هل حقق خالد البلشي «حرية الصحافة» خلال توليه نقابة الصحفيين؟.. (حوار)
أجرى الكاتب الصحفي وائل عبد العزيز، مؤسس موقع المصري الإخباري حوارا مع الكاتب الصحفي خالد البلشي، نقيب الصحفيين، بشأن الملفات التي عمل عليها، في أثناء توليه منصب النقيب، منذ عامين، وما هو برنامجه الجديد، في انتخابات النقابة الجارية، وكيف سيحقق آمال وطموحات الجمعية العمومية.. وإليكم نص الحوار…
نقيب الصحفيين في حوار مفتوح لموقع «المصري»
س: بداية.. ما هي دوافع وأسباب ترشحك لانتخابات نقابة الصحفيين 2025؟
الترشح جاء استكمالًا لما بدأناه في الدورة النقابية السابقة، حيث عملنا على مشروعات مهمة، منها تطوير النقابة داخليًا، مثل تحديث النظام الإداري وإطلاق مشروع مدينة الإسكان للصحفيين، ولكن الأهم كان مشروع حرية الصحافة، وهو ما سعينا لتحقيقه عبر تقديم مشروعات قوانين والدفاع عن المهنة والصحفيين، ونحن إلى ذلك قطعنا خطوات كبيرة نحو استعادة هيبة الصحافة وتعزيز حرية التعبير، سواء عبر تعديل القوانين أو دعم الصحافة المستقلة القادرة على التعبير عن الناس والوصول إليهم.
س: ما أهم الإنجازات التي تحققت خلال الدورة النقابية الماضية؟
أهم ما تحقق هو أن النقابة أصبحت بيتًا للجميع بعد سنوات من التجميد والإغلاق. نجحنا في استعادة دور النقابة في الدفاع عن الصحفيين، وإطلاق مبادرات لحل مشاكلهم، فضلًا عن تحقيق تقدم في ملف حرية الصحافة، حيث تمكنا من الإفراج عن 11 صحفيًا محبوسًا، بالإضافة إلى زميلة كانت محتجزة في السعودية، كما دعمنا زملاء آخرين بواسطة إعادة تأهيلهم نفسيًا أو مهنيًا وتشغيل عدد منهم.
وعلى صعيد الخدمات، خضنا مفاوضات مهمة للحفاظ على أموال النقابة وتحسين الخدمات العلاجية، وتم زيادة عدد العيادات الطبية داخل النقابة، حيث يستقبل الأطباء الآن أكثر من 50 حالة يوميًا، وأطلقنا عيادة تأمين صحي مع صيدلية متخصصة. كما نظمنا قوافل طبية وفعاليات علاجية مستمرة.
س: كيف أثرتم في المشهد الثقافي والصحفي خلال الحقبة الماضية؟
استعدنا الدور الثقافي للنقابة من خلال إقامة معرض الكتاب وإطلاق مشروعات مثل «ذاكرة الصحافة»، الذي يهدف إلى حفظ الأرشيف الصحفي المصري من الضياع أو التلاعب، كما اتخذنا مواقف واضحة في القضايا العامة، مثل دعم القضية الفلسطينية ومناهضة تهجير السكان.
س: ماذا عن الإنجازات في ملف الإسكان والأوضاع الاقتصادية للصحفيين؟
نجحنا في تقديم 630 وحدة سكنية للصحفيين، واستعدنا مشروع المدينة السكنية، وهو حلم طال انتظاره، فيما يخص الأوضاع الاقتصادية، دخلنا في مفاوضات لزيادة بدل الصحفيين، وتمكنا من رفعه مرتين خلال الدورة الحالية، وهناك جهود مستمرة لزيادته مجددًا، كما تفاوضنا مع عدد من المؤسسات الصحفية، مثل الوفد، البوابة نيوز، الشروق، المال، رويترز، وبي بي سي، لتحسين أجور الصحفيين.
س: ما هي رؤيتك للمرحلة القادمة؟
أرى أن النقابة يجب أن تواصل دورها ككيان نقابي مستقل، قادر على الدفاع عن حقوق الصحفيين والمهنة، وأطلقنا المؤتمر العام للصحفيين، وكانت مخرجاته بمثابة خارطة طريق للمطالب الصحفية، ورفعناها للجهات المسؤولة، وحصلنا على ردود إيجابية سنسعى للبناء عليها، فالانتخابات الحالية ستحدد ما إذا كان الصحفيون يرون أن المسار الذي بدأناه يستحق الاستكمال أم لا.
س: في الختام.. كيف تقيم المرحلة السابقة؟
أعتقد أننا حققنا إنجازات ملموسة، لكن الطريق لا يزال طويلًا، فهناك تحديات كثيرة، لكننا أثبتنا أن النقابة يمكن أن تكون صوت الصحفيين الحقيقي، تدافع عن حقوقهم، وتحمي المهنة، وتعمل على تحسين أوضاعهم، والأهم هو أن يبقى الباب مفتوحًا للجميع، وأن يكون الكيان النقابي قادرًا على الاشتباك مع كل القضايا الصحفية والمهنية.
س: هناك آراء تشير إلى أن بدل الصحفيين لم يشهد أي زيادة في عهدكم، وأن الزيادة التي أُقرت كانت نتيجة قرارات سابقة للمجلس السابق أو بتوجيهات من رئيس الجمهورية.. ما تعليقكم؟
هذا غير دقيق، البدل يُصرف من الدولة، والزيادات تأتي أيضًا من الدولة، فعندما يعلن رئيس الجمهورية عن زيادة، فهي زيادة تخص الجماعة الصحفية ككل، ولا يمكن احتسابها لصالح جهة معينة دون الأخرى، والمهم هنا أن قيمة الجماعة الصحفية وصلت إلى أعلى المستويات، حيث تحدثت عنها أعلى سلطة في الدولة، وبالتالي، فإن كل زيادة تُحقق تصب في مصلحة الجمعية العمومية، وليس فردًا بعينه.
س: هناك من يرى أنكم لم تقصروا في التفاوض، إلا أن هناك تضييقًا عليكم أو عدم استجابة من الجهات المختصة.. كيف تردون؟
الحديث عن قوة الفرد وتأثيره في التفاوض غير دقيق. هناك نُقباء جلسوا على مقعد النقيب سابقًا ولم يتمكنوا من تحقيق زيادة أو حتى البقاء في مناصبهم، واضطروا للانسحاب لصالح شخص آخر، إما لأن النظام لم ير فيهم القدرة على إكمال المهمة، أو لأنهم فشلوا في إقناعه بهم، وما أؤكد عليه هو أن فتح النقابة وإتاحة المساحات للحركة أعطى فرصة حتى للأطراف الأخرى للتعبير عن نفسها، والبعض لم يكن قادرًا حتى على طرح نفسه كبديل، فكيف نتوقع أن يتمكن من تحقيق مكاسب للصحفيين؟
س: هل تقصد أن زيادة البدل لا ترتبط بفرد معين، بل بقوة الجمعية العمومية نفسها؟
بالتأكيد، هذا هو جوهر القضية. لو اعتبرنا أن زيادة البدل تُنسب لفرد معين، فهذا يعني أن الأمر مرهون فقط بقوة هذا الفرد، مما يجعله عرضة لضغوط مقابلة من الدولة، لكن الحقيقة أن الجمعية العمومية هي صاحبة التأثير الحقيقي، فهي التي تمنح التفاوض قوته، وهي التي فرضت زيادة البدل مرتين خلال فترة قصيرة، وهذا لم يحدث من قبل.
س: هل ترون أن قوة الجمعية العمومية مستمرة في التأثير على القرارات الخاصة بالصحفيين؟
بالطبع، الجمعية العمومية هي القوة الحقيقية، وليس الفرد، من يجلس على مقعد النقيب يُمثل الجمعية العمومية، وإذا كان يمثلها بقوة، فسيكون قادرًا على التفاوض بشكل حقيقي، وبالتالي، لا يمكن اختزال الإنجازات في شخص بعينه، بل هي نتيجة قوة الجماعة الصحفية وتماسكها.
التعليقات مغلقة.