام في المنطقة. كما تم التأكيد على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لحماية المدنيين الفلسطينيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، خاصة في ظل الوضع المأساوي الذي يعيشه قطاع غزة جراء الحصار والحروب المتتالية.

لقد شكلت القمة منصة حوار أساسية، ليس فقط لتبادل الرؤى حول سبل التوصل إلى حلول سياسية عاجلة تنقذ الشعب الفلسطيني، بل أيضاً لتنسيق مواقف استراتيجية تعكس عزم الدول على الحفاظ على الأمن والسلام في المنطقة. وفي هذا السياق، تم التأكيد على أهمية التحرك العاجل لإيجاد حل سياسي شامل ومستدام للقضية الفلسطينية، يرتكز على احترام حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على أراضيه.

إن التطورات الأخيرة في غزة، والتي شهدت تصعيدًا غير مسبوق في الأعمال العسكرية الإسرائيلية، تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته التاريخية في السعي نحو تحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. ومن هنا، فإن دعم حقوق الشعب الفلسطيني، وإدانة الممارسات الإسرائيلية غير الإنسانية، وتأكيد ضرورة رفع الحصار المفروض على غزة، كانت من أبرز النقاط التي تم التأكيد عليها في هذه القمة. كما جدد المجتمعون التزامهم الكامل بالتوصل إلى تسوية سلمية تحقق العدالة للفلسطينيين وتضمن حقهم في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

كما أن التنسيق بين قادة الدول الثلاث في هذا السياق يعكس الرغبة الأكيدة في تعزيز العمل العربي المشترك، والذي أضحى ضرورة ملحة في مواجهة التحديات الإقليمية الراهنة. وقد أثبتت مصر والأردن، بقيادة حكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبدالله، وكذلك فرنسا، بقيادة الرئيس إيمانويل ماكرون، استعدادها الكامل للعمل من أجل تحقيق السلام والعدالة للشعب الفلسطيني. هذا التنسيق يعد نموذجًا حقيقيًا للعمل المشترك بين الدول العربية والدول الكبرى التي تسعى إلى دعم استقرار المنطقة وحل القضايا العالقة التي تؤثر على الأمن الإقليمي والدولي.

إن هذه القمة تأتي في وقت تتعثر فيه جهود السلام في المنطقة، وتستمر الممارسات الإسرائيلية التي تؤدي إلى تفاقم معاناة الشعب الفلسطيني. مما يفرض على المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول الكبرى، أن يتحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية في الضغط على إسرائيل لوقف الهجمات العسكرية، وإنهاء الحصار، والعمل الجاد من أجل التوصل إلى حل دائم ينهي الصراع ويحقق السلام الشامل والعادل في المنطقة.

وفي الختام، أتوجه بالدعوة إلى كافة الأطراف الدولية للعمل على دعم هذا المسار الدبلوماسي الهادف إلى إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وتحقيق تسوية سلمية تضمن له حقوقه المشروعة في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. إن حزب الجيل الديمقراطي يثمن عالياً هذا الجهد المشترك بين مصر وفرنسا والأردن، ويؤكد على أن دعم القضية الفلسطينية هو أولويتنا الكبرى، ونعبر عن تضامننا الكامل مع الشعب الفلسطيني في هذه اللحظة التاريخية الفارقة التي تحدد ملامح المستقبل للمنطقة بأسرها.

الدكتور وليد عتلم – رئيس لجنة السياسات العامة بحزب الجيل الديمقراطي

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.