Take a fresh look at your lifestyle.

هبة حرب تكتب: لا تقترب من البيت الأبيض

59

بقلم – هبة حرب

على غير المعتاد، شهد البيت الأبيض مشادة كلامية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، وصلت إلى حد توبيخ الأخير بعبارات حادة.

وقد تضمن اللقاء الذي عقد على مرى و مسمع وسائل الإعلام، إتهامات صريحة لـ زيلينسكي للدفع إلى حرب عالمية، بجانب أنه قاد بلاده للهلاك، كما تم توجيه اللوم له على عدم شكر الولايات المتحدة الأمريكية على وقوفها بجانبه، كما وجه إليه أحد الصحفيين تسأل فاج، تضمن استفهام حول عدم ارتدائه بدلة خلال قمتة للرئيس الأمريكي في البيت الأبيض.

ولا شك أن هذا اللقاء، جذب انتباه العالم جميعاً سواء على مستوى القادة أو الشعوب، فقد علق الكثيرين من قادة العالم على هذا اللقاء ، معربين عن مفاجأتهم مما فعله الرئيس ترامب مع نظيره الأوكراني، الذي وصل إلى حد إلغاء المؤتمر الصحفي معه.

ولكن ما يستدعي الإنتباه، أن هذه الواقعة لم تكن الأولى من نوعها، بل شهدت فترة رئاسة ترامب التي مازالت في بدايتها، وقائع مشابهة من سيد البيت الأبيض مع قادة و زعماء و ملوك آخرين.

ولعل أبرز ما يوضح ذلك، هو تعمد ترامب إحراج رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، خلال لقائه في البيت الأبيض، وذلك من خلال توجيه تسأل إليه “هل تستطيعون مواجهة روسيا بأنفسكم؟”، في إشارة منه إلى حاجة المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة، وهو ما أحرج رئيس وزراء بريطانيا الذي اكتفى بالابتسامة، بينما ضجت القاعة بضحكات الحاضرين.

ولم ينتهي الأمر عند هذا الحد، بل طال الرئيس البولندي أندريه دودا، الذي جمعه اجتماع قصير لم يتجاوز 10 دقائق مع الرئيس ترامب ،وذلك على هامش مؤتمر العمل السياسي المحافظ (CPAC) في مركز غايلورد الوطني للمؤتمرات قرب واشنطن، وذلك بعدما تركه ينتظر لأكثر من ساعة كاملة بدون مبررات واضحة لهذا الانتظار الطويل.

ومن بين هذه المشاهد أيضاً، يأتي لقاء الرئيس ترامب مع العاهل الأردني عبدالله الثاني في البيت الأبيض، الذي تفاجأ خلاله الملك الأردني بتواجد وسائل الإعلام العالمية خلال اللقاء، و الضغط من قبل ترامب لقبول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن و مصر، ومحاولات اقتناص وعد من الملك عبدالله بالحصول على قطعة أرض من الأردن من أجل هذا الغرض، لكن تمكن العاهل الأردني من الخروج من هذا الفخ من خلال رده بقوله إن مصر لديها خطة، في إشارة إلى أن مصر تعد خطة لإعادة إعمار غزة بدون تهجير الفلسطينيين.

ويمكن الوصول من خلال تلك الوقائع، إلى أن سيد البيت الأبيض يتبع سيناريو لابتزاز قادة و زعماء العالم، من أجل الانصياع لتحقيق رغباته، وذلك من خلال الإحراج و التطاول و الإهانة في بعض الأحيان، وأيضا من خلال التقليل منهم أمام شعوبهم.

ولا يحتاج الأمر إلى ترتيب كبير من سيد البيت الأبيض، كل ما في الأمر ، هو استدعاء ممثلي وسائل الإعلام العالمية إلى البيت الأبيض، عقد لقاء مع الرئيس المستهدف بعد دعوة للقاء الرئيس الأمريكي، ثم بدأ حديث معه بدون إحترام و تعمد التقليل من شأنه ، ومقاطعة بشكل مستمر، وإحراجه على مرى و مسمع الجميع.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.