قال الدكتور عبدالرحمن طه، خبير الاقتصاد الرقمي، إن قرار بكين بإدراج حصص تعليمية حول الذكاء الاصطناعي في جميع المدارس الابتدائية والثانوية بدءًا من العام الدراسي المقبل يعكس التوجه الاستراتيجي للصين نحو تعزيز مهارات الذكاء الاصطناعي بين الأجيال القادمة، مما يرسخ موقعها كمنافس رئيسي في سباق التكنولوجيا العالمية.
وأشار طه إلى أن المبادرة تهدف إلى تقديم ما لا يقل عن 8 ساعات دراسية سنويًا في هذا المجال، مع إمكانية دمج هذه الدروس ضمن مناهج قائمة مثل تكنولوجيا المعلومات والعلوم، مما يعزز من تكامل الذكاء الاصطناعي مع مختلف التخصصات العلمية.
وأكد طه أن الصين أحرزت تقدمًا ملحوظًا في هذا المجال، حيث أحدث إطلاق شركة “ديب سيك” DeepSeek لنموذجها الجديد من روبوتات المحادثة في يناير الماضي تأثيرًا كبيرًا في الأسواق العالمية، وسط تقارير تفيد بأنه قد يتجاوز في بعض الجوانب قدرات المنافسين الغربيين مثل “تشات جي بي تي”، وبتكلفة تشغيلية أقل.
وأضاف طه أن القرار التعليمي يتزامن مع تحركات حكومية لتعزيز التعاون بين الجامعات والمدارس الثانوية، مما سيساهم في تطوير جيل جديد من المبتكرين القادرين على دفع صناعة الذكاء الاصطناعي الصينية إلى مستويات أكثر تقدمًا.
كما أشار طه إلى أن الحكومة الصينية كثفت دعمها لشركات التكنولوجيا المحلية، حيث أجرى الرئيس الصيني شي جينبينغ اجتماعًا نادرًا مع كبار رجال الأعمال في هذا القطاع، في خطوة تعكس رغبة بكين في تعزيز المنافسة مع الشركات الغربية وزيادة دور الشركات الصينية في الاقتصاد الرقمي العالمي.
وأخيرًا وليس آخرًا، يرى طه أن المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي بين الشركات الصينية الكبرى مثل “علي بابا”، التي كشفت عن نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد QwQ-32B، تُظهر تسارع الصين نحو تطوير تقنيات قادرة على مواجهة الهيمنة الغربية في هذا المجال، مما يمهد لموجة جديدة من الابتكارات التي ستعيد تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي عالميًا
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.