Take a fresh look at your lifestyle.

دكتور خالد فواز يكتب ..لماذا يُصر ترامب على تهجير الفلسطينيين؟

5

 

لماذا يسعى ترامب إلى تهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر؟ هل هي خطة جديدة أم امتداد لمخططات قديمة؟

للإجابة على هذا التساؤل، لا بد من العودة إلى جذور القضية الفلسطينية منذ احتلال إسرائيل لفلسطين وإعلان دولتها عام 1948، وذلك بعد انتهاء الانتداب البريطاني عليها. فقد اعترفت الأمم المتحدة، إلى جانب الولايات المتحدة وبعض الدول الداعمة الأخرى، بإسرائيل، مع استخدام الولايات المتحدة لحق الفيتو لحماية مصالحها.

وعد بلفور كان بمثابة التزام بريطاني لإقامة وطن قومي لليهود، مع التأكيد على احترام حقوق وحريات الشعب الفلسطيني، إلا أن الواقع كان مختلفًا تمامًا، حيث تم تهجير الفلسطينيين من أراضيهم بالقوة.

بعد هزيمة 1967، توسعت إسرائيل في احتلال أراضٍ عربية شملت سيناء، العريش، غزة، الضفة الغربية، وهضبة الجولان. في ذلك الوقت، بلغ عدد الفلسطينيين في غزة والأردن وسوريا والعراق حوالي 400 ألف نسمة، وبرزت عدة خيارات لتهجيرهم، منها نقلهم إلى الضفة الغربية أو سيناء والعريش، إلا أن الفلسطينيين رفضوا الهجرة القسرية، وأصروا على البقاء في وطنهم رغم جميع المحاولات لإجبارهم على الرحيل.

السياسات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين

تاريخيًا، لجأت إسرائيل إلى عدة استراتيجيات لدفع الفلسطينيين إلى مغادرة أراضيهم، منها فرض الحصار الاقتصادي والتضييق على سبل العيش.

فمثلًا، في غزة، سعى الحكم العسكري الإسرائيلي إلى إجبار السكان على الهجرة عبر تدمير الاقتصاد وقطع مصادر المعيشة. وقد أقر بذلك غور نفسه، وهو ما تبناه لاحقًا رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، حيث قال إن إسرائيل ستعمل خلال 10 إلى 20 عامًا على دفع الفلسطينيين إلى خارج البلاد.

 

خطة “بلاندا 2010” كانت تهدف إلى تقسيم فلسطين إلى ثلاث مناطق: الضفة الغربية، الضفة الشرقية، وغزة، مع منح الفلسطينيين إدارة ذاتية ضمن دولة إسرائيل، دون أي دور في الجيش أو المؤسسات العسكرية. ومن بين المقترحات، أن تتنازل مصر عن 720 كيلومترًا مربعًا من أراضيها قرب رفح والعريش لصالح توسيع غزة، مقابل حصولها على أراضٍ من إسرائيل، وهو ما رفضته مصر تمامًا، باعتباره انتهاكًا لسيادتها وحقوق الفلسطينيين، وخرقًا للقانون الدولي.

التطورات الأخيرة وخطة التهجير

في أكتوبر 2023، نشر الإعلام الغربي تقارير عن نوايا إسرائيل تدمير البنية التحتية في غزة كوسيلة لفرض التهجير القسري، حيث تم تدمير 90% من المباني وتشريد أكثر من مليون فلسطيني، مع تحول غزة إلى ركام يُقدر بـ50 مليون طن.

عقب عملية 7 أكتوبر، اقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهجير الفلسطينيين مؤقتًا إلى الدول المجاورة، وهو ما قوبل بالرفض القاطع من مصر والأردن.

وبعد انتهاء الحرب، أعاد ترامب طرح فكرة التهجير إلى مصر والأردن، مهددًا بوقف الدعم لهما، إلا أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رفض ذلك تمامًا، مؤكدًا دعمه للشعب الفلسطيني وضرورة إعادة إعمار غزة بدلًا من تهجير أهلها، وهو ما أدى إلى تراجع ترامب مؤقتًا عن الخطة.

لماذا يُصر ترامب على تهجير الفلسطينيين؟

تعود أسباب ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها:

1. الضغوط الداخلية في الولايات المتحدة، حيث يسعى ترامب لاستقطاب دعم اللوبي الإسرائيلي والمؤيدين لإسرائيل داخل أمريكا، خاصة في الانتخابات.

 

2. العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث تعتبر واشنطن تل أبيب حليفًا أساسيًا في المنطقة، وتوفر لها الدعم العسكري والمالي.

 

3. المصالح الاقتصادية، إذ تستفيد الولايات المتحدة من التعاون مع إسرائيل في الابتكارات والتكنولوجيا والصناعات الدفاعية.

 

4. الاعتبارات الدينية والأيديولوجية، حيث يعتقد بعض الأمريكيين أن دعم إسرائيل جزء من التزاماتهم الدينية والأخلاقية.

 

ما الحلول المطروحة لمستقبل غزة؟

 

مع الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية في غزة، تحتاج المدينة إلى خطط فورية لإعادة الإعمار وضمان بقاء سكانها، ومن بين الاقتراحات:

 

1. إنشاء كرفانات سكنية مؤقتة داخل غزة لحماية النازحين من الظروف القاسية.

 

 

2. إشراك الشركات المصرية والأردنية والعربية في مشاريع إعادة الإعمار، بما يشمل بناء مساكن جديدة وترميم المناطق المدمرة.

 

 

3. إنشاء محطات مياه وكهرباء مستقلة لتأمين البنية التحتية الأساسية لسكان غزة.

 

 

4. إرسال قوافل طبية عاجلة لتوفير الرعاية الصحية والعلاج للمصابين.

 

 

5. تكثيف الجهود الإغاثية الدولية لإدخال المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية إلى غزة.

 

 

6. تشجيع المشاريع الاقتصادية المحلية لخلق فرص عمل وتحقيق الاستدامة الاقتصادية.

 

 

 

في النهاية، فإن الحل الأمثل ليس تهجير الفلسطينيين، بل دعم صمودهم في أراضيهم، وإعادة إعمار غزة لتصبح مكانًا صالحًا للعيش، بدلًا من تحويلها إلى منطقة منكوبة تفتقر لأبسط مقومات الحياة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.