Take a fresh look at your lifestyle.

عبير حافظ تكتب: المرأة بين الفن والأدب

119

بقلم – عبير حافظ

هل صورة المرأة في وسائل الإعلام المختلفة تتماشى مع صورتها بالواقع؟.. الأدب والفن وجهان لعملة واحدة وهى الإبداع وانعكاس لمحيط يعيشه الفنان والأديب ، يؤثر فيه ويتأثر به قبل أن يفرز قضاياه ويبرز العالم من حوله برؤى خاصة تتعمق في أغوار مجتمعة بحس مُبدع يلاحظ ويختزل الخبرات ليكسبها بموهبته جانبا من الخيال، بالاضافة الي الحلول المقترحة .

عندما نذكر صورة المرأة بالحياة علينا أن نتناول الموضوع بواقعية وليس من خلال كلمات نمطية، والحديث بطرق رسمية دبلوماسية. نحن بحاجة لاستعراض ولمس صورة المرأة في حياتنا وليس خلف الشاشات حيث الإعداد للأعمال وترتيب الأحداث واختيار الحبكة الدرامية المتقنة والنهاية الصادمة لجذب الجمهور في أجواء استثمارية بهدف الترويج والربح .

قد يبتكر الكاتب مجرد شخصيات مُتخيلة في أعماله مأخوذة من أنماط حولنا بالمجتمع ، ولكن كيفية معالجة القضية الخاصة بأبطال العمل هي ما تحدد بأي ثوب ستطل علينا .

في البداية ومع نشأة المسرح لم يكن متاحا ظهور النساء كممثلات نظرا للأعراف والتقاليد المشددة كانت تحدد ادوار يلبس فيها رجل ملابس (المرأة ) مع تغطية الوجه بالبرقع ويمثل دور المرأة ..حيث كان ذلك هو الحال لظهور المرأة عموما للحياة الاجتماعية. وبالتدريج ومع تطور عالم التمثيل على المسرح ودخول السينما شاركت النساء بالأعمال الفنية على مضض ..

ليأتي بعد فترة فيلم ( أنا حرة ) بطولة لبنى عبد العزيز. وإخراج صلاح أبو سيف، ليعكس صورة التمرد على حالة الإنغلاق والمناداة بمزيد من الحرية، ثم ظهور البطلة النجمة المرسومة شخصيتها بدقة ..البطلة التي كانت ترتدي ملابس مأخوذة من الموضات العالمية، وكانت معظم البطلات نماذج معينة من حيث الشكل والمؤهلات العلمية وكذا.. أو تصدير تلك الفكرة عنهن (مثال هند رستم وماجدة وصباح، شادية وغيرهن) في ذلك الوقت كانت السينما تختار وبعناية الصورة التي سيتم طرحها في أجواء اتسمت بالحفاظ على القيم والمبادئ والفطرة الطيبة حيث النهايات السعيدة وانتصار الخير دوما على الشر .. لابد أن نذكر هنا أن الفن قد أظهر الكثير من جوانب الحياة اليومية بتلقائية، ووثق ذلك حتى بدون قصد مما دَون وجه الحياة عموما بتلك الفترات من الخمسينات والستينات ….. من ملابس وديكورات والطرق ووسائل المواصلات وأسلوب الحديث بين الأفراد .

لو تأملت النماذج البسيطة للمرأة بالسينما والتلفيزيون كالأم والخادمة، كُن يظهرن بمظهر بسيط ساذج ( مرحلة الستينات) ثم جاءت مرحلة السبعينات والانفتاح ورصد وتسليط الضوء على الملابس الكاشفة والتمرد الصريح بشتى أنواعه ..لكن كانت لازالت الرقابة لها دور فكان النصيب الأكبر للسينما دون التلفزيون.

بعد ذلك أتت مرحلة التسعينات ..كانت مرحلة التمرد على نجوم الشباك المعدودين المحددين مثال (النجمة نبيلة عبيد، نادية الجندي، نور الشريف …) قررت بعض شركات الانتاج التمرد ومن أبرزعا شركة ( العدل جروب ) فتم منح الفرص ليطل علينا شباب جدد ( حنان ترك، أحمد السقا، منى ذكي ، فتحي عبد الوهاب، أحمد رزق وغيرهم…) ونادو بالسينما النظيفة

نظيفة من المشاهد الخارجة الخادشة للحياء ، لكن تم الكشف عن مهازل و عنف لفئات بالمجتمع من عنف لفظي وجنسي ومجتمعي وعشوائيات.
وتلك كانت مرحلة الكتابة لشركات الإنتاج ..وجذب المتلقي للمشاهدة أكثر من اقتناء الأعمال الأدبية وقرائتها فبدأ النداء (للقراءة للجميع)

_تقليص دور الرقابة ومردود ذلك على المجتمع
يقول الفنان محمد صبحي في هذا النطاق: أنا شايف دا قلة ادب مش حرية

_تأثير الأعمال الفنية على المتلقي
المبالغة في طرح اي منتج او سلعة بهدف الترويج لها
صناعة وترويج المنتج يشبه فن الكاركاتير من حيث المبالغة لإظهار المقصود وملامح العمل أو الشخصية والفن صناعة فيها المبالغة بهدف التشويق والإثارة فنجد في بعض الأحيان حقائق فجة وتعرية مبالغ فيها تؤثر سلبا في المجتمع

_كل كاتب أوكاتبه تكتب من خلال الواقع الذي يعيشه أو تعيشه
فهل تم طرح جميع القضايا التي تتوافق مع مايحدث بالواقع؟ أم أن بالواقع مشاهدات لم يرصدها الكتاب ؟
الحقيقة أن الأفراد العاديين يمتلكون قصصا لم تخطر على ذهن كاتب لكنهم لا يمتلكون مهارة الكتابة ولا جرأة البوح بها

عندما تستمع للممثلين والمخرجين بأحد البرامج وهم يتحدثون عن صنع اعمالهم والتحضير لها .. بكثير من الأحيان تجدهم يذهبون لأشخاص حقيقيين يعيشون واقعا مشابها لأبطال اعمالهم ليلمسو الواقع ويسمعون منهم ماهو اغرب من الخيال.

_الواقع وقصص أغرب من الخيال
مثال(فيلم المرأة والساطور هو فيلم اجتماعي مصري تم إنتاجه عام 1997 ، ومن بطولة أبو بكر عزت ونبيلة عبيد وعبد المنعم مدبولي وماجد المصري ومن إخراج سعيد مرزوق ، ومسلسل ريا وسكينة هو مسلسل درامي مصري أُنتج عام 2005 يتناول القصة الحقيقة لريا وسكينة ، إخراج جمال عبد الحميد. بطولة, عبلة كامل – سمية الخشاب.
يعد تناول الكاتب لقضايا واقعية وفردها بأسلوب ادبي بطرح أدق التفاصيل .وهنا يتجلى أسلوب الكاتب بطرح القضية والزاوية التي يتناول منها العمل. فتجد عندما كتبها _ ريا وسكينة_صلاح عيسى بعنوان “رجال ريا وسكينة” تم تسليط الضوء على أدق التفاصيل الحياتية والدوافع الدفينة للأبطال والوصول للحقيقة من خلال الطفلة ابنة ريا عن طريق وكيل النيابة الحاذق ( تفصيلة لم يتم طرحها بنفس العمل من قبل )
عندما تم تناوال نفس العمل كمسرحية جاءت في قالب كوميدي جعلنا المخرج حسين كمال نتعاطف مع ريا وسكينة ونضحك مع عبد العال وحسب الله.
أما فيلم أفواه وأرانب.. أنتج عام 1977 من إنتاج شركة الأفلام المتحدة ، إخراج هنري بركات. رغم أنه ليس قصة حقيقة إلا أنه جاء أقرب للواقع

_لماذا نستمتع بمشاهدة أو قراءة أعمال قد ننكرها ولا نجرؤ على تقليدها بالواقع؟
المشاهد يمارس عملية التطهير النفسي من خلال قصص وروايات يشاهدها ،أو يقرأها .. بتفريغ شحنات من القدرة أو عدم القدرة على تحقيق فعل معين يراه مجسدا بالعمل المطروح ..

وبنفس الوقت علينا تذكر أن الحلول للأزمات المطروحة قد لا تناسبنا فلا يجب أن نشعر بحزن أو تقصير لأننا لم نكن بنفس مهارة بطل أو بطلة العمل في الخروج من المأزق..

الأعمال المكتوبة يمتلك الكاتب والمخرج فيهما النهاية
لكن الحياة كالمسرح المشهد فيها مرة واحدة فقط .. ولابد ان نعي اختلاف المعطيات لكل منا ..لذلك مايناسبنا يختلف من شخص لآخر ومجتمع لاخر

_من الممثلات اللاتي جسدن أدوارا تناقش قضايا المرأة

1.نيللي كريم
من مسلسل «ذات» إلى «فاتن أمل حربي» مروراً بـ «سجن النسا، لأعلى سعر، ضد الكسر»، كلها أعمال درامية رصدت فيها الفنانة نيللي كريم، معاناة المرأة في المجتمع المصري، من خلال تسليط الضوء على قضايا مثل الطلاق وتعليم الفتيات وقانون الأحوال الشخصية وغيرها من القضايا الشائكة.

2.منى زكي
فقد ناقشت قضية «الطلاق الشفهي» في مسلسل «لعبة نيوتن»، وقضية حضانة الأطفال والأزمات القانونية التي تواجهها المرأة مع مسألة الحضانة في مسلسله«تحت الوصاية»

3.هند صبري
مسلسل «حلاوة الدنيا»، كما رصدت مشكلة الطلاق وتأثيره في الحالة النفسية للمرأة وإمكانية خلق حياة في مسلسل «البحث عن علا

4.إلهام شاهين
مسلسل «أحلام لا تنام»، كما كانت من أوائل النجمات الكاشفات عن قضية الزواج الثاني ومشاكل المرأة المطلقة في مسلسل «قصة الأمس».
ومن الأدوار المختلفة التي قدمتها إلهام شاهين، كانت في مسلسل «البراري والحامول» الذي عرض لأول مرة في عام 1995 وجسدت فيه شخصية «زاهية» الفلاحة البسيطة التي تتفانى في مساعدة زوجها وتربطها علاقة طيبة مع أهل القرية، وعلى الرغم من عدم حصولها على مؤهل دراسي، لكنها تقرر الترشح في البرلمان لتصبح نائبة تدافع عن حقوق أهالي قريتها الفقيرة.

_أدباء كتبو عن المراة ببراعة
احسان عبد القدوس متاثرا بوالدته روز اليوسف ( فاطمة اليوسف) حيث كان يجسد الابعاد ابنفسية والوجدانية للمراة

فتحية العسَّال، لطيفة الزيَّات، ،عائشة عبد الرحمن المعروفة باسم “بنت الشاطئ” ، الروائية رضوى عاشور ، الكاتبة والطبيبة نوال السعداوي، “نبوية موسى”

ومن أبرز الكتب التى دافعت عن حقوق المرأة..

كتاب تحرير المراة لقاسم امين يدعو فيه للإصلاح الاجتماعي، أثار ضجةً كبيرةً وقت ظهوره ليس فقط بين أوساط المثقفين ولكن أيضًا بين عَامَّة الناس

كتاب” ظلمات وأشعة” الأديبة مى زيادة

يوسف السباعي( رد قلبي_اني راحلة_نادية ..لست وحدك
يوسف ادريس ورواية الحرام

_صورة المرأة في الأغنية المصرية

شهدت صورة المرأة في الأغنية المصرية تطورات مشابهة لتلك التي حدثت في السينما، حيث تأثرت بالتحولات الاجتماعية والثقافية والسياسية في المجتمع المصري.

في البداية، كانت الأغاني تتناول المرأة غالبًا من منظور رومانسي أو عاطفي،كما في أغاني أم كلثوم وعبد الحليم حافظ على سبيل المثال، كانت المرأة تظهر في صورة الحبيبة المثالية، التي يقدسها العاشق ويحلم بالوصول إليها.

في الستينيات والسبعينيات، بدأ التركيز في الأغاني على قضايا المرأة بشكل أكبر. ظهرت أغاني تعبر عن هموم النساء الاجتماعية والسياسية، مثل أغاني فايزة أحمد، وردة الجزائرية، ونجاة الصغيرة، التي تناولت موضوعات مثل الطموح النسائي، والحب غير التقليدي، والتحرر الاجتماعي.

وفي العقود الأخيرة، ركزت على النساء القويات والمستقلات، بينما ظهرت أغاني في ذات الوقت، بدأت بعض الأغاني تحمل رسائل تدعم تحرر المرأة وتتناول قضايا العنف ضدها، والتعليم والمساواة في الحقوق.

يمكن القول إن الأغنية المصرية في العصر الحديث أصبحت أكثر انفتاحًا على تقديم صورة المرأة بشكل أكثر تعقيدًا وتنوعًا، مما يعكس التحولات في المجتمع.

إذن الكاتب يمتلك براعة التأثير في الجمهور ومهارة تناول العمل وتطويع ادواته في طرح انعكاس صورة المرأة في المجتمع بالإضافة لجزء من رؤيته الخاصة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.