Take a fresh look at your lifestyle.

هبة حرب تكتب: كيف حقق الاحتلال أهدافه بمبدأ فرق تسد؟

22

دماء تملأ الأرجاء في سوريا، طائفية تسيطر على المشهد في العراق و لبنان، انقسام يتحكم في المصير في ليبيا، دول عربية تجني حصاد التحزب و الفرقة الطائفية والانقسام بين أبناء الوطن الواحد.

ولكن ما نقف عنده قليلاً، هو أن هذه المشاهد المتكررة بين العواصم العربية، تطبق المبدأ الصهيوني الصريح ، فرق تسد، هو أحد مبادئ الصهيونية التي تعد دستوراً لكيانها المحتل.

وبالعودة إلى ما يحدث في سوريا من مجازر يندى لها الجبين، بين الطوائف المختلفة، و التصفيات على حسب الهوية و الدين، و التي تعد بعيدة كل البعد عن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ، وما دعا إليه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، من التسامح ونبذ العنف .

و بالنظر إلى ما وصلت إليه العراق، من إنهيار و توارى عن المشهد العربي ، بعدما كانت صاحبة حضارة بلاد الرافدين، حتى أصبحت طائفية منقسمة على ذاتها، تسعى كل طائفة لتحقيق مصالحها على حساب العراق الوطن الواحد، و أصبحت كل طائفة تميل إلى الانقسام و النجاه بنفسها، دون النظر إلى مصلحة العراق الوطن الواحد.

ولا يختلف الأمر كثيراً في لبنان، التي وقعت ضحية للطائفية، وأصبحت لبنان دولة ضعيفة لا تستطيع الحفاظ على كيانها ، ولا تتمكن من صد العدوان على أراضيها، و لا تستطيع حماية شعبها من إنهيار إقتصادي متوحش، وذلك بعدما باتت كل طائفة يهتم كبار ساستها بالاحتماء بالأطراف الخارجية على حساب مصلحة لبنان الوطن الواحد.

فيما يتكرر المشهد ذاته في ليبيا فـ القبلية والانقسام يسيطران على المشهد الليبي، مما انعكس على الوضع الاجتماعي لشعبها، بالرغم من كونها إحدى الدول النفطية الغنية، كما انعكس الوضع أيضاً على المناحي الأمنية ، فبعض أجزاء ليبيا تقع تحت حماية الأجهزة العسكرية الوطنية ، و البعض الآخر في حماية المليشيات، و هناك حكومتين ، و أطراف حاكمة هنا و هناك ، لكن ليبيا كـ وطن واحد ، لا أحد يهتم بها أو يبحث عنها.

وحين ندقق النظر، نجد أن كل هذا الإنقسام والتشرذم ، لهذه الدول، تطبيق واضح لمبدأ الصهيونية فرق تسد، و ما بين الانقسام والطائفية في سوريا ، تجد دولة الإحتلال المستفيد الأكبر الذي حققت توسع على حساب الأراضي السورية ، لم تكن تحلم به، في حالة وحدة سوريا ، و بدأت تقلب الأطراف السورية ، حتى أن بعضها أصبح يرى أن الحماية تحت وجود دولة الإحتلال أفضل له من الحفاظ على دولة سوريا موحدة، كما ينتهز الإحتلال فرصة أن الماضي القريب لحكام سوريا الجدد، هو الانتماء لتنظيمات إرهابية، و هو ما يبرر به توسعة في الأراضي السورية بحجة حماية أمنه.

وبالمبدأ نفسه لا يختلف الأمر كثيراً حين ننظر إلى المذهبية و الطائفية في لبنان ، التي قادت لبنان لحفة الهوية، وإنهارت اقتصادياً، و أصبح جيشها غير قادر على الدفاع عنها، و تكالب عليها الكيان المحتل ، واجتاح أراضيها و راح ينفذ الضربات الجوية في شتى أنحائها بحجة الحرب على حزب الله.

أما العراق، فقد زجت إلى الطائفية والإنقسام ، من أجل إضعافها، بعدما كانت وطن واحد قوي، و أصبحت منتهكة السيادة ، مرتع لتنفيذ الضربات و التصفيات، وباتت كل طائفة تسعى إلى مصالحها على حساب العراق وسيادتها.

ولم يختلف الأمر كثيراً في ليبيا التي وقعت في فخ القبائلية، و انقسمت الأطراف على نفسها، و باتت وحدة ليبيا في خطر وسط التطلعات و المصالح الشخصية لكل طرف من الأطراف المنقسمة.

والخلاصة أن سوريا الدولة القوية العربية خلف راية واحدة تعلي المصلحة السورية فقط، كانت خطراً داهم على دولة الإحتلال، لذا نكبت بمبدأ فرق تسد ، و العراق أيضاً كانت في وحدتها دولة قوية ، تقف حجر عثرة في وجه أحلام دولة الإحتلال ، لذا نكبت بمبدأ فرق تسد ، و لبنان أيضا دولة حدودية للكيان المحتل، و من مصلحة الكيان اضعافها لتنكب على حل مشاكلها ، لذا نكبت هي الأخري بمبدأ فرق تسد، وليبيا صحيح هي بعيدة عن أحلام الكيان و خططه التوسعية من النيل إلي الفرات ، إلا أنها دولة غنية و قومية عربية ، و مساعيها كانت تقف حجر عثرة في وجه مخططات الكيان ، لذا نكبت هي الأخري بمبدأ فرق تسد.

ولكن حلم التوسع الذي يسعى إليه الكيان المحتل ، لن يتحقق ، وستكون نجوم السماء أقرب إليه من الوصول إليه، ما دامت مصر باقية قوية قادرة ، فـ مصر من أذاقت دولة الإحتلال مرارة الهزيمة ، وقطعت أوصال قوتها في انتصار السادس من أكتوبر الموافق العاشر من رمضان ، وحفظ الله مصر وشعبها وجيشها و وحدتها التي وعد الله أن يكون أهلها في رباط إلي يوم القيامة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.