Take a fresh look at your lifestyle.

اللواء تامر الشهاوي يكتب: السياسة والإعلام مرة أخرى

56

بقلم – تامر الشهاوي
مؤخراً صدر عن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء تصريحات بشأن الإعلام والدراما، وجاء ذلك عقب تصريح السيد الرئيس فى افطار الاسرة المصرية، والذى كرم و”بذكاء شديد ” الفنان سامح حسين واثنى على برنامجه اليوتيوبرى واسع الانتشار والشديد التأثير، وهذا التكريم يعني بالضرورة نظرة السيد الرئيس لباقي محتويات دراما رمضان واختياره قطايف سامح حسين هو إشارة للقائمين على الاعلام ان سامح حسين نجح نجاح مدوى بلا ادنى امكانيات فى مقابل مليارات تنفق بلا أى عوائد ادبيه او اجتماعية او انسانيه أو حتى مادية .

تصريحات السيد الرئيس وانتقاده للاعلام لم تكن الاولى، بل هى انتقادات متكرره، وربما كنت من أوائل من نبه إلى تلك الكارثة عام 2019، وتحدثت فيها على كل المستويات سواء العلنية من خلال الاعلام والسوشيال ميديا، او من خلال استخدامى للادوات البرلمانية بمطالبتي بعودة وزارة الإعلام، حتى عادت بقيادة السيد الوزير أسامة هيكل وتحملت فى سبيل ذلك تجاوزات وخروج عن النص من بعض المنتفعين وأصحاب المصالح والذى انتهى ببلاغ منى الى السيد النائب العام.

هذا الأمر لم يقتصر على ما صرحت به فقط ربما كنت أول من اصطدم وتحدث علانية فى هذا الموضوع لخطورته الداهمة من وجهة نظر الأمن القومي، ولكن كان للأمر صدى كبير عند الكثير من المهتمين بالشأن من كتاب وصحفيين وشخصيات عامة وسياسيين، منهم على سبيل المثال وليس الحصر وحيد حامد والدكتورة لميس جابر ونصر القفاص وحسام بدراوي مع احترامي للالقاب طبعاً، وعشرات غيرهم ووصل الامر من السخافة ان يقوم الاعلام بما فيه اعلام الدوله ممثلاً فى ماسبيرو بمهاجمة وزير الإعلام أسامة هيكل الذي انتقد بشدة ما يحدث فى الإعلام مما دفعه الى تقديم استقالته.

والغريب والعجب العجاب والذى لم نراه قبلاً ولا اتصور اننا سنراه مرة اخرى، تلك المهارة الفائقة واحسدهم عليها التى يتمتع بها البعض لصناعة الاعداء، وتحويل الموالاة الى اعداء ومعارضة بدون سبب أو لأسباب واهية إلا أنها تحمل داخلها كل اسباب الغل والحقد والكراهية فقط ولا شئ آخر .

عندما قال السيد الرئيس يوماً ” انى احسد عبد الناصر على اعلامه “، مؤكد لم يكن يعنى المقارنه من حيث الادوات او حتى الاسلوب، لكن كان يعنى المقارنه من حيث الحشد والتوجهه، والذكاء في ادارة الملف، لان من المؤكد أن أدوات تشكيل الوعى فى الخمسينات والستينات، والتى تتمثل فى الصحف والمنشورات والصالونات الثقافيه، ثم مؤخراً الإذاعة ثم التلفزيون، تختلف تماماً عن أدوات الألفية الثالثة التي تمكن أي مواطن من اختيار ما يريد مشاهدته أو سماعه بمجرد كبسة زر سواء من محموله الشخصى او ريموت الريسيفر، وهذا ما حذرت منه ومعى آخرين من خطورة انصراف المصريين عن القنوات المصريه وانجذابهم للقنوات المعادية و ادعى ان هذا ما يحدث منذ فتره ليست بالقليله .

بالضروره ان الاعلام والدراما يعكسا الواقع المجتمعي ويقدما معالجات للقضايا الاجتماعية والإنسانية و يستلهم القصص والأدبيات من النخب والشارع، ولكن ما استغربه واعتقد ان الجميع لا يختلف معى ان هناك انتقادات واسعة للاعمال الدراميه، لان تحتوى على مشاهد عنف وبلطجة ولغه سوقيه ومؤكد أننا جميعاً ننتقد هذه المشاهد .

لكننا لم نسأل أنفسنا لماذا يهرع الكتاب والسينمائيين إلى هذه النوعية ؟؟؟؟، ولماذا هذه النوعية هي ما تلقى إعجاب الجمهور وشباك التذاكر ونسب المشاهدة ؟، املك اجابات بالطبع وعلى رأسها نوعية النخب وسلوكياتها التى يتم تصديرها للمواطنيين فى الواقع اليومى وبعضها برعاية رسمية او شبه رسمية.

وبالطبع نحن أمام شباب يسعى لتكوين نفسه، ويجاهد فى ظل ظروف وفرص ضئيلة فطبيعي جداً ان ينجذب الى تقليد تلك النخب لتحقيق ذاته وثراء سريع، وطبعا لو وضعنا فى الاعتبار الثقافة المترديه للسواد الأعظم فتصبح الإجابة على التساؤل اكثر منطقيه .

التصريحات الأخيرة كانت متوقعة خاصة بعد التغييرات “العنيفة ” التى طالت الإعلام فى الفترة الأخيرة، ولها أسبابها وان كان أغلب الأسباب لا يجوز طرحها ” علناً” ،ولكن المؤكد أن هناك ثورة تصحيح يقودها الرئيس بنفسه فى المسار الإعلامى، وايضاً فى المسار السياسى الداخلى فى محاولة للحفاظ على تماسك ونسيج شعبى وطنى منضبط في مواجهة مخاطر وتحديات قادمه متوقعه، وطبعا لم يخلو الامر من قيام بعض الاعلاميين والصحف والمواقع بابراز هذه التصريحات، وكأن السيد الرئيس يتحدث عن ناس اخرين وليس عنهم وسبحان الله يقوموا بمهاجمة الإعلام ” حاجه كده لا توصف الا انها شيزوفرينيا اعلاميه او بالاحرى سلوك مقزز”.

اهمس فى اذن دولة رئيس الوزراء, ان الاصلاح لن ينطلق من ماسبيرو فقط ولا من أي كيان آخر لوحدهما, ولكن يجب أن ينطلق من خلال مشروع تنموى يشارك فيه جميع الوزارات والمؤسسات المعنية, ويكلف الإعلام بالترويج له والإسراع بتطبيق الحوكمة الرشيدة بتوجيه الأنشطة والقرارات بمبادئ الشفافية، والمساءلة، والعدالة، والمشاركة، والفعالية لضمان إدارة فعالة ومسؤولة للمؤسسات والهيئات، مما يعود بالنفع على الدولة والمواطنين.

يا دولة رئيس الوزراء إجابة السؤال هي بداية الحل ” لماذا وكيف نجح قطايف فيما فشل فيه الآخرون؟؟؟”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.