مرض هاشيموتو هو اضطراب مناعي ذاتي يؤدي إلى التهاب الغدة الدرقية، مما يتسبب في انخفاض قدرة الغدة على إنتاج الهرمونات الدرقية الأساسية مثل T3 و T4. هذه الهرمونات لها دور كبير في تنظيم التمثيل الغذائي، الطاقة، و النمو، وعندما تقل كميات هذه الهرمونات، قد يتسبب ذلك في ظهور أعراض مثل التعب، زيادة الوزن، الاكتئاب، جفاف الجلد، و مشاكل في الذاكرة والتركيز.
على الرغم من أن العلاج الدوائي، مثل الثيروكسين، يعد العلاج الأساسي لمرض هاشيموتو، إلا أن التغذية السليمة تلعب دورًا مهمًا في تحسين الأعراض ودعم صحة الغدة الدرقية.
1. أهمية اليود في التغذية لمرضى هاشيموتو
اليود هو عنصر أساسي لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية، لكن من المهم أن يتم استهلاكه بشكل معتدل. في بعض حالات مرض هاشيموتو، قد يكون نقص اليود أو زيادة اليود مشكلة. بينما يكون النقص في اليود مرتبطًا بتقليل قدرة الغدة الدرقية على إنتاج الهرمونات، فإن زيادة اليود قد تكون ضارة خاصة للمرضى الذين يعانون من التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو. لذلك يجب استشارة الطبيب حول الاحتياج الشخصي لليود.
2. أهمية السيلينيوم هو معدن مضاد للأكسدة يساعد في تقوية الوظائف المناعية وتقليل الالتهابات.
تشير بعض الدراسات إلى أن السيلينيوم يمكن أن يساعد في تحسين وظيفة الغدة الدرقية لدى مرضى هاشيموتو. يتواجد السيلينيوم بشكل طبيعي في بعض الأطعمة مثل:
– المكسرات البرازيلية (حيث يعد من أغنى المصادر بالسيلينيوم).
– الأسماك مثل التونة والسلمون.
– البيض.
– بذور دوار الشمس.
يمكن أن يكون تناول السيلينيوم جزءًا مهمًا من النظام الغذائي لمرضى هاشيموتو، ولكن يجب أن يتم استهلاكه بحذر لأن الزيادة المفرطة في السيلينيوم قد تؤدي إلى مشاكل صحية أخرى.
3. تناول الأطعمة الغنية بالزنك
* هو عنصر غذائي أساسي له دور كبير في وظائف المناعة و إنتاج الهرمونات الدرقية. تشير بعض الدراسات إلى أن مرضى هاشيموتو قد يعانون من نقص الزنك، مما قد يؤثر سلبًا على وظيفة الغدة الدرقية. يمكن الحصول على الزنك من:
– اللحوم (مثل لحم البقر والدجاج).
– المأكولات البحرية مثل المحار و السلمون.
– المكسرات مثل اللوز و الجوز.
– البقوليات مثل العدس و الفاصوليا.
4. أهمية الدهون الصحية
تعتبر ضرورية لصحة الغدة الدرقية، حيث تساعد على امتصاص الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون (مثل فيتامين A، D، E، K) وتساهم في تقليل الالتهابات. يجب التركيز على تناول الدهون الصحية مثل:
– زيت الزيتون.
– زيت الأفوكادو.
– – الأحماض الدهنية أوميغا 3 الموجودة في الأسماك الدهنية (مثل السلمون والسردين) و بذور الكتان و الجوز.
5. تجنب الجلوتين (في بعض الحالات)
أظهرت بعض الدراسات أن مرضى هاشيموتو قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بـ حساسية الجلوتين ، وهو حالة تسبب *التهاب الأمعاء عند تناول الجلوتين الموجود في القمح والشعير. لهذا السبب، قد يكون من المفيد لبعض مرضى هاشيموتو اتباع نظام غذائي خالي من الجلوتين. ولكن يجب استشارة الطبيب و اخصائي تغذيه قبل القيام بذلك لأن التفاعل مع الجلوتين قد يختلف من شخص لآخر.
6. تناول الأطعمة الغنية بفيتامين د
* يلعب دورًا حيويًا في دعم جهاز المناعة وتنظيم مستويات الهرمونات الدرقية. تشير بعض الدراسات إلى أن مرضى هاشيموتو قد يكون لديهم مستويات منخفضة من فيتامين د. يمكن الحصول على فيتامين د من:
– التعرض لأشعة الشمس.
– الأطعمة المدعمة بفيتامين د مثل حليب و عصير البرتقال.
– الأسماك الدهنية مثل السلمون و التونة.
– البيض.
7. تجنب الأطعمة المعلبه والمصنعة
من الأفضل لمريض هاشيموتو تجنب الأطعمة الغنية بـ الدهون المشبعة، السكريات المضافة، و المواد الحافظة، حيث يمكن لهذه الأطعمة أن تزيد من التهابات الجسم، مما يؤثر سلبًا على وظيفة الغدة الدرقية. الأطعمة مثل الوجبات السريعة، الحلويات ، و *المشروبات الغازية تحتوي على مواد قد تزيد من التوتر التأكسدي في الجسم.
8. تناول الأطعمة الغنية بالألياف
بعض الأشخاص الذين يعانون من مرض هاشيموتو قد يعانون من مشاكل في الهضم مثل الإمساك بسبب نقص الهرمونات الدرقية. لتخفيف هذا، من المهم تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل:
– الخضروات الورقية (مثل السبانخ، الكرنب).
– الفواكه مثل التفاح و التوت.
– الحبوب الكاملة مثل الشوفان و الأرز البني.
9. مراقبة مستويات السكر في الدم
مرضى هاشيموتو قد يكونون عرضة لتطور مقاومة الأنسولين أو داء السكري من النوع 2، خاصة مع زيادة الوزن وتباطؤ التمثيل الغذائي. من الأفضل تجنب الأطعمة الغنية بالسكر المضاف مثل الحلويات و المشروبات الغازية. يفضل تناول الكربوهيدرات المعقدة مثل الأرز البني و الحبوب الكاملة بدلاً من الكربوهيدرات البسيطة.
خلاصة:
التغذية السليمة لمرضى هاشيموتو تعد جزءًا مهمًا في إدارة المرض وتحسين الأعراض. ينبغي تناول أطعمة غنية بالفيتامينات والمعادن مثل اليود، السيلينيوم، الزنك، و فيتامين د، وتجنب الأطعمة التي قد تساهم في زيادة الالتهابات أو تؤثر على عمل الغدة الدرقية. اتباع نظام غذائي متوازن، مع التركيز على الدهون الصحية، البروتينات الخفيفة، و الأطعمة الغنية بالألياف قد يساعد في تحسين التمثيل الغذائي وتقليل الأعراض.
من المهم دائمًا استشارة الطبيب و أخصائي التغذية قبل بدء أي تغيير في النظام الغذائي لضمان التوازن بين العلاج الدوائي والتغذوي.
دمتم بصحه وعافيه
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.